رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ألا لعنة الله على لصوص المقابر».. شريف شعبان يتحدث عن مئوية مقبرة الملك «توت»

الدكتور شريف شعبان
الدكتور شريف شعبان

تحل الغد الذكرى الـ100 لاكتشاف مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون، وفي هذا الصدد توجهت “الدستور” لعدد من المؤرخين وأساتذة الآثار للحديث حول هذا الأمر.

يقول الدكتور شريف شعبان الخبير في الآثار المصرية القديمة وتاريخ الفن ومحاضر في كلية الآثار جامعة القاهرة: “رغم صغر سنه عندما وافته المنية، وعدم وجود إنجازات له تذكر، لم يعرف العالم ملكًا مصريًّا بشهرة وسحر الملك توت عنخ آمون. ولعله أصبح سفيرًا للحضارة المصرية القديمة بعد وفاته بآلاف السنين مقتحمًا حدود العالم وغزوًا لقلوب الملايين، فحقق ما لم يحققه وهو على قيد الحياة بسبب كنوزه التي ظلت مخفية عن أعين اللصوص والمتطفلين لمدة قرون. فقد كان الملك الصغير يطمح إلى أن ترافقه ممتلكاته التي غُطِّيت بالذهب والأحجار الكريمة إلى العالم الآخر بسلام، ولكنها سلكت طريقًا آخر وأصبحت مفتاح مروره إلى العالم أجمع، وفتحت قلوب الملايين لاستقبال سيرة توت. فلم يعرف العالم معارض أثرية خارجية لملك أو عصر مصري أو عالمي نالت شهرة وإقبالًا رهيبًا مثل ما نالته كنوز الملك توت حين طافت كل بلاد الدنيا، وأضحى توت بكنوزه أشهر ملك مصري قديم”. 

وأضاف في تصريح خاص لـ"الدستور": “كانت مقبرة الملك، مثل بقية مقابر ملوك مصر، عالم مصغَّر يضم كل كنوزه وممتلكاته التي يود أن يُبعث بها في العالم الآخر. عثر كارتر داخلها على 3500 قطعة من المحتويات موزعة في الحجرات المختلفة ما بين الحجرة الأمامية وحجرة الدفن وحجرة الكنوز والحجرة الملحقة، لتعطينا فكرة عن طريقة المعيشة في القصر الملكي. وما إن رأى تلك الكنوز مجمعة في مكان واحد تحت يديه، سال لعاب كارتر عليها، والتي تنوعت بين ملابس الملك الشخصية وحلي ذهبية وأقمشة وعدد كبير من التمائم وتماثيل، وكذلك أوانٍ ومواد للزينة وبخور، ووجد قطع أثاث، وكراسي، ومصابيح بالزيت، وقطعًا للألعاب، ومخزون غذاء، ومشروبات وأوعية ذهبية وفخارية، وعجلات حربية كانت تجرها الخيول، ومعدات حربية وغيرها من الكنوز التي لا تقدر بثمن”. 

وتابع: “وبعد عقود من مكوثها داخل جدران المتحف المصري بالتحرير عام 1932 منذ تنظيف المقبرة، تحل كنوز الملك توت عنخ آمون في مستقرِّها النهائي لتكون قلب معروضات المتحف المصري الكبير بالرماية، أكبر متحف في إفريقيا والشرق الأوسط، مع منع سفر أي قطعة خارج الأراضي المصرية. وهنا يقفز في أذهاننا سؤال مهم: إذا ما كانت تلك كنوز الملك توت الذي لم يحكم مصر سوى تسع سنوات كان فيها في فترة المراهقة، فما بال كنوز ملوك مصر العظام الذين جابوا العالم انتصارًا ومهابة أمثال خوفو وأحمس وتحتمس الثالث وحتشبسوت ورمسيس الثاني؟ ألا لعنة الله على لصوص المقابر”.