رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فن مشوّه.. لماذا لا يتم الاستعانة بطلاب أقسام النحت في تصميم التماثيل المصرية؟

فن النحت
فن النحت

ضجت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا حول صورة التمثال الفرعوني الذي وضع أمام مجلس مركز ومدينة أبو تيج بمحافظة أسيوط، وسادت حالة من الغضب تجاه الطريقة التي صمم بها، وسرعان ما اتخذت وزارة السياحة والآثار إجراءً صارمًا نحو إزالة ذلك التمثال المشوه.

ورغم آلاف الفنانين المصريين الذين يملكون مواهب متعددة في فن النحت، إلا أن كثيرًا ما نرى مثل تلك الوقائع التي تتكرر من حين لآخر، وكان أبرزها تمثال نفرتيتى المشوه الذي وضع فى مدينة المنيا، وسخر منه رواد التواصل الاجتماعي بطريقة كبيرة، ليتم إزالته أيضًا على الفور.

تمثال أسيوط المشوه


 

"الدستور" تفتح في السطور التالية ملف عدم الاستعانة بطلاب أقسام النحت في تصميم التماثيل المصرية، والبحث عن سبب انتشار أعمال فنية مشوهة لتماثيل مصرية قديمة في الميادين، رغم صدور قرار لمجلس الوزراء بحظر ترميم أو وضع تماثيل أو لوحات جدارية أو أى منحوتات بالميادين العامة بمحافظات الجمهورية إلا بعد الرجوع إلى وزارتي الثقافة والآثار.
 

أستاذ جامعي: نأمل الاستعانة بطلاب أقسام النحت لمنع تكرار الأزمة

بدأ الدكتور طه السعيد، مدرس مساعد بكلية فنون تطبيقية بدمياط، حديثه مع "الدستور"، معبرًا عن استياءه الشديد تجاه انتشار التماثيل المشوهة في ميادين وشوارع مصر خلال الفترة الأخيرة، وذلك في ظل امتلاك الجامعات المصرية لمجموعة كبيرة من المواهب الفنية في مجال النحت.

وأضاف: "لا أعتقد أنه يوجد أي سبب لانتشار هذه الأزمة سوى المجاملة، ومن الضروي محاسبة المسؤولين عن وضع هذه التماثيل المشوهة في ميادين مصر؛ لأن ذلك يلغي تمامًا الرقي الحضاري الذي طالما امتلكته مصر، ويؤثر بشكل كبير في تراجع المظهر السياحي لدى البلاد".

الدكتور طه السعيد

أشار "السعيد" إلى آماله في الاستعانة بطلاب أقسام النحت داخل الجامعات المصرية من أجل تجميل الميادين، والتعاون مع الجهات المختصة بذلك الأمر، ولكن للأسف لا يتم الاستعانة بهم حتى وقتنا هذا، ويقتصر الأمر فقط على المقاولين وغيرهم لأسباب لا يعلمها سوى المسؤولين عن حدوث ذلك.

وتابع: "يفضل أن يتم الاستعانة بطلاب تحت إشراف هيئة تدريس متخصصة ذات خبرة من داخل القسم، حيث إن الإشراف له دور فعال في إتمام الأعمال الفنية على أكمل وجه، ويضمن بشكل كبير عدم تنفيذ تصميمات مسروقة أو التعرض لمشكلات حقوق ملكية كما حدث في الآونة الأخيرة".

واختتم: "طلاب الفنون وأعضاء هيئة التدريس يمتلكون من الذوق والفكر ما يساعد بقوة في الارتقاء بالذوق العام، وأتمنى أن يتم التعاون معنا في تجميل ميادين وشوارع مصر".

تمثال "سعد زغلول".. أحد أعمال قسم النحت بجامعة دمياط


فنانة تشكيلية: تصميم التماثيل يذهب للمقاولين بسبب قلة التكلفة وسرعة التنفيذ
 

عبرت ساندرا أشرف، فنانة تشكيلية، عن رأيها في أزمة التماثيل المشوهة، موضحة أن المسؤولين عن حدوث ذلك لا يقدرون قيمة الفن ودوره في الارتقاء بالمجتمعات والشعوب والصورة الحضارية للبلاد، وذلك يُعد من أكبر الأزمات التي يجب التخلص منها في أقرب وقت ممكن. 

وأوضحت: "في بعض الأحيان للأسف يتم إنساب تصميم تلك الأعمال لمقاولين أو أشخاص غير كفء بالقدر الكافي، وذلك بسبب قلة تكلفة أعمالهم وسرعة إتمام التصميم، ولأسباب أخرى قد لا نعلمها".

وصفت "ساندرا" أيضًا الطريقة التي يسوق بها طلاب أقسام النحت أعمالهم، قائلة: "منصات السوشيال ميديا هي أسهل طريقة حاليًا للطلاب، لكن مؤخرًا أصبح هناك معارض ومسابقات متنوعة تقام بشكل دوري، وتمكن الطلاب من المشاركة بها، ومنها ما يتم إذاعته عبر البرامج التلفزيونية، فالأمر لم يعد معقدًا كما كان في البداية، وهناك نماذج عدة للطلاب يمكن الاستعانة بها لتجميل ميادين مصر".

وأشارت أيضًا الفنانة التشكيلية في حديثها لـ "الدستور"، إلى الحل الذي يعطي لوزارة الآثار الكثير من الاختيارات قبل تصميم أي تمثال في الميادين، وهو إقامة مسابقات بين طلاب أقسام النحت في الجامعات المصرية بالاتفاق بين إدارات الجامعات والجهات المختصة بإقامة الأعمال الفائزة في الأحياء أو المحافظات أو الميادين العامة.

أحد أعمال الفنانة ساندرا أشرف

 

طالبة بشعبة النحت الميداني: الطلاب جميعهم ينتظرون فرصة تصميم تماثيل الميادين


قالت سوسنا ألبرت، طالبة شعبة النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، إن آخر أعمالها الفنية لاقت ردود أفعال مبهجة للغاية، جين قررت نحت تمثال شخصية "رفعت إسماعيل" من مسلسل "ما وراء الطبيعة"، ما جعل صاحب الشخصية الفنان "أحمد أمين" يعبر عن إعجابه الشديد بهذا العمل الفني عبر صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك".

تمثال "أحمد أمين".. أحد أعمال الطالبة سوسنا ألبرت


ذكرت أيضًا أن لديها أعمال أخرى منها الأكاديمية والتجريدية والبورتريهات، كما تهتم بشكل كبير بمجال النحت، وتدرس رحلة تطور النحت عبر العصور، وأيضًا أهمية التغذية البصرية، ودراسة التشريح، حتى تستطيع تنفيذ أي عمل فني بأفضل صورة ممكنة.

واستكملت: "فن النحت ليس شيئًا جماليًا للتزيين فقط، بل من خلاله يمكن توصيل رسالة ما، وأحاول تطوير موهبتي جيدًا لتحقيق كل ذلك، من خلال قسم النحت بجامعة المنيا، والذي يملك قدرًا كبيرًا من الأساتذة والطلاب على أعلى مستوى من الفن، ونرغب جميعًا في المشاركة بأعمال فنية يمكن أن تساعد في تجميل شوارع وميادين مصر".


واختتمت: "أتمنى أن تدخل الجهات المعنية قريبًا في حل هذه الأزمة، وتتواصل مع أقسام النحت داخل الجامعات المصرية، لاختيار أفضل التصميمات التي يمكن أن تبرز معالم مصر الحضارية".

 

الطالبة سوسنا ألبرت