رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاديمي جزائري: مقعد دائم لإفريقيا بمجلس الأمن مطلب أساسي ومصر الأقرب له (حوار)

القمة الإفريقية الأمريكية
القمة الإفريقية الأمريكية

قال الدكتور ناصر الدين باقي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الجزائري، إن عودة الدور الأمريكي داخل القارة السمراء فيما يخص الاستثمارات ومساعدة الدول الأفريقية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي بتخصيص 55 مليار دولار كمساعدات أمريكية لإفريقيا.
وأوضح "باقي"،  في حوار لـ "الدستور" أن بناء الثقة بين أمريكا والقارة الإفريقية عبر  تبني سياسة "رابح- رابح" سيكون من خلال الاستثمار والشراكة الاقتصادية والتنموية.

 وأشار إلى  أن حصول إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي هو مطلب لطالما نادت به الدول الإفريقية مرارا وتكرارا وتأخر البت فيه بل حتى الكلام عنه، ويأتي ذلك لتدعيم العدالة في توزيع المقاعد  عالميا وإلى نص الحوار:


1. ما أبرز نتائج القمة الإفريقية الأمريكية؟


يأتي انعقاد القمة الأفريقية الأمريكية لدورته الثانية بعد انقطاع دام لثماني سنوات منذ 2014 في خضم تحولات دولية وإقليمية أثرت بشكل كبير على التواجد الأمريكي في القارة السمراء خاصة مع الدور الذي أضحت تحظى به الصين من خلال مبادرتها بإعادة إحياء طريق الحرير أو ما يسمى بـ "الحزام والطريق"، وكذلك الدور الروسي في القارة في جانب الطاقة، الأمر الذي بات يؤرق الجانب الأمريكي من الدور السياسي الذي تلعبه كل من الصين وروسيا للضغط على الدول الأفريقية وهذا ما عبر عنه صراحة وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن"، في مستهل انعقاد القمة بأن الدور الصيني والروسي يمكن أن يكون مزعزعا للاستقرار في إفريقيا، ولعل أهم نتائج القمة جاءت كالآتي:

  • إعادة الدور الأمريكي داخل القارة السمراء فيما يخص عودة بعث الاستثمارات ومساعدة الدول الأفريقية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي بتخصيص 55 مليار دولار كمساعدات أمريكية لإفريقيا.
  • الاتفاق على أن يكون الاتحاد الإفريقي ضمن المشاركين في قمة مجموعة العشرين لأقوى اقتصاديات العالم.
  • التزام أمريكي بأن يكون للقارة الإفريقية مقعد دائم في مجلس الأمن.
  • مناقشة والبحث عن حلول لبعض الأزمات والنزاعات المسلحة في إفريقية
  • تبني مشاريع تخص التغير المناخي وأزمة الغذاء التي تفاقمه بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
     

2. كيف يمكن أن تدعم القمة احتياجات القارة الإفريقية خاصة في ظل التطورات الدولية الحالية؟


لطالما عانت القارة الإفريقية من عدة أزمات سواء سياسية أو اقتصادية الأمر الذي استدعى على الدول الأفريقية بناء جسور لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية بعيدا عن ميولها الأيديولوجية، لذلك يُعد الشريك الأمريكي مهما لاستكمال مسار الانفتاح على العالم، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية من أهم الدول التي الاقتصادية العظمى في العالم، لذلك فإن القمة جاءت في وقتها باعتبار أن المستفيد الأكبر هي الدول الإفريقية خاصة مع التأثير الكبير للتحولات الدولية في مقدمتها الأزمة الأوكرانية التي رمت بظلالها على القارة الأفريقية وأزاحت الستار على هشاشة الأمن الغذائي للقارة.

 وبالنظر إلى محاور القمة التي ارتكزت على البنية التحتية والأمن الغذائي والاستقرار السياسي فهي من أهم مشاكل القارة والتي خصصت الولايات المتحدة الأمريكية لها ما يقارب 55 مليار دولار كمساعدات مباشرة، وهو الأمر الذي سيساعد اقتصاديات الدول الأفريقية ويدفعها أكثر نحو إعادة بناء اقتصادياتها من جديد بعد جملة الأزمات.

3. كيف ترى إعلان "بايدن" دعم حصول إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، وما أبرز العوائق التي قد تواجه هذا الأمر؟

إن حصول إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي هو مطلب لطالما نادت به الدول الإفريقية مرارا وتكرارا وتأخر البت فيه بل حتى الكلام عنه، ويأتي ذلك لتدعيم العدالة في توزيع المقاعد  عالميا، لأنه من غير المعقول استحواذ القارة الأوروبية لوحدها على 3 مقاعد في مقابل مقعد للقارة الأمريكية ومقعدين للقارة الآسيوية وأقدم قارة متمثلة في إفريقية تبقى دون مقعد، لذا فإن إعلان "بايدن" هو لحد الساعة خطوة استرضائية للدول الإفريقية في انتظار التجسيد الفعلي مع الشركاء الدوليين.

