رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للخروج من نفق الحظر.. مناورات إخوانية بعد تقييد النشاط المتطرف فى الغرب

الإخوان
الإخوان

فور توالي الضربات التي تتلقاها جماعة الإخوان الإرهابية في الشرق الأوسط، وجد التنظيم الدولي ضالته في القارة العجوز والدول الغربية،  كحاضنة لفكره، ومركز لتمويله، بعد أن ضاقت السبل على أنشطته، إذ يؤكد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن تنظيم الإخوان في الغرب لجأ مع تشديد الإجراءات القانونية لبعض تلك الدول ضد أنشطة الجمعيات والأشخاص المتطرفة هناك، إلى استراتيجية تغيير مسميات الجمعيات التي تقع تحت سيطرته، بهدف نشر التطرف تحت ستار العمل الإنساني والخيري.

 

مناورات إخوانية

في تقرير نشره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن تنظيم الإخوان في ألمانيا اتبع سياسة المراوغة والتضليل داخل المؤسسات الإسلامية، وفي التعامل مع مؤسسات الدولة لإبعاد شبهة العنف عن أنشطته، مؤكدًا أنه وبكشف ألمانيا عن علاقة الإخوان ببعض الجمعيات ضمن تشكيل المجلس الأعلى للمسلمين تزداد الضغوط على الأخير لتطوير مهامه بما يواكب مستجدات المشهد الراهن، مشيرًا إلى أن خطوات المجلس الإسلامي الأخيرة بشأن شطب جمعيات وشخصيات من عضويته تعد مؤشرا لمراجعة سياساته، ما يتطلب منه إعادة النظر في مصادر التمويل وخطاب المساجد خاصة عبر الأئمة الأجانب.

وكان المجلس الأعلى للمسلمين أعلن في 31 يناير 2022 إنهاء علاقته بأهم أعضائه "التجمع الإسلامي" وطرد المركز الإسلامي في ميونخ واتحاد الطلبة التابع للإخوان، بالإضافة إلى تجريد إبراهيم الزيات المعروف باسم وزير مالية الإخوان في ألمانيا من جميع مناصبه بالاتحاد في 19 سبتمبر 2022، مع اتهام هيئة الاستخبارات هذه الجمعيات بالتعاون مع الإخوان.

تلك الإجراءات التي اتخذها المجلس تهدف إلى التأكيد على موقفه المناهض للعنصرية، لضمان استمرار الدعم المقدم من الحكومة والحفاظ على دوره كالصوت الأوحد للجالية المسلمة في ألمانيا، والأقرب إلى صناع القرار في ذلك البلد الأوروبي.

ويقول المركز الأوروبي إن خطورة الإخوان بالنمسا تكمن في استغلال القوانين التي تسمح بالتعاون بين الدولة والمجتمعات الدينية، ومن ثم الاقتراب من دوائر صناع القرار والمؤسسات الحكومية والإعلامية لإبعاد شبهة العنف عنهم وكسب الثقة وتقديم أنفسهم في صورة الضحية، إذ أكد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن تنظيم الإخوان نجح في 2015 في استقطاب عدد كبير من المسلمين وتمويل مشروعاته، مشيرًا إلى أن تنظيم الإخوان تمكن من اختراق المجلس الإسلامي في النمسا، عبر منظمات "الشباب النمساوي المسلم" و"جمعية المللي جروس" و"أكاديمية التربية الدينية"، التي استغلت الأهداف الإنسانية المعلنة لعمل المجلس لنشر التطرف وتعطيل تعديلات قانون تمويل المنظمات الإسلامية.

وأكد المركز الأوروبي ضرورة مراقبة تمويل المساجد والجمعيات الإخوانية وتطبيق توصيات المؤتمرات المشتركة مع المؤسسات النمساوية بشكل يحفظ حقوق المسلمين بالقوانين، ويمنع اختراق الإخوان للمؤسسات التعليمية والدينية، لا سيما أن الجمعيات التابعة له تنتشر في أغلب المقاطعات، مشددًا على ضرورة تعاون المجلس مع مركز توثيق الإسلام السياسي كخطوة للحد من أنشطة الإخوان، ومن ثم "إنقاذ الجالية المسلمة والمجتمع النمساوي من تداعيات انتشار التطرف".

 

الغرب يقظ للإخوان

وعلّق الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية هشام النجار، على المحاولات الإخوانية، للخروج من نفق الخطر بعد تقييد نشاط التنظيم في عدة دول، إذ أكد أن الوضع بالنسبة للتنظيم الدولي بات صعبًا للغاية، في الوقت الحالي بالنسبة للإخوان لأن هناك يقظة أوروبية عن نشط الجماعة في الخارج لتحجيم تلك الأنشطة قدر المستطاع.

وأضاف النجار، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الدول الأوروبية اكتشفت حقيقة التنظيم الدولي الحقيقة ومنهجه وهويته وارتباط الإخوان بجماعات السلفية الجهادية وتغذيتها للكراهية والتطرف ومسار الانعزالية والانفصالية عن المجتمعات الغربية، منوهًا إلى أن هذا الأمر ليس فقط على مستوى الأجهزة والمؤسسات، وإنما أيضًا على مستوى الكتاب والباحثين ومراكز الدراسات وعديد من السياسيين والناشطين المؤثرين.

وتابع الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، "ما يجعلنا نلحظ تشكيل تيار قوي مناهض للجماعة داخل المؤسسات والمجتمعات الأوربية بعد أن كانت الجماعة تنشط بحرية ملحوظة في غياب هذا التيار وفي وجود تيارات داعمة لها وتمنحها الغطاء السياسي والاجتماعي وغالبيته من داخل اليسار الغربي".

وسبق أن أعلنت فرنسا عن إنهاء عمل ما يسمى بـ"المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية – CFCM"، كهيئة للحوار بين الدولة والديانة الإسلامية الذي تأسس عام 2003 غير الحكومية، والتي كانت مهمته الأساسية استقطاب الأئمة الموالين والمنتمين لجماعة الإخوان من خارج البلاد بهدف توظيفهم في مساجد فرنسا، إذ قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنهاء عمل المجلس الذي استمر قرابة 20 عامًا، والذي يرأسه المغربي محمد موسوي.

وطالت المجلس خلال السنوات الأخيرة اتهامات بالتبعية لتنظيم الإخوان، نتيجة الخطابات التحريضية التي يلقيها بعض الأئمة الذين استقطبهم المجلس من عدة دول، وانخراط عناصر وأئمة من الموالين للإخوان في صفوف المجلس.