رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيسى يرد على بايدن: إيران تحررت من الولايات المتحدة قبل 43 عامًا

رئيسي
رئيسي

شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الجمعة، على أن بلاده تحررت من الولايات المتحدة قبل 43 عاما، ردّا على الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تعهّد بتحرير الجمهورية الإسلامية، في سجال يتزامن مع إحياء ذكرى اقتحام سفارة واشنطن في طهران عام 1979.

وأتى إحياء الذكرى هذه السنة بينما تشهد إيران احتجاجات على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق. وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، وما يعتبرها المسئولون «أعمال شغب».

وأعربت دول غربية عدة عن دعمها الاحتجاجات، وفرضت عقوبات على طهران على خلفية "قمع" التحركات. 

وجدد بايدن، الخميس، دعمه للمحتجين، قائلا خلال خطاب انتخابي: "سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريبا جدا"، وفق ما نقلت وسائل إعلام أمريكية.

والجمعة، ردّ رئيسي على ما أدلى به بايدن "قبل ساعات" قائلا: "إيران تحررت قبل 43 عاما ولن تكون أسيرتكم".

وشدد على أن الشعب الإيراني العظيم لن يركع أمامكم.

وتوجه رئيسي في خطابه إلى الآلاف الذين تجمعوا أمام المقر السابق للسفارة الأميركية وسط طهران لإحياء "يوم مقارعة الاستكبار العالمي"، أي ذكرى اقتحام السفارة عام 1979 من قبل طلاب مؤيدين للإمام روح الله الخميني، واحتجاز 52 رهينة أفرج عنهم بعد 444 يوما.

وأتى اقتحام السفارة بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الخميني وإسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان حليفا لواشنطن. واعتبارا من مطلع 1980، قطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.

ورفع المشاركون في التحرك العلم الإيراني وهتفوا "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، كما حملوا لافتات كتب فيها "إيران قوية" و"أنا مطيع لأمر القائد"، وصور الخميني والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

ورأى رئيسي أن إيران "قوية بفضل دماء الشهداء الطاهرة، والتوجيهات الحكيمة للإمام الخميني الراحل وقائد الثورة الإسلامية، وشعبنا الواعي بحضوره في مختلف ساحات الثورة"، منوّها بإحياء الذكرى في مناطق مختلفة.

وبث التليفزيون الرسمي الإيراني لقطات من مدن عدة، بينها مشهد (شمال شرق) وأصفهان (وسط) وشيراز (جنوب)، وتظهر مشاركة حشود في إحياء "يوم مقارعة الاستكبار العالمي" الجمعة.

وسبق لمسئولين إيرانيين، يتقدمهم خامنئي ورئيسي، أن اتهموا "أعداء" إيران، خصوصا الولايات المتحدة، بالوقوف خلف "أعمال الشغب" الراهنة.

وحذّر رئيسي، الجمعة، من أن العدو "يريد زعزعة الأمن والاستقرار في إيران ويريد استهداف ثقتنا بأنفسنا ووحدتنا وتكاتفنا"، وخصّ بالذكر مختلف المكونات القومية التي تحفظ "وحدة" الجمهورية الإسلامية، مثل الأكراد والبلوش والتركمان والعرب وغيرهم.

من جهته، انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان "نفاق" البيت الأبيض عبر دعم الاحتجاجات من جهة، ومحاولة التوصل لتفاهم مع إيران لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي.
وكتب عبر «تويتر» أن "البيت الأبيض الذي يحرض على العنف والإرهاب بشكل متزايد خلال أعمال الشغب الإيرانية الأخيرة، يحاول أيضًا التوصل إلى اتفاق نووي".

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن معظم التزاماتها.

وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في أبريل 2021. وتعثر التفاوض مطلع سبتمبر 2022، مع تأكيد الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان "غير بنّاء".