رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أدباء وروائيون: الراحل بهاء طاهر تميّز بخصوصية سردية رفيعة

 بهاء طاهر
بهاء طاهر

أكد كتاب وأدباء وروائيون أن الحركة الأدبية المصرية والسرد العربي فقدا «سارداً عظيماً» برحيل الكاتب والروائي الكبير بهاء طاهر الذي تميز بخصوصية سردية رفيعة لا ينالها إلا قلة من أصحاب الرؤى.

وذكر الكتاب والأدباء أن طاهر هو مبدع كبير في جيله على مستوى الإيقاع الروائي الذي لا ينكسر في سرده وأنه كلما ارتقى فنيا وإبداعيا، ازداد تواضعا وبساطة.

وأكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدكتور علاء عبد الهادي أن الحركة الأدبية المصرية فقدت، بوفاة النبيل والروائي الكبير بهاء طاهر، ساردا عظيما.

وقال عبد الهادي إن الفقيد كان قطبا لامعا في جيله الستيني العربي بعامة والمصري بخاصة، وكان لقلمه خصوصية سردية رفيعة لا ينالها إلا قلة من أصحاب الرؤى، لقد كان رحمه الله شاعر الرواية الكبير في جيله على مستويي الإيقاع الروائي الذي لا ينكسر في سرده من جهة، وبناء الشخصية الكبير التي جاءت تعبر دائما عن موقف إنساني له بلاغة التضحية ورشاقة الالتزام من جهة أخرى، مشيرا إلى أن السرد العربي المعاصر فقد برحيله الكثير والكثير.

من جانبه، أكد الكاتب الروائي ناصر عراق أن الحياة الروائية المصرية والعربية فقدت واحدا من أبرز نجومها الأفذاذ برحيل الروائي الكبير بهاء طاهر.

وقال عراق إن طاهر امتلك مهارات متفردة في القص، جعلته ينشئ لنا بنبرته المميزة الخاصة العديد من المجموعات القصصية والأعمال الروائية التي تهب القارئ المتعة المنشودة من كل نص جميل.

وأضاف أنه على الرغم من توقف طاهر عن الكتابة منذ زمن، إلا أن رصيده العامر في بنك الإبداع يسمح له بالحضور الدائم المتجدد في حياتنا الثقافية.

بدوره، قال الروائي والقاص فكري داود إن بهاء طاهر هو كاتب كبير وانسان نبيل صاحب مدرسة إبداعية متميزة، بالعمق والبساطة والتنوع، سواء كان روائيا أو قاصا أو مترجما، كمبدع أصيل ينتمي إلى الصعيد وإلى مصر وإلى العروبة وإلى أفريقيا.

وأضاف داود أن طاهر عبر عن آمال وآلام الإنسان عامة، وعمن ينتمي إليهم، في إطار فني ولغوي ممتع ومعبر في آن، منذ مجموعته الأولى الخطوبة، وأنا الملك جئت وبالأمس حلمت بك، وغيرها من المجموعات القصصية والروائية مثل: خالتي صفية والدير، والحب في المنفي ونقطة النور، وأبناء رفاعة وواحة الغروب.

وأوضح أن طاهر هو مبدع كلما ارتقى فنيا وإبداعيا، ازداد تواضعا وبساطة، لافتا إلى أن كل عمل من أعمال بهاء طاهر جاء بخصوصية مختلفة سواء في تقنية الكتابة، أو في الموضوع.

وقال إنه لم يكن غريبا أن يتم تكريم طاهر، من الدولة ووزارة الثقافة في مناسبة افتتاح قصر الثقافة بالأقصر الذي يحمل اسمه، والذي تبرع بأرض يمتلكها لإقامته عليها خدمة للثقافة والمثقفين، ولا عجب من فوزه بالعديد من الجوائز العالمية.

ويلتقط أطراف الحديث منه الكاتب الروائي محمد عاشور هاشم ، الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية مؤخرا، قائلا إن رحيل طاهر خسارة كبيرة للثقافة المصرية والعربية، باعتباره واحدا من أهم كتاب جيل الستينيات، حيث ساهم بأعماله في ترسيخ الفن القصصي والروائي.

وقال هاشم إن بهاء طاهر يعد واحدا من أكثر الكتاب تعبيرا عن شجون وهموم الوطن والقارئ لروايته "شرق النخيل" يرى ذلك جيدا، لافتا إلى أن دوره في مساعدة الكتاب الناشئين والأخذ بأيديهم دور لا يُنسى.

وأضاف أن طاهر مثله مثل الكاتب الكبير يحي حقي الذي لم يكن يتوانى أو يتأخر في مساعدة أي كاتب سواء بالتوجيه أو النصح أو الإشادة.

من جانبه ، أكد الباحث والروائي زين عبدالهادي المشرف على مكتبة العاصمة الإدارية أن بهاء طاهر أيقونة روائية مصرية خالصة، حالة من الحب والانتماء البالغ الأهمية للوطن.

وقال عبدالهادي إن كل أعماله تدور حول البلد الذي ينتمي إليه سواء في خالتي صفية والدير أو واحة الغروب وأعماله الأخرى، موضحا أن هناك بعدًا لم ننتبه له كثيرًا وهو أن بهاء يفتقد وطنه الذي رحل عنه كثيرا، برحيله تخسر الثقافة وتخسر الرواية المصرية والعربية الكثير.

وكان الكاتب والروائي الكبير بهاء طاهر قد رحل عن دنيانا مساء أمس الخميس عن عمر يناهز السابعة والثمانين، بعد صراع مع المرض.

ولد بهاء طاهر في محافظة الجيزة في 13 يناير سنة 1935، عمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957 ، كما عمل مخرجا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975.

وسافر طاهر إلى إفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما، وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر حيث يعيش إلى الآن.

ترك بهاء طاهر إرثا إبداعيا مهما، لكن أشهر رواياته "خالتي صفية والدير" وهي ثالث أعمال الأديب الكبير و"واحة الغروب" التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى في عام 2008 ورواية "الحب في المنفى" صدرت عام 1995.

من أشهر أعماله "الخطوبة (مجموعة قصصية)، بالأمس حلمت بك (مجموعة قصصية)، أنا الملك جئت (مجموعة قصصية)، شرق النخيل (رواية)، قالت ضحى (رواية)، ذهبت إلي شلال (مجموعة قصصية)، خالتي صفية والدير (رواية تم تحويلها إلى مسلسل تليفزيوني)، الحب في المنفى (رواية)، أبناء رفاعة - الثقافة والحرية، ساحر الصحراء (ترجمة لرواية الخيميائي لباولو كويلو)، نقطة النور (رواية)، واحة الغروب (رواية وتم تحويلها إلى مسلسل)، لم أعرف أن الطواويس تطير (مجموعة قصصية).

وحاز بهاء على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998، وجائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، وجائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى.