رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبيل إجراء انتخابات رئيس الطائفة.. تعرف على الحضور الإنجيلي في مصر

اندريه  زكي
اندريه زكي

تجري الطائفة الإنجيلية، غدًا الجمعة، انتخابات على مقعد رئيس الطائفة الإنجيلية، ونائب رئيس الطائفة الإنجيلية.

وقال القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في مقاله له عن «الحضور الإنجيلي في مصر»، إنه في ديسمبر 1850 صدر الفرمان الهمايوني الذي يعتبر الكنيسة المشيخية في مصر كنيسة معترف بها بجوار الكنيسة الأرثوذوكسية والكنيسة الكاثوليكية.

وتابع: كانت الرسالة المقدمة من المبشرين مؤسسة على بعض المبادئ اللاهوتية والإيمانية التي جاءت نتيجة لحركة الإصلاح في القرن السادس عشر، التي أحيت بدورها فكر وحياة ومبادئ الكنيسة في القرون الأولى. هذه الحركة حررت البشر من سلطة رجال الدين والكهنوت وحررتهم من الوهم والخرافة وعبودية السلطة وقدمت رؤية صحيحة للعالم والكون.

ووواصل: هذا ما فعلته رسالة المبشرين في مصر بعد ثلاثة قرون من الإصلاح. إذ حين جاءت هذه الحركة مصر وآمن بها بعض المصريين وتجذرت في وعي الجماعة واعترف بها المجتمع، أحدثت حراكًا لاهوتيًا وثقافيًا واجتماعيًا ليس في مصر فقط بل والشرق الأوسط أيضًا.

التعليم:

وتابع: منذ اللحظة الأولى للكنيسة الإنجيلية في مصر اتخذت خطوات رائدة نحو التصالح والاقتراب من المجتمع المصري، والانغماس في قضاياه ومشاكله، ومن ثم وضعت الكنيسة على عاتقها دور العمل الاجتماعي والتنموي بجانب الدور الروحي واللاهوتي.

وتابع: حيث أن مشكلة التعليم كانت المشكلة العظمى آنذاك فقد كان التعليم جزءًا لا يتجزأ من إرسالية الكنيسة الإنجيلية في مصر، ويرجع الفضل للكنيسة الإنجيلية في إقامة أول مدرسة للبنات في "حارة السقايين" بالقاهرة في يونيو 1860 كما أقامت كلية رمسيس للبنات سنة 1910 والتي تعتبر أكبر مدرسة لغات للبنات في مصر.

وأضاف: أثناء سنوات الاحتلال البريطاني في مصر – جنبًا إلى جنب مع مقاومة الاحتلال وتحرر مصر منه – ظهرت حركة تقدمية للتحرر من الجهل والاستعباد للتقاليد التي تعوق التقدم، وهكذا أٌنشِئَت بعض المدارس الابتدائية في مدن مختلفة بالمحافظات. 

وتابع: ومن تلك الهيئات التي اسهمت في التعليم في مصر وقتئذ جماعة الإرساليات الأجنبية ومنها الإرسالية التابعة للكنيسة المشيخية بأمريكا وهي جماعة اهتمت بالتعليم وأنشأت أول مدارسها عام 1860 بالقاهرة، وسرعان ما نجحت نجاحًا كبيرا دفع المسئولين عنها إلي إنشاء غيرها من المدارس في انحاء كثيرة في مصر. 

وأقامت الكنيسة الإنجيلية أقدم مدرسة في صعيد مصر في مارس 1865، وهي كلية أسيوط الأمريكية. وفي السنوات الاخيرة للقرن التاسع عشر أُنشِئت كلية رمسيس للبنات تحت اسم كلية الإرسالية الأمريكية للبنات، ثم تحول اسمها إلى الكلية الأمريكية للبنات، وفي عام 1967 ولأسباب سياسية تغير اسمها إلى كلية رمسيس للبنات، نسبة إلي الشارع الذي تقع فيه الكلية. 

