رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعر عزيز أباظة فى حوار نادر: من ينادى بعدم الاقتباس هو الجهول

الشاعر عزيز أباظة
الشاعر عزيز أباظة

الشاعر عزيز أباظة في حوار نادر مع مجلة الكواكب، والصادر بتاريخ 2 مارس 1954، تحدث عن قضايا المسرح وهمومه، ومن بينها قضية “الاقتباس” وبالتحديد من الأعمال العالمية المسرحية، وقال: “من ينادي بعدم الاقتباس هو الجهول”.

 

وفي بداية حديثه تناول “عزيز أباظة” أسباب تدهور المسرح مشيرا إلي أنها: أن بعض هذه الأسباب وجيه يستحق الوقوف عنده طويلا. ولكن هناك أسباب أخري لعلها فاتت على أذهان من تحدثوا في هذا الشأن.

 

وأوضح “أباظة”: أن أهم سبب في تدهور المسرح المصري ــ في رأيي أنا ــ يرجع إلي المهيمنين علي إدارة المسرح، فأنت تارة ترى المهيمن بعيدا عن المسرح، وتراه تارة أخرى مغرضا.

 

والمسرح المصري اليوم يعاني النوع الثاني من السيطرة، وأنا لا أنكر علي الأستاذ يوسف وهبي فنه وتضلعه في التمثيل، ولكنني أنكر عليه تشبعه بفكرة معينة عن المسرح والتمثيل، ومحاولة فرضها علي الناس وعلى محبي المسرح وعلى جميع المشتغلين بهذا الفن الرفيع.

 

ويضيف أباظة: وقد تشكلت لجنة عليا لبحث شئون المسرح، وكنت عضوا بها وكذلك الأستاذ يوسف وهبي، وكنا في الماضي نقارعه الحجة وكان ينزل علي رأي الغالبية على مضض، ثم يعاود فرض لونه ورأيه علة المسرح من جديد. والأستاذ يوسف وهبي ممن يحبون النزول إلى مستوى الجمهور، ثم يهبط به إلي ما هو دون مستواه أيضا.

 

ــ عائدات الشباك ليست دليل نجاح

ويلفت الشاعر عزيز أباظة في حواره مع مجلة الكواكب، إلي أن: وأعتقد أنه لا نجاح للمسرح، ما لم توضع له أسس سليمة تتفق وأهداف هذا الفن الرفيع، وأرجو أن يكون مفهوما أن "الشباك" لم يكن في يوم من الأيام مظهرا مؤيدا لنجاح مسرحية من المسرحيات، فهذا آخر مظهر من مظاهر النجاح، إنما النجاح يكمن في إبراز المعني الرفيع، والفن الأصيل، وهو ما نفتقر إليه كلية للأسف الشديد.

 

ــ التأليف المسرحي الشعري

وعن أسباب توقفه عن الكتابة للمسرح تابع الشاعر “عزيز أباظة”: لم أتوقف، فقد وضعت مسرحية جديدة أعتقد أنها أحسن ما كتبت حتي اليوم، هي "يوليوس قيصر"، إلا أنني أرجو أن تعيد الرقابة النظر في قرارها منع تمثيلها.

 

وشئ آخر أحب أن أقوله، وهو أنني أعالج لونا معينا من المسرحيات هو التأليف بالشعر وهذا يحتاج إلي جهد كبير، فمعذرة إذا كنت مقلا في نظركم، فهو ليس بإقلال في الواقع.

 

ــ لهذه الأسباب يمتنع المؤلفين الكتابة للمسرح

وعن أسباب إحجام الكتاب عن الكتابة المسرحية، يضيف “أباظة”: قلة الأجور، إن الحكومة تعتقد أن مائة جنيه مثلا ثروة يجب أن يستأثر بها فنان أو كاتب، والمؤلف المتواضع الذي لا يبذل جهدا فنيا كبيرا، يكتب للسينما القصة بحوالي خمسمائة من الجنيهات، والدكتور طه حسين نال عدة آلاف من الجنيهات عن قصته للسينما، أما المسرح فلا يدفع الأجر المجزي. وأنت تعلم أن معظم الأدباء والمؤلفين يعيشون من احتراف الأدب والتأليف، فإذا لم يجدوا الأجر المناسب، أنصرفوا عن المسرح إلي غيره.

فيجب علي الحكومة أن “تفرجها” في مسألة الأجور، وإلا فلن يجد رواد المسرح مسرحية مصرية تستحق المشاهدة وتنال رضاهم وإعجابهم.

 

ــ من ينادي بعدم الاقتباس هو الجهول

وعن رأيه في الاقتباس لفت “عزيز أباظة” إلي: من ينادي بعدم الاقتباس هو الجهول. هو العدو الأكبر لفن التمثيل المسرحي السينمائي. إن الاقتباس واجب في بلد كمصر لا تزال تحبو في نهضتها السينمائية المسرحية، علي أن يكون لدي المقتبسين الشجاعة الكافية ليعلنوا أن "الفكرة" مثلا مقتبسة من مسرحية "فلان".

 

ويستدرك “أباظة”: أما إذا كان الاقتباس ضئيلا جدا لا يعدو جزءا من فكرة، فهذا لا يتطلب ــ في رأيي ــ إعلانا عن الاقتباس. يجب أن نقتبس، وأن يزيدنا الاقتباس فهما لهذا الفن، حتي يكتمل الوعي الفني في مصر.