منتدى تغريد الثقافى يناقش دور الفنون والدراما فى المجتمعات
ناقش منتدى تغريد فياض الثقافي اللبناني، دور الفنون والدراما في المجتمعات، في أمسية جديدة من أمسياته، والتي احتضنها قصر السينما بجاردن سيتي، والتابع لهيئة قصور الثقافة.
في بداية اللقاء، أكدت الكاتبة سميحة المانسترلي، على الدور الهام الذي تقوم به المنتديات والملتقيات والمؤتمرات الثقافية في المساهمة الفعالة بعملية الحراك الثقافي على الساحة الثقافية والفنية المصرية والعربية، ومناقشة الدور الهام للفن والسينما في تشكيل الوعي لدى المتلقى المصري والعربي، من خلال قامات متخصصة في مجالات الدراما والفنون المختلفة.
وأشارت "المانسترلي" إلى أهمية الدراما في نشر الوعي والرقي بالسلوك الإنساني، وتطوير الفكر وبناء شخصية المواطن، فهي عنصر هام وخطير لتغذية وجدان المتلقي، وتساهم في خلق التركيبة الإنسانية داخل المجتمعات، فالفنون والدراما بكافة عناصرها تمثل روح وبصمة الشعوب والمجتمعات.
وأوضحت الكاتبة سميحة المانسترلي، أهمية وخطورة فن الإعلان وتأثيره المباشر على المتلقى، وما له من دور كبير في توجيه الفكر والعقول- كما ذكر بكتاب التلاعب بالعقول للكاتب الأمريكي هربرت شيللر بالسبعينيات- وكما نرى نتيجة هذا اليوم، خاصة على فئة المراهقين والأطفال، وهم نبتة المستقبل.
وأوصت "المانسترلي" بضرورة أن تكون هناك مذكرة تفاهم بين الرعاة والدولة، لإعطاء بعض ثوانٍ من الإعلان لخدمة المجتمع، للمساهمة في تنشئة جيل جديد يمتلك الوعي لسلوكيات أفضل، وفكر أنضج بعيدًا عن الفوضى والتنمر، لخلق أجيال تحترم معطيات الحياة العصرية بما نمر به من تحديات وتغيرات.
كما أوصت أن تطرح من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج بعض المبادئ والثقافة القانونية في صيغ حوارية غير مباشرة، فنحن اليوم في خضم تغيرات عالمية تعتمد على وعي الشعوب، كما تعتمد على قوة الجيوش للمحافظة على أمنها واستقرارها، لافتة إلى أننا في معارك تعتمد على تغيير العقول والتلاعب بها باستخدام التقنيات الحديثة بكافة أدواتها، ومحاولات اختراق وإضعاف القوة الناعمة للدول المراد إضعافها والعكس صحيح.
وأكدت الكاتبة سميحة المانسترلي على ضرورة الاعتماد على وعي الشعوب من خلال قوته الناعمة المتعاظمة، المدركة لكل ما يحدث من حولنا، فركائز المعارك واحدة لا تتغير عبر العصور بداية من أول جيش نظامي خلق بالتاريخ هنا على أرض مصر، لكن ما يتغير هو التطور التقني للأدوات المستخدمة بالحروب.
واختتمت كلمتها قائلة: "إننا عندما نتحدث عن تقدم الدول والأمم، فنحن نتحدث عن قوى ناعمة تتمتع بوعي عظيم، وعندما نتكلم عن نبض وروح القوة الناعمة، فنحن نتحدث عن الفنون التى تنمي الوجدان وتزرع المعرفة والوعي والرقي والانتماء الحقيقي داخل الشعوب، وأتمنى أن يكون هناك المزيد من الحوارات الهادفة لتنمية الفكر والوعي من خلال عملية حراك مجتمعي ثقافي توعوي وإيجابي".
ناقش ضيوف المنتدى دور الفن التشكيلي وأثره في تشكيل الوعي، ودور السينما والتمثيل في تشكيل الوعي، ودور وأهمية الفن وتأثيره على المجتمع، ودور الدراما في تشكيل الوعي، والفن في المغرب وتونس وتجلياته، النقد السينمائي ودوره في تشكيل الوعي عند الجمهور، والشعر والفن السابع.
كما تضمن برنامج المنتدى عرض الفيلم السينمائي القصير "فوتوجينيك" للمخرج شريف جابر سالم، وعرض الفيلم السينمائي القصير "راضية" للمخرجة شيماء طافش، وكرمت الأديبة تغريد فياض ضيوف الملتقى، وأهدت لهم شهادة تقدير لمساهمتهم المتميزة في فعاليات المنتدى.
