رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد جزيرة الورد بالمنصورة

الشيخ حلمي الجمل
الشيخ حلمي الجمل

ينقل التليفزيون والإذاعة المصرية شعائر صلاة الجمعة، من مسجد جزيرة الورد بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ويتلو قرآن الجمعة القارئ الشيخ الدكتور حلمي عبدالحميد الجمل، ويؤدي خطبة صلاة الجمعة الكتور السعيد مصطفى، وتحت عنوان: "حُسن العِشرة وحفظها".

وشددت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية.

وجاء نص الخطبة التي حددتها وزارة الأوقاف كالآتي:

«الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا مُحَمَّدًا عَبدُه ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ، وبعد:

فإن حسن العشرة وحفظها من الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي دعا إليها ديننا الحنيف، وذلك دأب النبلاء الطيبين، الأوفياء الصادقين، حيث يقول الحق سبحانه: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}، ويقول سبحانه: {وَلَا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ}، ويقول (جل وعلا): {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ).

والمتأمل في سيرة نبينا (صلى الله عليه وسلم) يجده نعم القدوة في حسن العشرة مع أهله وأصحابه ومع الناس جميعًا، فهو الذي وصفه ربه سبحانه بقوله: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}، وبقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وبقوله (جل وعلا): (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (أَنَا أَوْلَى بكُلِّ مُؤْمِنٍ مِن نَفْسِهِ؛ مَن تَرَكَ مَالًا فَلأَهْلِهِ، وَمَن تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا، فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ).

لذلك كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) خيرَ الناس أبًا وزوجًا وجدًّا وصاحبًا (صلوات ربي وسلامه عليه)، فها هو (صلى الله عليه وسلم) يعين أهله ويساعدهم في حاجتهم، ويقضي بعض وقته الشريف معهم لإدخال السرور عليهم، تحقيقًا لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ}، وقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)، وقوله (عليه الصلاة والسلام): (اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ)، وقوله (صلى الله عليه وسلم): (خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي).

وكان (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أبًا رحيمًا، وجدًّا ودودًا كريمًا، يقول أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضي الله عنه) (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم)، وكان (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إذا دخلت عليه ابنته فاطمة (رضي الله عنها) قام لها وقبَّلها بين عينيها، وأجلسها عن يمينه، بل كان يخصها ببعض أسراره إكرامًا لها وثقة فيها.

وعنـدما كان (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يخطـب على المنبر وجـد حفيدَيه السيدَين الحسن والحسين (رضي الله عنهما) يتعثران في المشي، فنزل من على منبره الشريف، واستلمهما وقبَّلهما، وقال: (نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا)، وكان (عليه الصلاة والسلام) يصلِّي وَهوَ حاملٌ حفيدته أُمَامَةَ بنتَ السيدة زينبَ (رضي الله عنها)، فإذا سجدَ وضعَها، وإذا قامَ حملَها، فما أرقَّ عشرتَه (صلى الله عليه وسلم) وأجملها!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين».