رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نصف أخ نصف ديناصور».. جديد المترجم محمد عثمان خليفة

محمد عثمان خليفة
محمد عثمان خليفة

"نصف أخ.. نصف ديناصور"، عنوان أحدث الترجمات الصادرة عن دار العربي للنشر والتوزيع، من تأليف الروائي الهولندي ياب روبن، وترجمة الكاتب المترجم محمد عثمان خليفة، وكانت الرواية قد ترشحت في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية العام الماضي 2021.

وعن أسباب ترجمة رواية "نصف أخ.. نصف ديناصور"، قال المترجم محمد عثمان خليفة لـ"الدستور": أدرجت الرواية في القائمة الطويلة لجائزة البوكر 2021، ومن هنا كان اختيارنا ترجمة الرواية إلى العربية.

وعن موضوع الرواية ومحورها أضاف "خليفة": تبدأ رواية الكاتب الهولندي ياب روبن بتوصيف أب لا يتغيّر ولا يبالي بحياته، وقد طرح المؤلف أساس حبكة الرواية في سؤال على لسان الأب لابنه: "هل ستكون على استعداد لرعاية لوسيان في المنزل هذا الصيف؟". 

لتجديد دار الرعاية حيث يعيش "لوسيان" البالغ من العمر ستة عشر عامًا وهو معاق عقلي وجسدي، ولأن والدة لوسيان تزوجت مرة أخرى وسافرت لقضاء شهر العسل، صارت مسئولية الشقيق على عاتق "موريس"، والد لوسيان، و"بريان"، شقيقه البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، وهما شخصيتان غير مباليتين بطبعهما، ويعيشان في كرفان خارج المدينة مع كلبيهما في ساحة للخردة. ورغم كراهيته تلك المسئولية، إلا أن موريس سرعان ما وافق بعد وعد بتعويض مالي يتلقاه من درا الرعاية. يأخذ لوسيان لكنه يتركه تمامًا لابنه الثاني بريان.

ولفت "خليفة" إلى أن محور الأحداث هو تفاعل الشقيقين مع بعضهما البعض، وتلك "الغرابة المألوفة" التي يجدان أنفسهما فيها، والعديد من المغامرات والحوادث التي تثري السرد، خلال صيف تخبط خلاله الصبي وأبيه لإيجاد طريق للنجاة.

ما جذبني إلى ترجمة الرواية هو ذلك التوصيف المبتكر للحب الأخوي الشديد، من دون خطاب مباشر. والطريف أن القارئ قد لا يحب أي شخصية من شخصيات هذه الرواية بأكملها، ولكنه سيعجز عن عدم التفاعل معها، ومساندة الأخ الأصغر الذي وجد نفسه مسئولًا عن أخيه، وتحت رحمة والديه المطلقين؛ أم تركته وأب يفعل أي شيء مهما كان غير أخلاقي للحصول على المال.

من اقتباسات الرواية التي توجز فكرتها ما يقوله بطلها بريان عن أخيه: "لا أعتقد أنني افتقدت "لوسيان". فهو لم يكن موجودًا من الأساس. ليس الأمر كما لو أنه اختفى، بل كما لو أن أحدهم فصل الكهرباء عنه".

برع المؤلف في إظهار صعوبة توفير العناية الكافية لذوي الهمم، خاصةً إذا كانوا أكبر وأقوى ممن يرعاهم. كما يقدم روبن لمحة عن الحياة في دور الرعاية. والرواية في جوهرها قصة تتناول قضايا شتى ومنها مرحلة المراهقة، حيث الشكوك وسوء الحكم على أمور الحياة. كما أنه يؤكد على جوانب النقص في النفس البشرية، فالكل معيب، ولكن الحياة تمضي في مساراتها برغم كل شيء. السرد ذكي سريع الوتيرة بإحكام مدهش. 

محمد عثمان خليفة
محمد عثمان خليفة