أما أبرز العوائق فإني أرى أن العائق الأكبر هو اختيار الدولة الإفريقية التي ستمثل القارة في مجلس الأمن وكرأي شخصي فإن الأقرب لذلك هو جمهورية مصر العربية لما تتمتع به من سمعة داخل وخارج القارة وكذا تاريخها الحافل بفض النزاعات داخل القارة الإفريقية، لكن العائق قد يكون في شكل التكتلات الإفريقية في اختيار الممثل في مجلس الأمن.

 فدول جنوب القارة ستدعم جنوب إفريقيا ودول شمال القارة ستختار مصر، ناهيك عن الأزمة الأخيرة بين مصر وإثيوبيا حول "سد النهضة" والذي سيؤثر لا محالة في عملية الاختيار، كما لا ننسى دعم الدول الغربية للمثل القارة الإفريقية سيكون له عدة اعتبارات خاصة "فرنسا" التي لها إرث استعماري داخل القارة الإفريقية.

 4.-أعلن "بايدن" تخصيص 55 مليار دولار لإفريقيا حتى عام 2025 كيف ترى هذا الأمر وفائدته لإفريقيا؟

بطبيعة الحال فإن القارة الإفريقية تمر دولها بضائقة اقتصادية بسبب كثرة الأزمات وتأثير التحولات الدولية أيضا، لذا فإن الدعم الأمريكي هو بمثابة إنقاذ لعديد الدول الإفريقية التي تعاني من أزمات مالية ومديونية تؤثر على الأداء الاقتصادي والسياسي، لكن الدعم الأمريكي مخصص بالأساس على مساعدة الدول الإفريقية في ما تعلق بالمنظومة الصحية الهشة وأزمة الأمن الغذائي والتحول المناخي والمساعدة في البنية التحتية ويكون ذلك بعدة دفعات وعلى مدار سنتين أي في حدود 2025 الأمر الذي لا يكفي لمساعدة الدول الإفريقية كلها وبالتالي اختيار الأسوأ في عملية الدعم هذه.

5. لماذا لم تركز القمة على قضايا حقوق الإنسان كما اعتادت واشنطن؟

إن الخوض في ملف حقوق الإنسان في القارة الإفريقية وكذا مسألة الديمقراطية، قد يجعل الهوة أكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الإفريقية ويجعل القمة قمة محاسبة  من أجل الحصول على دعم، وبالتالي واشنطن لم تثر هذه المسائل وركزت على الجانب المهم وهو الجانب الاقتصادي وسبل الشراكة في ظل وجود منافسين لها في القارة.


6. هل تتوقع أن يكون هناك انتظام في عقد القمة الإفريقية الأمريكية السنوات المقبلة؟

بالنظر  إلى التنافس الحاصل بين كل من الصين وروسيا من جهة، وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى على إيجاد موطئ قدم في القارة الإفريقية|، فإن استمرار انعقاد القمة الإفريقية الأمريكية يأتي تحت هذه المنافسة ومن صالح أمريكا الاستمرار  في عقد القمة لتأمين وجودها ودورها في القارة الإفريقية، خاصة مع مخرجات أزمة الطاقة العالمية مؤخرا والتي حتمت على الدول الغربية الاتجاه نحو تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية.


7. ما أبرز الآليات التي يمكن الاعتماد عليها لتنفيذ مخرجات القمة الإفريقية الأمريكية؟

لعل أبرز الآليات التي يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ مخرجات القمة على أرض الواقع هي:

  • بناء الثقة بين أمريكا والقارة الإفريقية عبر تبني سياسة رابح رابح فيما يخص الاستثمار والشراكة.
  • تنفيذ "وعد بايدن" باستحداثه مكانة دائمة للقارة داخل مجلس الأمن.
  • تغيير النظرة النمطية حول القارة الإفريقية بأنها مستعمرات قديمة والكف عن الإملاءات السياسية وإثارة النزاعات ونهب الثروات.
  • الإسراع في مساعدة القارة ماليا كبادرة حسن نية قبل الوصول إلى مستوى الشراكة الثنائية.
  • تأسيس لجنة داخل منظمة الاتحاد الإفريقي مخصصة لتنفيذ ومتابعة ما انبثق عن القمة والعمل والحرص على أن تكون هذه القمة دورية.