رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«البيزنطية» تحيي تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة خارلمبوس الصانع العجائب

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول يوم الجمعة من أسبوع مرفع اللحم، وتذكار القدّيس الشهيد في الكهنة خارلمبوس الصانع العجائب، والذي استشهد في عهد الإمبراطور سبتيموس سافيروس.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كان في وسط الجنّة شجرة، استخدَمتها الحيّة لخداع أبوينا الأوّلَين. لاحِظوا الأمر المدهش التالي: من أجل خداع الإنسان، لجأت الحيّة إلى شعور ملازم لطبيعته: فحينما صنع الربُّ الإنسانَ، وضعَ فيه إلى جانب معرفة الكون، الرغبة في الألوهيّة. ومنذ أن اكتشف الشيطان وجود هذه الرغبة لدى الإنسان، توجّه إليه قائلاً: "تَصيرانِ كآلِهَةٍ". لستما الآن سوى بشر ولن تستطيعا البقاء دائمًا مع الله؛ لكن إذا أصبحتما كآلهة، ستكونان دائمًا معه... وهكذا استطاعت الرغبة في مساواة الله إغواء المرأة... فأخطأت ودفعَت بالرجل إلى التصرّف بالمثل... غير أنّه بعد الخطيئة، "فسَمِعا وَقْعَ خُطى الرَّبِّ الإِلهِ وهو يَتَمَشَّى في الجَنَّةِ عِندَ نَسيم النّهار" ليكن مباركًا إله القدّيسين لأنّه زار آدم عند نسيم النهار! ولأنّه يزوره الآن أيضًا عند نسيم النهار، وهو معلّق على الصليب.

لأنّه في اللحظة التي أكل فيها آدم من الثمرة المحرّمة، بدأت آلام الربّ؛ بدأت آلامه في هذه الساعات المصبوغة بالخطيئة وبالعقاب، أي بين الساعة السادسة والساعة التاسعة. عند الساعة السادسة، أكل آدم من الثمرة المحرّمة بحسب قوانين الطبيعة، ثمّ اختبأ؛ وعند نسيم النهار، جاء الله لزيارته.

لقد رغب آدم في أن يُصبح إلهًا؛ لقد رغب في أمر يستحيل حصوله. واستجاب الرّب يسوع المسيح لهذه الرغبة، فقال: "لقد أردتَ أن تكون ما لا يمكنكَ أن تكون عليه. أمّا أنا، فأرغبُ في أن أصبح إنسانًا ويمكنني ذلك. لقد قامَ الله بعكس ما قمتَ به تمامًا عندما خضعتَ للتجربة. لقد رغبتَ فيما يفوق طبيعتكَ؛ أمّا أنا، فأرغب فيما هو دوني. لقد رغبتَ في أن تكون مساويًا لله، وأنا أرغبُ في أن أكونَ مساويًا للإنسان... "لقد رغبتَ في أن تصبحَ إلهًا ولم تستطع ذلك؛ وها أنا أصير إنسانًا لأحقّق ما كان يستحيل تحقيقه". أجل، لقد أتى الله من أجل ذلك فعلاً، وقد شهدَ أمام تلاميذه قائلاً: "اِشتَهَيتُ شَهْوَةً شديدةً أَن آكُلَ هذا الفِصْحَ مَعَكم قَبلَ أَن أَتأَلَّم" ... ونزل عند نسيم النهار ونادى الإنسان قائلاً: "أين أنت؟"... إنّ ذاك الذي أتى ليتألّم هو نفسه الذي نزلَ إلى الجنّة.