رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الطريقة الفيضية: الصوفية تحتاج دعم الدولة.. والتصوف قوة ناعمة تواجه التطرف (حوار)

شيخ الطريقة الفيضية
شيخ الطريقة الفيضية خلال حواره مع "محرر الدستور"

أكد الدكتور محمود أبوالفيض، شيخ الطريقة الفيضية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ورئيس الشئون القانونية بالمجلس الأعلى للصوفية على الدور الهام الذى تقوم به الطرق الصوفية فى مصر، لنشر المنهج الصحيح ومحاربة التطرف والإرهاب من خلال مريدى وعلماء الطرق والزوايا المنتشرين فى جميع أنحاء مصر . 

وطالب "عضو الأعلى للصوفية" فى حواره لـ"الدستور" ضرورة دعم الطرق الصوفية حتى تستطيع القضاء على الفكر المتطرف ونشر المنهج الوسطى فى البلاد خاصة مع توقف الدعم الخاص بالنذور بسبب جائحة كورونا خلال الفترة الأخيرة، مطالبا الدولة المصرية بتنظيم ملتقيات ومؤتمرات صوفية تحت رعاية  الدولة والرئيس. 

بداية نود أن نعرف لماذا توقفت الموالد الصوفية وهل السبب جائحة كورونا أم ماذا؟ 

حقيقة كورونا تقريباً انحصرت، والدليل على ذلك أن الإجراءات التي كانت تُتَخذ لم تعدْ موجودة كما في السابق ، وأقوى دليل على هذاأنه يوجد تجمعات كثيرة مثل الاحتفالات التي تقام في الساحل للمطربين والفنانين، وكذلك مباريات كرة القدم حيث يحضر فيها أعداد غفيرة من الجماهير.

بالطبع نحن لا نطالب بمنعهم بالعكس نحن نفتح الباب للحرية فمشجعين الكرة يريدون أن يشاهدوها فأهلا وسهلا، نحن نشجع على ذلك ليس هناك مشاكل فنحن لا نكبت الناس إنما على الجانب الآخرالذي هو الجانب الخاص بالتصوف، نجد أن بالرغم من أن كورونا انحصرت لكن نجدأن الموالد إلى الآن محظورة ونجد أن الحضرات لا تقام إلا فى نطاق ضيق  في الساحات فكل طريقة لديها ساحة أو مكان تقام فيه الحضرة إنما الحضرات الكبيرة التي كانت تبقى في المساجد المساجد الكبرى ، فلم يصرح بإقامة الحضرات فيها،  بالرغم أننا قدمنا طلبات وحتى اليوم  يصرح بحضرات ، فالطرق الصوفية تشعر بأن عليها خناق ، غير قادرة بأن تقوم بطقوسهاأومراسمهاأوشعائرها،  بالقدر الصحيح ، بالقدر اللازم لانتشارها ، بالقدر اللازم لنهوضها ، بالقدر اللازم لإعلان وجودها وأعلاء شأنها ، برغم أن إعلاء شأن التصوف هذا من  مصلحة الدولة ، لان طول عمر الصوفية بجانب الدولة ، ونحن لنا رأي شرعي في هذا بأن لا يجوز شرعاً  الخروج عن حاكم إلا إذا أمر بمنع الصلاة ، فنحن مع الحاكم فنحن ليس كما يسمونا ويقولوا أننا ننافق الدولة ،نحن لا ننافق الدولة نحن أشد الناس إخلاصاً في الدولة، والدولة تعرف هذا الكلام والناس كلها تعرف هذا الكلام.

ولكن ماذا عن الطريقة الفيضية الشاذلية التى تترأسها فضيلتكم وماهو دورها فى الشارع المصرى ؟ 

فى حقيقة الأمر، أن الطريقة الفيضية من الطرق الصوفية السنية التى تقوم بدور هام ومحورى فى الشارع المصرى، فيعمل مريدوها ليل نهار من أجل خدمة البلاد والعباد فنحن لدينا عشرات المقرات والساحات فى جميع أنحاء الجمهورية، ونقوم على نشر المنهج الإسلامى المعتدل، ونحارب التطرف بالتصوف، ولدينا منهجنا الصوفى الخاص القائم على الخلوة والمأخوذ من القطب الصوفى الكبير سيدى أبوالحسن الشاذلى رحمه الله عليه . 

