رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف شعبان: لا يمكن للعامية المصرية أن تتحول للغة أدب مكتوب

شريف شعبان
شريف شعبان

مع الإعلان عن قرب صدور ترجمة رواية “العجوز والبحر”، للروائي الأمريكي إرنست هيمنجواي، بالعامية المصرية، عاد الجدل مجددا حول مدى صلاحية ترجمة الأعمال العالمية بالعامية المصرية، وفي هذا الصدد قال الكاتب دكتور شريف شعبان: "خرجت علينا "موضة" التأليف والترجمة بالعامية لتخطف أنظار مرتادي معارض الكتاب.

وأوضح “شعبان” لـ “الدستور”: فقد بدأ الأمر بكتابة رواية كاملة بالعامية المصرية ثم نجد هذا العام ترجمة لأحد أهم الأعمال الروائية "العجوز والبحر" للكاتب الكبير أرنست هيمنجواي أيضاً بالعامية المصرية. أجد أن اللغة العربية هي بكل المعايير الأدبية واللغوية لغة رصينة ذات تأصيل، وبالتالي نتج عنها أدب وبلاغة وأصبح الأدب العربي نبراس لأمة بأكملها.

ولفت “شعبان” إلى: في المقابل اللهجات عامة والمصرية خاصة هي هوية شعبية للأمة تظهر براعتها في الإنتاج الفكري الشعبي مثل الأمثال والحكم والمواويل والأشعار والزجل، وتتجلى في السير الشعبية التي تتناقلها الأجيال شفاهة لا كتابة مثل السيرة الهلالية، والتي تختلف أحداثها ومنطوقها بشمال مصر عن جنوبها. وبالتالي لا يمكن للعامية المصرية أن تتحول للغة أدب مكتوب وينتج عنها أعمال أدبية كالرواية أو القصة القصيرة. وبما أن العامية لهجة منطوقة لا تكتب فإن استخدامها لكتابة عمل أدبي بل وترجمة عمل كلاسيكي أجنبي يجعل من العمل هشاً ضعيفاً، ويحط من السرد، وصنعة الكلمات التي هي من جماليات اللغة والأدب. وإن كان خلافنا حول الحوار داخل الرواية الفصحى ما بين العامية والفصحى فما بال عمل بأكمله بالعامية؟!

وشدد “شعبان” على: وتكمن الخطورة في الاعتماد على العامية في كتابة أعمال أدبية كاملة في قطع التواصل بين قرّاء وكُتّاب الأدب العربي، حيث المفردات الخاصة لكل قومية في الأدب العامي تجعل تلك القومية منعزلة متعصبة للهجتها ويزيد من حالة الانفصال والتفكك، في الوقت الذي يوحد الأدب العربي الناطقين بلغته من المحيط إلى الخليج.

وعن مقارنة البعض بين الأعمال الدرامية الناطقة بالعامية سواء في السينما أو المسرح أو الدراما التلفزيونية وبين ما يسمى "بالأدب العامي"، فإن العمل الدرامي هو متعة بصرية وسمعية تخاطب جميع الفئات، في المقابل يختص الأدب برصانته ورونقه في الحفاظ على قواعد اللغة العربية الفصحى وامتاع القارئ بجماليات اللغة الفصحى والارتقاء بالفكر والثقافة. وعن موضة الكتابة بالعامية، قد يتحمس لها البعض من الكتاب والقراء ودور النشر باعتبارها لوناً مجدداً في الأدب قد يجذب الشباب، إلا أنني أرى أنها وهجاً سريع الاشتعال وسريع الخفوت، ولن تستمر سوى ومضات وتختفي.