رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوالغيط: لابد من وجود موقف عربي موحد لإطفاء الأزمات المشتعلة

ابوالغيط
ابوالغيط

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابوالغيط، إن القمة العربية التي تحتضنها الجزائر، تأتي  بعد ثلاثة أعوام من انقطاعٍ فرضته ظروف جائحة كورونا، لافتاً أن توقيت الانعقاد جاء في وقته، إذ أن ما يشهده العالم من تغيرات غير مسبوقة منذ عقود.

وأضاف أبوالغيط خلال كلمته ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة العربية بالجزائر: "وما ترتبه هذه التغيرات في الظروف الدولية من تبعات هائلة على الشعوب والدول عبر العالم، يجعل القمة ضرورةً واجبة، وفرصة سانحة لكي نرتب أوراقنا، ونناقش قضايانا ومواقفنا العربية في عالمٍ تتحرك أحداثه في سيولة مخيفة، وتتوالى أزماته في تتابع مروِّع"، لافتاً ان المنطقة العربية تقع في قلب الأزمات،  فهي من ناحية، ركيزةٌ أساسية في معادلة إمدادات الطاقة وأسعارها العالمية، ومن ناحية أخرى، هي ضحية أولى للتغير المناخي وآثاره المُدمرة، من حيث الجفاف وغيره، ومن ناحية ثالثة، تُعاني المنطقة من تهديد خطير لأمنها الغذائي، كما تقع غالبية دولُها في نطاق الفقر المائي، فضلاً عما تواجهه بعض دولها من تصرفات غير قانونية من جانب جيرانها من شأنها تعريض أمنها المائي للخطر".

المنطقة العربية تقع ضحية الثلاثية الخطيرة

أردف: "هذه الثلاثية الخطيرة، الغذاء والطاقة والمناخ، حيث تُمثل حلقة متصلة، ومنظومة مترابطة، فإنتاج الغذاء يعتمد على أسعار الطاقة واستقرار المناخ، والتغير المناخي يتأثر في الأساس بالانبعاثات المتولدة عن انتاج الطاقة، والعناصر الثلاثة صارت عنواناً للأزمة العالمية التي نشهدها حالياً، بكل تبعاتها الاقتصادية والإنسانية التي تتحملها الشعوب".

وأكد أن المنطقة العربية في حاجة ماسة لاستراتيجية شاملة للتعامل مع "حالة الأزمة الممتدة"، من أجل تحصين المجتمعات العربية وتعزيز صمودها في مواجهة صدماتٍ داهمة ونوازل مفاجئة، قائلاً: "ليست استراتيجية الأمن الغذائي العربي، المعروضة على القمة، سوى نموذج ومثال واحد لما يُمكن أن تقوم به الدول العربية بشكل جماعي في مواجهة أزماتها".

الأوضاع العالمية تفاقم أعباء المنطقة العربية

واعتبر أبوالغيط، أن الأوضاع العالمية تفاقم متاعب الدول العربية، ولاسيما في ظل عدم الخروج  بعد من واحدةٍ من أخطر الأزمات والتحديات في تاريخها الحديث، لافتاً إلى الجائحة وتحديات الإرهاب وممارسات التدخلات الأجنبية.

كما أشار إلى وجود كثير من الدول العربية التي تلعب دور هام  من أجل التخفيف من وطأة الأزمات، ومن أجل نجدة إخوانهم العرب في وقت الشدة، قائلاً:" على سبيل المثال، هناك دول تستضيف مئات الآلاف – وأكثر- من اللاجئين السوريين، ودول تفعل كل ما بوسعها لكي لا يسقط إخواننا في اليمن والصومال في هوة المجاعة".

استطرد أبوالغيط: "ولكن أقول بكل صراحة إن إطفاء الأزمات العربية المشتعلة وليس فقط التخفيف من حدتها أو التعايش معها... أصبح واجباً أكثر من أي وقتٍ مضى".

تابع: "لم يعد مقبولاً إلقاء أزماتنا العربية على كاهل مجتمع دولي تنوء بأحمال ثقال، وينشغل بقضايا أخرى ضاغطة ومُلحة، إن الإرادة العربية قادرةٌ – في تقديري- على التدخل الفعال لتسوية الأزمات العربية، إن هي استجمعت قوتها الإجمالية، وهذه الجامعة العربية هي محصلةُ إراداتكم، وقدرتها على التحرك والفعل مرهونة بحجم الدعم والتفويض الممنوح لها من الدول، ويقيني أنها قادرة على التحرك إن اجتمعت الإرادة وتحقق التوافق المطلوب".

أبوالغيط يطرح الملف السوري ضمن كلمته بالقمة 31

كما شدد على أن التطورات في سوريا لازالت تحتاج إلى جهد عربي رائد ومبادر يضع البصمة العربية على خارطة تسوية الوضع المأزوم في هذا البلد العربي المهم، مؤكداً ويحتاج الأمر إلى إبداء المرونة من جميع الأطراف المعنية حتى يُمكن تبديد ظلمة الانهيار الاقتصادي والانسداد السياسي وغلق صفحة الماضي بآلامها، والسعي نحو وضع جديد يُتيح انخراط سوريا في محيطها العربي الطبيعي، وفي جامعتها العربية التي هي من دولها المؤسسة.

اضاف:" أما في ليبيا، فإننا نتابع عن كثب كافة التطورات.. ونقول إن الأمور تحتاج إلى مزيدٍ من المرونة من كافة الأطراف الليبية -وبمساعدةٍ عربية أساساً وهي ممكنة- من أجل تخطي العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات في القريب.. وستستمر الجامعة في متابعة الأمر بكل تجردٍ، واضعةً نصب أعينها هدف تحقيق تطلعات الليبيين على أساس قرارات مجلسكم الموقر".
كما اعتبر ابوالغيط، أن في اليمن، لا زال الحوثيون يراوغون ويُعرقلون، مضيفاً:" ومع ذلك سنستمر في تأييدنا للحكومة الشرعية ودعمها بكل قوة لمصلحة الشعب اليمني.. فالتطورات الجارية في اليمن هي أحد أبلغ الأمثلة –للأسف- على التأثير الإقليمي السلبي، بل والمدمر، على الشأن العربي".

كما ثمن ما يقوم به الشعب الفلسطيني من صمود من اجل الحفاظ على قضيته، مضيفاً:" إن تعزيز هذا الصمود الفلسطيني البطولي، والدفاع عن هذه القضية المحورية، هو واجبٌ على كل عربي.. ونتابع جميعاً ما يجري من تصعيد في الأراضي المحتلة بسبب سياسات القمع والقتل التي يُمارسها الاحتلال بدم بارد.. إنه تصعيد يُنذر بما هو أسوأ.. وللأسف الشديد يقف العالم مكتوف الأيدي.. لا يُدافع عن حل الدولتين سوى من طرف اللسان".