هل الصوفية تحتاج لدعم الدولة المصرية أم أن لديها مواردها الخاصة ورجال الأعمال التابعين لها؟ 

نعم بالطبع، الصوفية تحتاج لدعم الدولة لنشر منهجها الوسطى والقضاء على التطرف، وهذا كلام لا يثور في ذهني أنا فقط بل أيضاً في ذهن كل القائمين على التصوف ، لا أريد أن أقول أبناء الطرق الصوفية إنما على الأقل مشايخ الطرق الصوفية مهمومين بهذا الأمر، المجلس الأعلى للطرق الصوفية مهموم جداً بهذا الأمر، أقول لك صراحةً، نحن بالكاد نغطي مصاريف المشيخة الصوفية ، أعنى بذلك  مصاريف الكيان، الكيان نفسه ، بالكاد ، فليس معنا مال، الموالد لم تفتح إلى الآن  ، الموالد كانت وفقاً للقانون، برغم أننا نأخذ 10%، وأنا رأيي أن الـ 10% قليل  جداً، لان المبالغ التي تأتي في صناديق النذورهذه من الصوفية، فمنذ أن جاءت كورونا وتوقفت أموال النذور ولايوجد ما يمكننا الانفاق به على النشاط الصوفى، ويحاول هنا ، أنا "أنا في رأيي" ،نريد مساعدة الدولة ، تريد نظرة من الدولة ، ولا أخفي عليك، العالم اليوم، بكل الأحداث الدامية التي يمر بها العالم واحتمالية لقيام حرب عالمية ثالثة فالكل يتوجس منها خيفة لأنها ستبقى دمار للبشرية ، في هذا الوقت ، تصاعدت أصوات كثيرة في أوروبا أصوات علماء وباحثين كبار يقولوا أن التصوف هو حل مشكلات العالم ، وأنالدي كتب تقول هذا الكلام، لدينا مفكرين كبار عظام قالوا هذا الكلام، قالوا أن التصوف هو العلاج الحقيقى لتخليص المجتمعات من التطرف، وعدد أتباع الطرق الصوفية فى مصر وصل لـ20 مليون مريد خلال الفترة الأخيرة.

لماذا يقدم الخبراء والمفكرين التصوف على أنه الروشته الحقيقية للخلاص من التطرف؟ 

لأن التصوف ليس فيه تنازع ولا حقد ولا غل ولا مآرب شخصية ، ولا يوجد فى أبجاديات التصوف هدم الدول، فليس عندنا هذا الكلام هذا هو التصوف، التصوف حب وإخاء وتراحم وشفقة ، فيه كل المعاني الجميلة ، وأتفق فى هذه المعاني الجميلة الواضحة عن التصوف ، كبار العلماء والمفكرين في أوروبا- وغير مسلمين بالمناسبة لاأقول أنهم مسلمين بيدعوا للتصوف الإسلامي، لا أبداً، ليسوا مسلمين ، بيقولوا أن الحل في التصوف الإسلامي، من قريب كان عندي باحثة أمريكية ، باحثة مهتمة بهذا الشأن حدثتني وتسآءلت لماذا التصوف ؟ وما العائق لإظهار حقيقة التصوف وإظهار النشاط الصوفي؟، في العالم كله وليس في مصرفقط، أريد أن أقول العالم مهتم بالتصوف ، فنحن هنا في مصر غير مهتمين ، ومصر معقل التصوف، فمصر هى معقل الأولياء، ومعقل أهل البيت، حقيقة التصوف هنا يُحْزَنْ عليه ،لا أقول يرثى له ، إنما وضعه يُحْزِنْ، هذا رأيي.

نريدأن نعرف خطة وبرنامج المجلس الأعلى للصوفية بعد انتخابه مؤخراً وكيف سيواجه المجلس المشكلات الخاص بالمريدين والشباب؟ 

فى حقيقة الأمر، القانون حدد دور المجلس الأعلى للطرق الصوفية ، حيث أنه وفقا للقانون ، فالمجلس هو الممثل الشرعي للطرق الصوفية فى مصر  وهو الذي يناقش مشكلات التصوف والصوفية، وهو الذي يصرح بطرق صوفية جديدة ، أو يمنع ممارسات صوفية مخالفة لأحكام الشريعة ، دور الطرق الصوفية كبير ،  والقانون إن كان نص على مسائل تختص بها الطرق الصوفية ، فأقول لك أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية "معنِيْ" بوضع خطط لنشاطات الطرق الصوفية ،  ومعنى بالبحث عن الموارد التي تغطي مصروفات أي نشاط صوفى، فالدعم الذي بيقدم الآن، أومنذفترة ، قليل جداً، لا يكفي مثلاً أن الشيخ يستضيف مجموعة مثلاً ويقدم لهم مشروب "شاى أو قهوة"  بالرغم من هذا ، الطرق الصوفية تحاول بقدر الإمكان أن تقف على قدميها وتغطي نفسها من خلال المريدين والمحبين للطريقة ، فنحن نناقش في المجلس الأعلى للطرق الصوفية أي مشكلة بتواجه الطرق الصوفية أي مشكلات بتواجه طريقة، خلاف بين طريقة وطريقة، أي مشكلات بتواجه الطرق الصوفية مع غيرها، أومن أي جماعات أخرى، أي مجالس أي هيئات أي وزارات أي مصالح تخاطب إي جهة مادام في مصلحة الطرق الصوفية أو في مصلحة التصوف أو لحل مشكلات التصوف ، فـ دور المجلس الأعلى للطرق الصوفية دور كبيرإنما أرجع كما قلت أنا في السابق، أن المجلس مُكتف، أي أن المجلس مقيد، إياديه مقيدة بماذا؟ بإن إمكانياته المحدودة جدا هذه تجعله غير قادر على أن يطبق الأجندة أو الخطة الطموحة لنشر الدعوة الصوفية أو مساعدة الطرق الصوفية على قيام بأنشطتهم.

