إزالة الكربون الحل الأمثل.. خبير يقيّم توصيات مؤتمر المناخ

انتهت فعاليات مؤتمر المناخ كوب 27 الذي انقعد في مدينة شرم الشيخ لمدة أسبوعين لبحث حلول إزالة الكربون والحد من التغيرات المناخية، وضم قادة العالم لوضع حلول لتلك القضية، لكن آثاره ومرحلة جني الثمار منه لا تزال مستمرة لفترات طويلة.

ووضع قادة المؤتمر التوصيات التي خرج بها ومن المقرر تنفيذها من أجل وقف آثار التغيرات المناخية، وكذلك ضرورة تحقيق العدالة المناخية بحيث أن تكون هناك موارد تكفي الدول الفقيرة من قبل الدول الغنية لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية.

توصيات المؤتمر

وبالأمس، أعلن سامح شكري، وزير الخارجية، رئيس مؤتمر الدورة 27 لمؤتمر الأطراف، أنه تم إطلاق أربع مبادرات تتركز حول الحلول في اليوم الأخير من كوب 27، لضمان قدرة البلدان على الوفاء بالمساهمات المحددة وطنيًا وتحقيق أهداف اتفاقية باريس.

وركزت المبادرات على الكربون وكيفية تقليل الانبعاثات منه وإزالته، وقال شكري: "إن إزالة الكربون عن مشهد التنقل الحضري يمثل أولوية للرئاسة ويبرز بشكل بارز كواحد من مناقشاتنا المهمة خلال قمة شرم الشيخ التنفيذية".

وأضاف: "ومع وجود أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن، يشكل النقل 37% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع تسارع التحضر في جنوب الكرة الأرضية، أصبح تحسين النقل والتنقل الحضري أداة بارزة بشكل متزايد لمواجهة التحدي المتمثل في الانبعاثات العالمية".

وتمثلت المبادرة الثانية بالاهتمام بالنقل منخفض الكربون من أجل الاستدامة الحضرية (LOTUS)، وتهدف المبادرة التحويلية إلى تنشيط التغيير المنهجي لتحسين مشهد التنقل الحضري وإزالة الكربون منه.

فما هي إزالة الكربون وما الاستفادة التي تعود على المناخ من تقليل انبعاثاته؟. "الدستور" حاورت عدد من الخبراء في هذا الشأن.

طنطاوي: "إزالة الكربون حل أمثل للتغيرات المناخية"

يوضح الدكتور سمير طنطاوي، الخبير البيئي واستشاري التغيرات المناخية، أن معنى إزالة الكربون هو فصله وتخزينه والتحكم في الكميات المنبعثة منه في الغلاف الجوي، مضيفًا: "يتم فصل الكربون عن باقي الانبعاثات والغازات الدفيئة الموجود في الغلاف الجوي ومن ثم تخزينه".

وبيّن أن تلك العملية يطلق عليها الهندسة المناخية، أي محاولات للتحكم في أثر التغيرات المناخية: "في الوقت الحالي لا يمكننا منع التغيرات المناخية ولكن يمكن التكيف معها أو الحد من أثرها عن طريق تلك المحاولات".

ويضيف: "مصر في الوقت الحالي تسير في أكثر من خطوة من أجل الحد من التغيرات المناخية منها عزل الكربون، أو البحث عن بدائل أخرى للطاقة تكون نظيفة وصديقة للبيئة، مثل الهيدروجين الأخضر أو طاقة الرياح".

معدلات الكربون

وارتفعت مستويات الكربون وتركيزه في الجو خلال العام الحالي وفق تقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو الماضي عبر أجهزة الرصد التابعة له، وخلص التقرير أن هناك تركيزا لثاني أكسيد الكربون وخاصة فوق سطح المناطق البحرية والمحيطات والبحار.

وقبل الثورة الصناعية كان معدل الكربون في الهواء لا يزيد على 275 جزء في المليون من المتر المكعب، أما في عام 1960 فقد بلغ حوالى 316.91 جزء في المليون بالمتر المكعب في الهواء، بزيادة ملحوظة.

وباقي الأعوام كانت كالتالي: "عام 1970 بلغ 325.68، أما عام 1980 بلغ 336.84، فيما وصل عام 1990 حوالى 353.2، كما وصل خلال عام 2000 الى 368.54، وبلغ عام 2010 مايقرب من  387.54، وخلال عام 2020 بلغ 414.24، وفى العام الماضى عام 2021 بلغ 416.45، وفي مايو من هذا العام 2022".

خبير: "البلاستيك أحد أسباب الانبعاثات الكربونية"

ويوضح طنطاوي أن زيادة تلك الانبعاثات الكربونية تأتي نتيجة استخدام بعض المواد التي تساهد في إطلاق الغازات الدفيئة، مثل البلاستيك أحادي الاستخدام: "أحد المواد التي تساهم بشكل كبير في زيادة الانبعاثات والتغيرات المناخية".

ويضيف: "لأنه يأخذ وقتا طويلا حتى يتحلل وإلى الآن أول كيس تم إطلاقه لم يتحلل، إلى جانب أن احتراقه يؤدي لإطلاق الغازات والانبعاثات بشكل ضخم وتتعلق في الغلاف الجوي وتزيد من درجة حرارة الأرض".