رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توأم شهيد سيناء بأسوان يروي قصة تضحيته: «قالنا اعتبروني شهيد»

الشهيد عمر حسين عبدالله
الشهيد عمر حسين عبدالله

أحيت مصر أمس «يوم الشهيد»، والذي تحتفل به 9 مارس ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنهم رياض، ويذكرنا بتضحيات شهداءنا الذين راحت أراوحهم دفاعا عن أرض وطنهم، وتتجدد فيه عزيمة شبابنا وأبناءنا لمواجهة أعداء الوطن والقضاء عليهم للحفاظ كل شبر في أرض الوطن لتصبح مصر اسمها شامخًا طوال الحياة.

في يوم الشهيد، حاورت "الدستور" الشقيق التوأم للشهيد عمر حسين عبدالله، ابن محافظة أسوان، الذي استشهد خلال دفعه عن أرض وطنه في سيناء.

IMG-20230309-WA0022

استشهد عمر حسين عبدالله، ابن مدينة دراو التابعة لمحافظة أسوان، خلال تأديته للخدمة العسكرية في سيناء وتحديدًا منطقة الشيخ زويد، ضمن سلاح المشاة، وأثناء مهمة للضقاء على العناصر التكفيرية انفجرت فيه عبوة ناسفة أنهت حياته مباشرة يوم 14 مارس 2016 وكان وقتها يبلغ من العمر 21 عامًا. 

وقال إسلام حسين عبدالله، شقيق الشهيد التوأم، إنه وشقيقه كانا في نفس المرحلة العمرية وبعد انتهاءهما من المرحلة الثانوية الأزهرية التحق هو بالجامعة، وقرر الشهيد الالتحاق بالخدمة العسكرية لعدم رغبته في استكمال تعليمه، وبالفعل توجه لتلبية نداء الوطن وكان برتبة جندي وخدمته في سيناء.

وأضاف إسلام لـ"الدستور" أن شقيقه استشهد في أول مدته بالخدمة العسكرية بعد مرور إجازتين، والمرة الثالثة كانت عودته حتى يتم دفنه كشهيد ضمن شهداء الوطن، وأخر تواصل بينهمل كان في آخر إجازة للشهيد في المنزل، وكان يجلسان سويًا وكلاً منهما يشاهد هاتف الأخر، حيث أن كان الشهيد يعرض عليه مجموعة من الصور داخل الكتيبة وهو يحمل السلاح وفي المدرعات.

وعبر قائلاً: "كان بيحكيلي علي اللي بيحصل في سينا وإزاي الوضع صعب، مكنتش مصدقه إن ممكن هما يكونوا كده هناك، كان يقولي أنا روحت أعمل شاي رجعت لقيت زميلي مضروب بقناصة، أنا كنت بقول أكيد مفيش كده، ممكن بيبالغ شوية، بس لما استشهد عرفت فعلا إنه كلامه كان حقيقي".

وأوضح أن في أخر إجازة له كان أهل بلدتهم يتابعون الأخبار أولاً بأول، وأن هناك عدد كبير من أبناء مصر استشهدوا في سيناء خلال دفاعهم عن الوطن، وأخبروا والده بذلك، وعندما  دار بين والده والشهيد حديث أخبره فيه بقلقه عليه ويجب ألا يتوجه إلى سيناء مرة أخرى، رد الشهيد عليه "يابا أنا هروح، اعتبر إن ولدك شهيد".

IMG-20230309-WA0021

-حول استشهاده

وتابع لـ"الدستور" أن في اليوم الذي استشهد فيه خلال المداهمات كان يوم زميله الذي شعر بالتعب فخرج مكانه، وكان ضمن الصفوف الأولى، وخلال كشفهم عن العبوات الناسفة بالمداهمة، انفجرت فيه عبوة منها ما أدى إلى استشهاده، قائلاً: "لما حكولنا قالوا إنه قبل الاستشهاد بص في وشنا وكان بيضحك وبعدها انفجرت العبوة".

ولفت إلى أنهم علموا بخبر استشهاده بعدها بفترة طويلة، حيث أن لديه زميل في نفس الكتبية من نفس المحافظة أخبر والده أن لديه زميل من "دراو" استشهد، لكي يتمكن من الوصول إلى أهله، وبالفعل وصل الخبر إلى بلدتهم مع فجر يوم 15 مارس 2016، ولكنه الأهالي أخبروا عائلتهم خوفًا عليهم من الصدمة، ومع أذان الظهر علموا بالاستشهاد، مشيرًا إلى أنه بعد استشهاده أطلق اسمه على مدرسة نجع العرب الإعدادية، وتحولت لـ مدرسة الشهيد عمر حسين عبدالله.

وذكر شقيق شهيد سيناء التوأم أنه بعد استشهاد شقيقه في سيناء كان يود أن تكون خدمته العسكرية في نفس مكان شقيقه، إلا أنهم أخبروه أن لديه إعفاء من خدمة التجنيد.