رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تخلت سويسرا عن الحياد التاريخي بسبب حرب أوكرانيا؟

العملية العسكرية
العملية العسكرية في أوكرانيا

أجبرت الحرب الروسية في أوكرانيا، سويسرا على تغيير سياسة الحياد الخارجية التي لطالما التزمت بها كنهج أساسي في سياستها الخارجية، لكن مع إعادة تنظيم أوروبا بسبب الحرب الروسية،  والخوف على صناعة السلاح السويسرية والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، يبدو أن سويسرا بدأت التخلي عن حيادها التاريخي المعروف.

 

سويسرا تدرس تصدير الأسلحة لأوكرانيا 

 

وبدأت سويسرا التخلي عن سياسة الحياد حينما صوتت لجنة في البرلمان السويسري، أمس بغالبية 14 صوتا مقابل 11 صوتا لصالح مقترح يسمح بطلب تعديل قوانين البلاد، بهدف إتاحة تصدير أسلحة سويسرية إلى أوكرانيا عبر دول أخرى،  فقد رفضت سويسرا حتى الآن السماح لدول تملك أسلحة سويسرية الصنع، بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا، بما يتماشى مع حيادها العسكري.

وتضمن الاقتراح المقدم للبرلمان السويسري والذي يحتاج إلى موافقة كامل أعضائه، مادة تسمح بإلغاء تعهدات عدم إعادة التصدير التي يجب على الدول التي تشتري الأسلحة السويسرية التوقيع عليها “في الحالات التي يكون فيها هناك انتهاك للحظر الدولي على اللجوء إلى القوة”.

 

سويسرا تنهي حياد 200 عام

وفي هذا الإطار كشف تقرير لصحيفة "ipg-journal" السويسرية والناطقة بالألمانية، أن سويسرا كانت تتبع الحياد التام حيال مختلف قضايا السياسة الخارجية، وهو أمر قد يكون مفهوم تماما، حيث لم تتعرض سويسرا للهجوم من قبل القوات الأجنبية منذ أكثر من 200 عام، كما نجت من الحروب والكوارث التي ضربت أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين رغم أنها تقع في منتصف القارة.

كما أبرمت سويسرا بجدية صفقات مع ألمانيا لتجنب غزو محتمل، وخلال الحرب الباردة، كانت سويسرا محايدة رسميًا، ولكن يبدو أن الوضع الحالي أجبر سويسرا على الخروج من قوقعتها.

الخوف على صناعة الأسلحة السويسرية

ووفقا للصحيفة السويسرية، فإنه مع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، عندما أرادت ألمانيا نقل الذخيرة التي تم شراؤها في سويسرا لدبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، سويسرا منعت الحكومة الألمانية، وقامت بنفس الشيء مع الدنمارك التي تخطط لتسليم ناقلات الجند المدرعة ذات العجلات.

ورفضت سويسرا تصريح التصدير لسببين وهما القانون الدولي، الذي يحظر على الدول المحايدة تزويد مناطق الحرب بالأسلحة وقانون المواد الحربية السويسري، الذي تم تشديده مؤخرًا من قبل البرلمان في برن يحظر بشكل كامل تقريبًا تسليم الأسلحة في مناطق النزاع.

وقالت الصحيفة، إن سويسرا الآن في حالة من الخوف والقلق على صناعة الأسلحة لديها مع تعنت سويسرا في تصدير أسلحتها المباعة لدول أخرى وإرسالها لأوكرانيا.

 

الخوف على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي

 ووفقا للصحيفة فإنه من أهم الأسباب التي دفعت سويسرا للتخلي عن سياستها المحايدة هو القلق على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنه داعم واضح لأوكرانيا ضد روسيا، وتابعت الصحيفة أن سويسرا تريد علاقات قوية لا سيما اقتصادية واستثمارية مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لطالما سعت إليه، كما تريد سويسرا الاستفادة من مزايا السوق المشتركة.

الرفض الشعبي لاستمرار سياسة الحياد

ومن الأسباب التي دفعت سويسرا للتخلي عن هذا الحياد أيضا، هم المواطنين، فوفقًا لمسح أجرته الأكاديمية العسكرية للمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، لا يزال 58% فقط ممن شملهم الاستطلاع مقتنعين بأن الحياد يحمي سويسرا من الصراعات الدولية.