رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في كتابه الجديد.. الفيلسوف البريطاني ماثيو راتكليف يستكشف المعاني الفلسفية للحزن

الفيلسوف البريطاني
الفيلسوف البريطاني ماثيو راتكليف

يسعى الفيلسوف البريطاني ماثيو راتكليف، أستاذ الفلسفة بجامعة يورك بالمملكة المتحدة، في الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "عوالم الحزن" إلى القيام باستكشاف فلسفي واسع النطاق لما يعنيه الشعور بالحزن، وما يخبرنا به عن الحياة العاطفية للإنسان.

ويستكشف الفيلسوف ماثيو راتكليف، مجموعة من الأسئلة الفلسفية التي يثيرها الحزن، ويوضح كيف يمكن للبحث الفلسفي أن يعزز فهمنا للحزن والعكس صحيح.

- تجارب الحزن

يركز المؤلف الفيلسوف ماثيو راتكليف في الكتاب على فينومينولوجيا الحزن، ما الذي تتكون منه تجارب الحزن، وكيف يتم تنظيمها، وما الذي يمكن أن تخبرنا به عن طبيعة التجربة الإنسانية بشكل عام.

يمكن أن تكون تجارب الحزن محيرة ومربكة بطرق يصعب فهمها ووصفها. لماذا يبدو العالم ككل مع الحزن غريبًا وغير مألوف؟، وكيف يمكننا أن نعي أن شخصًا ما قد مات، بينما يكون من المستحيل استيعاب ذلك تماما؟ 

للوصول إلى جوهر هذه الأسئلة، شارك راتكليف في قيادة مشروع مدته أربع سنوات في جامعة يورك، حيث قام هو ومجموعة صغيرة من الباحثين بالتحقيق في تجارب الناس مع الحزن، مع التركيز بشكل خاص على الجوانب غير المفهومة بشكل جيد والمحيرة والتي يصعب التعبير عنها.

- أشكال الحزن 

في حوار معه حول المشروع الذي نتج عنه هذا الكتاب، أشير راتكليف إلى أن عوامل عدة أسهمت في انجذابه لدراسة موضوع الحزن؛ ففي عام 2008، قام بنشر كتاب بعنوان "مشاعر الوجود" تناول فيه جانبًا من جوانب الحياة العاطفية وهو ما سماه "الشعور الوجودي"، وهو شعور عام بالواقع والانتماء إلى العالم.

 وتابع راتكليف: قارنت المشاعر الوجودية بالمشاعر العرضية وأيضًا مع بعض المزاجات الطارئة، ومع ذلك، كنت أدرك في ذلك الوقت أنني لم أنجح في استيعاب الحزن، وهو عملية عاطفية طويلة وليس مزاجًا أو شعورًا وجوديًا، ومن ثم، واصلت التحقيق في ظواهر الاكتئاب مما دفعني إلى معالجة مسألة ما إذا كان يمكن تمييز تجارب الاكتئاب عن كل من أشكال الحزن.

- فقدان الاحتمالات موضوعًا للحزن 

وأوضح "راتكليف" أن الحزن ينطوي على اضطراب عميق في بنية حياة المرء مشيرًا إلى أن  العديد من جوانب الحزن الأخرى غير مفهومة جيدًا بطرق تثير قضايا فلسفية مثيرة للاهتمام، وأن ما هو مركزي في تجربة الحزن هو فقدان الفرد للاحتمالات. 

و أضاف، أزعم أن ما يجعل فقدان الاحتمالات موضوعًا للحزن، وليس مجرد خيبة أمل أو ندم، هو أن هذه الاحتمالات كانت جزءًا لا يتجزأ من بنية حياة الفرد أو هويته العملية أو عالمه التجريبي.

و لفت "راتكليف"،  إلى أن الكتاب يتطرق أيضًا إلى موضوعات مثل كيف يمكن أن يشمل الحزن انهيارًا للمعايير التي تم اعتبارها سابقًا أمرًا مسلما به، وكيف تشبه تجارب الحزن على وفاة شخص ما وتختلف عن تجارب عاطفية أخرى مختلفة من الخسارة ، وما الطريقة التي يكون فيها الحزن مؤلمًا.