واحتفلت الكلية بالتدشين الرسمي عام 1910 بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق "تيودور روزفلت". أنشأت الكلية عام 1968 معهدًا للإدارة والسكرتارية تابعًا لوزارة التعليم العالي مدة الدراسة فيه سنتان، وهو يعد خريجاته لأن يعملن في المجالات الإدارية المختلفة ويقدم لطالباته المواد الدراسية والعملية التي تحتاجها المكاتب والمؤسسات في السكرتارية والإدارية.

وتابع: هناك مدارس تنشئها الكنائس المحلية كما أن هناك اهتمامًا بتعليم المعاقين والصم والبكم وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما اهتمت الكنيسة برعاية الطلبة وأقامت لهم دورًا لسكناهم في القاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنيا والفيوم وغيرها.

وواصل: انتقلت المسئولية الإدارية لإدارة كلية رمسيس للبنات وغيرها من مدارس الإرسالية الأمريكية ورعايتها عند تطبيق قانون تمصير تلك المدارس في الستينيات إلى هيئة سنودس النيل الإنجيلي، لتتابع هذه المسيرة متوخيه ومهتدية بالمبادئ التي قامت عليها تلك المدارس منذ إنشائها، مع مراعاة متطلبات النمو الزمني والتطور الاجتماعي والتعليمي، ومسايرة النمو في مجالات الاتصال والتكنولوجيا وذلك تماشيًا مع الزيادة العددية التي طرأت علي تلك المدارس وما يتطلبه ذلك من فصول وابنيه جديدة وحني مدارس جديدة. وبهذا نمت تلك المدارس كمًا وكيفًا وأصبحت في صدارة مدارس القطر.

وتابع: لم يقتصر الأمر على التعليم ما قبل الجامعي بل امتد لبعد ذلك. ففي عام 1919 قامت الإرسالية الأمريكية في مصر بتأسيس الجامعة الأمريكية بمصر، بدأها تشارلز واطسون ابن القس أندراوس واطسن حيث قام بشراء المبنى القديم للجامعة الأهلية القائم بميدان التحرير بالقاهرة. 

ولعب الدكتور تشارلز واطسن الرئيس المؤسس للجامعة دورًا كبيرًا في رسم الملامح الأولى للأعوام السبع والعشرين الأولى من تاريخ الجامعة، حيث كان يهدف إلى إنشاء جامعة توفر تعليمًا ليبراليًا باللغة الإنجليزية يسهم في بناء قادة المستقبل في مصر والمنطقة من خلال غرس قيم الانضباط إلى جانب تنمية الشخصية القوية والمهارات الفكرية.محو الأمية:

وأضاف: أيضًا كان للكنيسة دورًا كبيرًا فاعلًا في محو الأمية، وحين بدأت الكنيسة التفكير في إقامة مشروع لمحو الأمية وتعليم الكبار، قامت بدعوة الدكتور فرانك لوباخ الخبير العالمي في محو الأمية لزيارة مصر، وعقد حلقة دراسة يعرض فيها طريقته لمحو الأمية، والتي كانت تستعمل في ذلك الحين في 54 دولة وبأكثر من 234 لغة ولهجة، وتتلمذ عليها نحو 50 مليون أمي. 

وواصل: قد مورست تجارب عديدة منذ عام 1947 لتطبيق هذه الطريقة، لكنها باءت بالفشل، وفي ديسمبر 1952 بدأت تجربة قرية "حرز" بمحافظة المنيا، وكانت هذه التجربة تعتمد على التركيز على بيئة واحدة وخدمتها، وعلى رأس الذين شاركوا في العمل في هذه التجربة القس صموئيل حبيب. وقد اقيمت عدة حفلات لتوزيع الشهادات على الذين محيت أميتهم في القرية بواسطة هذه التجربة.

وتابع: وبعد نجاح تجربة حرز، بدأ التطبيق في قرى أخرى مثل وبدئ في التدريب بعض الكتاب على الكتابة السهلة للمتعلمين الجدد، وتم وضع وتنقيح بعض الكتب لاستخدامها في محو الأمية. وفي مارس 1955 وتم افتتاح بيت محو الأمية بالمنيا. وفي سنة 1960، تم إدماج لجنة محو الأمية مع لجنة النشر المسيحي وشُكلت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.