رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تأثر به فكريا وعاطفيا».. عبد الباسط هيكل يوضح العلاقة بين الشيخ مصطفى عبدالرازق ومحمد عبده

الإمام محمد عبده
الإمام محمد عبده

يعد الشيخان محمد عبده ومصطفي عبد الرازق من كبار أئمة التنوير والتجديد في العصر الحديث حيث قاما بكثير من الإصلاحات داخل الأزهر الشريف والحياة بشكل عام من خلال عملهما في الإفتاء والأزهر بحكم صداقتهما وتأثرهما ببعضهما.


وحول طبيعة العلاقة بين الإمام محمد عبده والشيخ مصطفى عبد الرازق، قال الدكتور عبد الباسط هيكل، أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر والباحث في الشئون الدينية والإسلام السياسي، يعد الشيخ مصطفى عبدالرازق أقرب الأزهريين إلى الأستاذ محمد عبده وأكثرهم تأثرًا به فكريًا وعاطفيًا، حتى إنه توقف عن الدراسة بعد موت الإمام قرابة عامين، لشدة حزنه على رحيله، وتأثرًا بالأجواء الصدامية التى عاشها الإمام فى آخر حياته، فأصدر أول كتاب له بعنوان «الإمام محمد عبده» عام 1914م.


وأضاف خلال ندوة له بـ"الدستور" بدأت علاقة الشيخ مصطفى بالإمام محمد عبده مبكرًا منذ الطفولة، فكان الإمام صديق والده ورفيقه فى العمل الوطنى، وعندما سطعت شمس الإمام المعرفية بدروسه المسائية فى الرواق العباسى بالأزهر على مدار سبع سنوات، كان الشيخ مصطفى طالبًا بالأزهر، فلم ينقطع عن دروس الإمام، الذى شجّعه على القراءة خارج مناهج الأزهر التقليدية.


وأشار إلى أنه قرأ العديد من الكتب فى الفلسفة والأدب والتاريخ وعلم الاجتماع، وحظى بصحبة أطول مع الإمام من صحبته مع الشيخ المراغى، الذى كان يعمل فى السودان بترشيح من «عبده»، فلم يجلس الشيخ المراغى إلى دروس الإمام كما تداول بعض المراجع، ولم يكن شاهدًا على صراع الإمام مع الخديو عباس الثانى، و«المحافظين» داخل الأزهر، مثلما شاهدها الشيخ مصطفى عبدالرازق. 


وأوضح أن الشيخ مصطفى عبدالرازق عمل خارج الأزهر، فبدأ أستاذًا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة بعد عودته من الدراسة والعمل فى أوروبا، وكان أول شيخ أزهرى يتولى وزارة الأوقاف، وتولاها تسع مرات متتالية مع تسع حكومات متوالية.


وأكمل قائًلا: "وتولى مشيخة الأزهر بعد الشيخ المراغى، فى 22 أغسطس سنة 1645، على خلاف القانون الذى ينص على أن يكون شيخ الأزهر من هيئة كبار العلماء، ولم يكن الشيخ مصطفى عضوًا بها، وقدم الشيخ مأمون الشناوى، وكيل الأزهر حينها، استقالته من منصبه احتجاجًا على تخطّيه فى الاختيار.


وتابع:"دفع هذا وزارة «النقراشى» إلى تعديل قانون الأزهر، فألغت الشرط الخاص بعضوية هيئة كبار العلماء، وعدلت المادة التى تشترط التدريس لمدة 10 سنوات فى الأزهر لتصبح 5 سنوات من التدريس فى الأزهر أو فى جامعة فؤاد الأول أو جامعة فاروق الأول، ووافق مجلس النواب بجلسة 11 ديسمبر 1945 على التعديل، وأسندت إلى مصطفى عبدالرازق مشيخة الأزهر فى 27 ديسمبر 1945 م، لم يستمر الشيخ مصطفى عبدالرازق فى مشيخة الأزهر سوى أشهر قليلة، فاضت بعدها رُوحه إلى بارئها".