هل يقدم أى دعم للطرق الصوفية من قبل دول أو جهات أو مجالس  صوفية فى دول آخرى لنشر النشاط؟ 

حقيقة لا، مع أن القانون والدولة لا يمنعوا ذلك كل ما في الأمر هو أن الدولة نظمت ذلك ، كيف ؟ أي حين أتلقى مثلا دعم لا بد أن أتخذ إجراءات معينة حتى تكون الدولة على علم، أن هذه جهة معينة خارجية ستدعم الطرق الصوفية أو المشيخة ، هذا من الناحية القانونية أو التنظيمية ، إنما من الناحية الواقعية  لم ترسل الينا أى تبرعات من أى دول أو جهات وهذا أمر معروف للجميع، كما أنه حتى الدول المهتمه التصوف والصوفية لم تقدم لنا أي دعم، وأتمنى أن تقوم الدولة المصرية بقيادة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي  بالنظر إلى الطرق الصوفية لأن الطرق الصوفية هي الداعم الحقيقي للدولة، أنالا أقولها باعتباري مسئول ، أو باعتبارأنى شيخ طريقة صوفية ، أو باعتبار أنني من أقدم المتصوفة أومن أكبرهم..، لا أبداً، أناأتحدث عن حقيقة واقعية ، وهى أن التصوف أوالطرق الصوفية أو المتصوفة بشكل عام ، هم جنود لهذا الوطن مخلصين جدا لهذا الوطن ، تجدهم في أي محنة ، في أي شدة ستجدهم واقفين بجانب هذا الوطن وقيادته. 

لماذا لم يخرج من عباءة الصوفية إرهابى أو متطرف واحد منذ نشأة التصوف؟

هذا بسبب المنهج الوسطى الذى يتبعه الصوفية، وهذا يؤكد على المنهج الصوفي ، وهذا ما يحتاجه العالم ، لإن النهج الصوفي نفسه ولإن التعاليم الصوفية نفسها، لا يوجد فيها عنف، ولا تطرف، ولا شحناء، ولا بغضاء ولا كره، ولا عداوات ولا نزاعات، ولا تدعو إلى هذا ولا تقبل هذا، حتى مجرد أنها تقبله ولو على مضض، أو تغض الطرف عنه، لا يحدث ، فالطرق الصوفية أو التصوف، ليس فيه أبداً ما يحدث من تطرف من جماعات مختلفة، أو ما يحدث من نزاعات ، فإن سألتني ما موقف الطرق الصوفية في النزاعات الدولية ؟، أقول لك إن الطرق الصوفية مستاءة مما يحدث ، أقول لك أن المتصوفة مستائين ، لماذا؟ ، لإن فيه قتل بشر ، ما ذنب هؤلاء الناس؟، فيه مجاعات تتم، ما ذنب هؤلاء الناس؟، التصوف دائما يبحث عن السلام، دائما يحض على السلام، فطبعاً لا تجد إرهابي واحد خارج من عباءة الطرق الصوفية، أبداً، وأقول لك على مدار التاريخ  وليس الآن، إنما على مدار التاريخ، تجدأن اكثر الناس جهاداً في الدول، هم  الصوفية.

لكن لماذا لا يتم تقديم الدعم الكافى  إليكم من المؤسسات الرسمية فى الدولة مدام الصوفية عامل استقرار لنهضة البلاد؟ 

فى الحقيقة أرجو أن يوجه هذا السؤال للمختصين فى الدولة، وتحديداً السيد رئيس الوزراء بصفته مسئول رئيسى عن هذا الأمر، وكذلك وزير الأوقاف،نقول لهم لماذا لا تدعموا الطرق الصوفية برغم أن هؤلاء جنودكم الحقيقيين ، فعليكم دعم التصوف، والعالم كله يبحث عن التصوف وقيادة التصوف لدينا هنا فى مصر ، البلد الوحيدة اللي فيها قانون للتصوف ، هي “مصر” .. حيث أنه توجد فيها مشيخة عامة للطرق الصوفية مؤسسة بقانون ، هي "مصر" .. الدولة الوحيدة المنظمة فيها  الطرق الصوفية هي "مصر"، فـ أنت قِبْلِة .. "مصر" قِبلِة التصوف في العالم، فلماذا نهدر هذه القِبلة؟ لماذا لا نحاول مساعدة هؤلاء؟، حتى يقوم بدورهم، ثم أنت تبحث عن القوى الناعمة.. تقول إن الفن مثلاً، قوة ناعمة، أليس التصوف قوة ناعمة؟، أن التصوف هو القوة الناعمة الحقيقية.

