رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنطيو مصر يحتفلون بذكرى القديس غريغوريوس اللاهوتي

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس غريغوريوس اللاهوتي، وهُوَ مِن ألمع وجوه المسيحيّة، وأكثرها جاذبية. معلم الكنيسة، واللاهوتي العميق الغور، والخطيب والكاتب وُلِدَ في اربانزا، قرية من أعمال الكبادوك، بالقرب من نازيانزا، حَول سنة 329، دَرَس في قيصرية الكبادوك، ثم في الإسكندرية، وأخيرًا في أثينا، والإسكندرية وأثينا حاضِرتا النور في  العالم القديم، وفي أثينا نشأت بينه وبين رفيقه ومواطنه باسيليوس صداقة اذابت كلّا منهما في الآخر رَجَعَ إلى بلاده سنة 357.

ونال العماد المقدس وانقطع مع صديقه باسيليوس الى الله في خلوات البنطس، رُسِمَ كاهنًا لكنيسة نازبانزا، ثم رسَمَه باسيليوس أسقفًا لأحد الكراسي الخاضعة لقيصرية، في سنة 375 عاد الى الحياة الرهبانية، وبعد أربع سنوات دُعيَ إلى القسطنطينية، سنة 379. 

وعَكَفَ بخطاباته وكتاباتِه وآلامه على اعادة السلام إلى هذه الكنيسة التي مزّقتها مدة أربعين سنة البدعة الآريوسيّة، يعاونه الإمبراطور التقى ثيودوسيوس الكبير. 

وإذ التأمَ فيها المجمع المسكوني الثاني سنة 381، نادى به في شهر مايو من السنة نفسها رئيسًا لأساقفتها، إلا أنّه ما عتَّم أن استقال وعاد إلى مسقط رأسه، حيث أنهى حياته الأرضيّة وانتقَل إلى الحياة الأبدية سنة 389 أو 390.

وبناء عليه قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: أبدى الربّ إعجابه بهابيل، الكاهن الأوّل، وتقبّل بكلّ سرور تقدمته وفضّل المعطي على التقدمة التي منحها  كما مدح الكتاب المقدّس أيضًا يعقوب، راعي قطعان لابان، مشيرًا إلى العذابات التي تحمّلها من أجل خرافه: "وكانَ الحَرُّ يأكُلُني في النَّهار والبَردُ في اللَّيل، وهَجَرَ النَّومُ عَينَيَّ"، وكافأ الربّ هذا الرجل على عمله، كان موسى أيضًا راعيًا على جبال مِديَن، مفضّلاً تحمّل سوء المعاملة مع شعب الله على عيش البهجة في قصر الفرعون. للتعبير عن إعجابه بهذا الخيار، تراءى الربّ لموسى كمكافأة، وبعد الرؤية، لم يتخلَّ موسى عن مهمّته كراعٍ، لكنّه أخذ يأمر العناصر الطبيعيّة  وأدخل بني إسرائيل على اليبس، كان داود أيضًا راعيًا لكنّ عصاه تحوّلت إلى صولجان ملكي وحصل على التاج، لا نتعجّبَنَّ إن كان هؤلاء الرعاة الصالحون كلّهم مقرّبين من الله، كما أنّ الربّ نفسه لا يخجل عند تسميته الرّاعي إنّ الله لا يخجل من رعاية البشر، كما لا يخجل من كونه خلَقَهم.

لكن هيّا بنا ننظر الآن إلى راعينا، الرّب يسوع المسيح؛ فلنرَ محبّته للبشر ووداعته في قيادتهم إلى المرعى، هو يبتهج بالخراف التي تحيط به كما يبحث عن تلك التي تضلّ الطريق، لا تشكّل الجبال ولا الغابات أيّ عائق أمامه؛ هو يسير "في وادي الظّلمات" ليصل إلى المكان حيث يوجد الخروف الضالّ، كما نراه في مثوى الأموات؛ وقد أصدر الأمر بالخروج منه؛ هكذا يبحث عن محبّة خرافه، إنّ مَن يحبّ يسوع المسيح هو ذاك الذي يعرف كيف يسمع صوته.