رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة «الأدب والفن.. آفاق المستقبل» بمؤتمر في مكتبة الإسكندرية

مؤتمر مكتبة الإسكندرية
مؤتمر مكتبة الإسكندرية

عقد مؤتمر مكتبة الإسكندرية «الثقافة والمثقفون» في يومه الثاني، جلسة نقاشية بعنوان «الأدب والفن: آفاق المستقبل»، تحدث فيها كلا من الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، والكاتب الصحفي سيد محمود.

وطرح الدكتور حسين حمودة مجموعة من المحاور للنقاش بين الحضور، ومنها صعوبة قياس ما يمكن أن يحدث في الأدب والفن بسبب تداخل ظواهر ومجالات أخرى مع تلك المسألة، مشيرًا إلى قضيتين أساسيتين؛ هما: الذاكرة المتقطعة التي حكمت تاريخنا كله، وأن أغلب أنواع الأدبية الحديثة لم تبدأ معنا في تاريخ مبكر.

ولفت إلى أن هناك أوهام كثيرة تحطمت حول القواعد الأدبية والفنية، ولم يعد هناك تصور حول وجود قواعد ملزمة، موضحا أن الوسائل الحديثة انتجت أنواع جديدة من الكتابة ومنها "القصة التويترية" على سبيل المثال.

وأضاف الدكتور حسين حمودة أن هناك تغير في بعض القضايا التي كانت مهمة في مسيرة الرواية العربية، كقضية الشرق والغرب على سبيل المثال، فالكاتب الآن يخوض تجربة جديدة وأصبحت هناك روايات تكتب في دائرة "التعبير عن الهويات الملتبسة"، خاصة المهاجرين الذين يعبرون في كتاباتهم عن أشكال معقدة من الاغتراب.

من جانبه، طرح سيد محمود تساؤلات حول مؤشرات اتساع رقعة القراءة، حيث يرى البعض أن هناك انحسار في عملية القراءة، ويرى البعض الآخر ازدياد مع تغير الأشكال أو الوسائط التي تنقل الكتابة، وتسائل حول دور ذلك في عملية السياسات الأدبية.

وأشار إلى أن مجموعات القراءة تضغط على القارئ والكاتب لأنها تلح على نوعية معينة من الأنواع الأدبية، كما أن توجيه عملية القراءة يؤدي إلى تجاهل بعض الأعمال الأدبية التي ليس لها نفس الحظ في الذيوع والانتشار.

وشهدت الجلسة مداخلات من الحضور للنقاش حول إشكاليات الأدب والفن، فتحدثت أمينة شفيق عن أهمية "الحرية" في الثقافة، لافتة إلى أننا نحتاج ثقافة حرة ومثقف حر، ليكون للكاتب حرية فيما يكتب، وأن يكون القراء أحرار فيما يقرأون.

وقالت ماجدة موريس إن الأدباء المصريين لهم فضل كبير في تقديم أعمال خالدة للسينما، كما تطرقت إلى دور الدولة في إتاحة الثقافة للجميع، وأن العدالة الثقافية تحتم على كل دولة أن تتيح للمواطنين أن يتمتعوا بثقافة قد لا يكونوا قادرين عليها ماديًا أو مكانيًا. وقال الأستاذ عاطف كامل أننا نعاني من تجريف للهوية والأفكار، كما أن المثقفين أصبحوا في حالة عزلة بحيث لا يتشابكوا مع المجتمع.

وتحدثت الدكتورة دينا عبد السلام عن تجربتها في إنتاج فيلم مستقل بعنوان "وش القفص"، والذي حصد 34 جائزة دولية حتى الآن. وتطرقت إلى بعض الإشكاليات التي تواجه الإنتاج في مصر وأهمها التمويل، لافتة إلى أهمية أن تعكس الأفلام الاشتباك مع الجمهور وألا نعيش في فقاعة أو عزلة ثقافية.

وتحدث الدكتور مدحت عيسى عن مشكلات الثقافة الجماهيرية، مؤكدًا أنه لا يوجد عدالة ثقافية في مصر، وأن المتلقي سيظل هو المتأزم الحقيقي، فالنخبة الثقافية قادرة على التعافي من أزماتها في كل الأوقات.