رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في دورة لرؤساء الإكليريكيات بأمريكا اللاتينية

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

استقبل قداسة البابا فرنسيس، صباح اليوم الخميس، في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في دورة لرؤساء الإكليريكيات والمنشئين في أمريكا اللاتينية.

 ووجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه ، قائلاً: " التنشئة الكهنوتية بأسرها، ولا سيما تنشئة الرعاة المستقبليين، هي في محور البشارة، لأنهم في العقود القادمة، من خلال الإجابة على دعوة أصيلة ومحددة، سيحركون ويقودون شعب الله المقدس لكي يكونوا في المسيح سرّ أو علامة وأداة الاتحاد الحميم مع الله ووحدة الجنس البشري بأسره". كم هي ضرورية التنشئة النوعية لل٫ين سيكونون حضور الرب الأسراري في وسط قطيعه، ويغذونه ويعتنون به بالكلمة والأسرار"

 وتابع البابا فرنسيس:" أود أن أؤكد أن نص القاعدة الأساسية للتنشئة الكهنوتية، "عطية الدعوة الكهنوتية"، يحافظ على الإسهام الكبير الذي قدمه الإرشاد الرسولي Pastores dabo vobis، والذي تصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لنشره من قبل القديس يوحنا بولس الثاني، بعد الجمعية العامة العادية الثامنة للأساقفة، التي تناولت موضوع "تنشئة الكهنة في الظروف الراهنة". يقدم هذا الإرشاد بشكل واضح رؤية أنتروبولوجية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار، بطريقة متزامنة ومتوازنة، الأبعاد الأربعة الموجودة في شخص الإكليريكي: الإنساني والفكري والروحي والرعوي. أود أيضًا أن أؤكد أن إحدى المساهمات العظيمة لنص القاعدة الأساسية للتنشئة الكهنوتية هي أنها تصف عملية التنشئة للكهنة، بدءًا من سنوات الإكليريكية، بدءًا من الخصائص الأربع المعروفة للتنشئة، والتي يتم تقديمها على أنها فريدة ومتكاملة وجماعيّة وإرساليّة."

وأضاف:" يسعدني أنك تتأمّلون في هذه الأيام حول جوانب مختلفة من التنشئة الأولية، متوقفين عند البعد الإنساني وطريقة تكامله مع الأبعاد الأخرى، أي الروحي والفكري والرعوي. في الواقع، في وفي الجماعة المسيحية، يدعو الرب بعض تلاميذه ليكونوا كهنة، أي أنه يختار بعض الغنم من قطيعه ويدعوهم ليكونوا رعاة لإخوتهم وأخواتهم. ويجب ألا ننسى أننا نحن الكهنة قد أُخذنا من بين البشر، من أجل خير البشر في الأمور المتعلقة بالله. نحن "تلاميذ" للمؤمنين المسيحيين الآخرين، ولهذا السبب بالذات، نشترك في الاحتياجات الإنسانية والروحية عينها، وفي الوقت عينه نحن موضوع نقاط الضعف والقيود والأخطاء عينها."

وقال إن البعد الإنساني في التنشئة الكهنوتية ليس مجرد مدرسة فضيلة، أو مدرسة نمو لشخصية الفرد أو نموه الشخصي، بل يتطلب أيضًا نضجًا متكاملًا للإنسان تقويه نعمة الله، ويأخذ بعين الاعتبار الأوضاع البيولوجية، والنفسية والاجتماعية لكلِ فرد، وهو قادر على تحويلها والارتقاء بها، لاسيما عندما يسعى الشخص الجماعات إلى التعاون معه بطريقة شفافة وصادقة. في النهاية، تبقى دوافع الدعوة الحقيقة، أي إتباع الرب وإحلال ملكوت الله، هي أساس مسيرة هي في الوقت عينه إنسانية وروحية.