رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب ومثقفون يحتفلون بذكرى الكاتب الراحل جليل البنداري| صور

صورة من المناقشة
صورة من المناقشة

احتفل نخبة من المثقفون وكالتاب بإطلاق كتابي «راقصات مصر» و«عبد الوهاب.. طفل النساء المدلل» في ندوة نظمتها دار نشر «كلمة» واستضافتها مكتبة البلد.

فعاليات الندوة

وقال الكاتب الصحفي سيد محمود، إن كتابات جليل البنداري (١٩١٦-١٩٦٨) اتسمت بالجرأة التي لا تجرح، وأن علاقته بالفنانين اتسمت بالندية والصداقة وليس بالتبعية كما كان الحال بين كثير من الصحفيين والفنانين قبل وبعد جليل البنداري.

وأضاف محمود أن إعادة نشر كتابات البنداري عمل يستحق التحية والإشادة، أما تتسم به لغته من أسلوب صحفي أصبح نادرا فيما بعد، وأن كتابه «عبد الوهاب طفل النساء المدلل» كسر هالة التقديس التي كان عبد الوهاب يحاط بها -عن حق -كمجدد للموسيقى العربية في القرن العشرين، فجاء البنداري ليتعامل مع حياته بصراحة كاشفة لم تخدش خصوصية عبد الوهاب ولا الصداقة بينهما، ونفس الأمر في كتاب «جسر التنهدات» الذي أصدره البنداري عن عبد الحليم حافظ، والذي بدأه بعبارة يقول فيها إنه عندما قابل عبد الحليم حافظ عام ١٩٥٤ كان يملك الملايين وعبد الحليم يملك الملاليم، وبعد عامين أصبح عبد الحليم يملك الملايين وهو يملك الملاليم، لافتا إلى علاقة الثنائية والندية التي يضع فيها البنداري نفسه مع كبار نجوم عصره فيما عدا أم كلثوم التي كان يقدسها وكان هو الصحفي الأقرب لها.

أسامة سرايا

بينما وجه الكاتب الصحفي أسامة سرايا التحية لدار «كلمة» على إعادة إصدار كتب جليل البنداري واعتبرها فرصة لشباب الصحفيين كي يدرسوا لغة الصحافة الفنية التي أوشكت على الاندثار، مضيفا أن البنداري كان ابن عصر يحتفي بالموهبة في الصحافة ويجعلها جواز المرور الوحيد للمهنة، وأن إطلاق طبعة جديدة من كتبه فرصة للمطالبة بإحياء تراث كبار الصحفيين المصريين والتعلم منه.

وقالت الكاتبة الصحفية أهداف البنداري، كريمة جليل البنداري، إنها خافت في البداية من إعادة نشر كتب والدها لما تحتوي عليه من جرأة في النقد، لكن موقفها تبدل تماما بعد ما رأت الطبعات الجديدة من الكتب وأدركت أنها إعادة إحياء لتراث المؤسس الحقيقي للصحافة الفنية في مصر، وأنها صدمت عندما بحثت عن أرشيف والدها فاكتشفت اختفاءه.

وقال الكاتب الصحفي وائل لطفي، إنه قرأ كتب البنداري من على سور الأزبكية في التسعينات وفتن بها وأنه عاد للكتب مرة أخرى هذا العام، فاكتشف أن أسلوبها ما زال حديثا وممتعا ويحتوي على تقدمية في التفكير وجرأة في الطرح.

وأضاف لطفي أنه يعتقد أن التعتيم على جليل البنداري طوال الأربعين عاما الماضية كان بفعل صعود تيارات التطرف والنفاق الاجتماعي وتحريم الفن، وأنه آن الأوان لإعادة نشر كل ما يدعم اعتزاز المصريين بإبداعهم وتاريخهم الفني والاجتماعي وكل ما يؤكد ريادة مصر.

واستطرد لطفي أن جليل البنداري أرخ لعدد من كبار الفنانات في كتابه راقصات مصر، وأن الكتاب به بعد سياسي هام ويناقش علاقة الفن بالسلطة ويتعرض لقصص مجهولة مثل قصة الراقصة «دوبت سليمان»، وهي من أم المانية ورقصت أمام قصر باكينجاهام في لندن كوسيلة احتجاج، وهو نفس ما يفعله مع الراقصة «حكمت فهمي» التي اتهمت بالتجسس لحساب الألمان، وكذلك يرصد تقاطعات سامية جمال وتحية كاريوكا مع السياسة في عصرهما.

بينما أكدت الكاتبة منى رجب، على أهمية إعادة إحياء تراث رموز الصحافة المصرية والكتابة عنه والتعلم منه داعية دار نشر «كلمة» للمزيد من نشر تراث كبار الصحفيين المصريين.