ولكن لماذا يتم تصوير أهل التصوف دائماً على أنهم "دراويش"، أهل فلكلور، أهل فتة ولحمة ور ، مثل ما يقولون 

بداية بالنسبة لحكاية الدروشة، ولماذا الناس بتصور الصوفية بهذا الشكل أقول لك، أن هذا أمر حقيقي طبعاً ، الناس تنظر للصورة الخارجية للتصوف وهو أنه موالد وتجمعات وردوشه وحضرات، وهذه الصورة الذهنية التي تكونت عند الناس عن التصوّ ، وهو أن التصوف هذا دروشة وفتة ، وفلكلور، مثلما قلتَ، وهذاحقيقي، إنما هناك جانب آخر وهو الجانب العلمى الذى يتبعه غالبية علماء الأزهر، أم بالنسبة للجانب الآخر وهو جانب الدروشة، فهذا أغلبه ، خارجين عن التصوف، أو بمعنى آخر، ليسوا أتباع للطرق الصوفية، فهم محسوبون زوراً على الطرق الصوفية، أو  فيه عندك جانبين، جانب الدروشة، والجانب التاني الذي هو التصوف الحقيقي، والسبب الرئيسى فى تشويه صورة التصوف هو الإعلام لأنه لا يسلط الضوء على التصوف الحقيقى فنجد البعض يذهب للموالد والفعاليات الدينية المختلفة ويقوم بتصوير بعض الناس الذين يشاركون فى الموالد على أنهم صوفية وهؤلاء ليس لهم علاقة بالتصوف أو الصوفية.

305753075_5354948351252525_5712310017547741023_n

لماذا  لا يتم تحويل موالد الصوفية إلى ملتقياتٌ علمية وهذا يحدث فى دول مثل المغرب والجزائر والسنغال؟ 

فى حقيقة الأمر أن هذه مسئولية تقع على الدولة ، فأنا ذهبت إلى المغرب والجزائر ، ورأيت الفاعليات التي تحدث هناك ، وهذه تكون منظمة من قبل الدولة هناك، كما أننى رأيت فاعليات أخرى ، تنظمها الطرق الصوفية ، فالدولة هناك له دور ومسئولة عن التنظيم، ولذلك الدولة عليها أن تنظم وعليها أنها تأمن هذه الفاعليات ، وتيسر إقامة هذه الفاعليات ، التي تقيمها الطرق الصوفية ، فهناك دور على الدولة ، دور أنها بتقيم بنفسها وبتشرف وبتصرف وفي دور تاني على الدولة أنها بتنظم وبترعي ، هذه الفاعليات.

هل يطالب المجلس الأعلى للصوفية المسئولين بتنظيم ملتقيات ومؤتمرات علمية تحت رعاية الدولة والرئيس؟

نعم لابد من ذلك  ، ففى الوقت الحالى أصبح على الدولة أن تساعدنا في هذا الأمر وتنظم وترعى المؤتمرات والندوات والفاعليات الصوفية، أنا أناشد فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنه يتدخل – شخصياً – للتوجيه، بدعم الطرق الصوفية ، وتيسير الإجراءات لإقامة فاعلياتها وإقامة أنشطتها، ويصرح بعمل الموالد، لماذا لا نقيم المولد؟، مثلا مولد سيدنا الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، فالموالد ممنوعة، ونحن حاولنا كثيرا وقولنا يا إخواننا صرحوا لنا بعمل الموالد بشكل منظم، وتم الرفض، وفوجئنا بإن الموْلد أقيم ، وحضر ناس كثيرين  من كل مكان، وطبعاً كان غير منظم، لا يوجد أي نظام، كل الناس جلست  في الحواري ، ملؤا الحواري وملؤا الشوارع ، الناس اعتادوا أنهم يأتوا من كل مكان في مولد سيدنا الحسين، الفلاحين والصعيد، والصعيد بالذات.

ماذا عن رفض "رئيس المجلس الأعلى للصوفية" دعم الدول للطرق والزوايا فى مصر.. ما صحة ذلك؟ 

هذا كلام غير صحيح، لانه كيف ذلك والدكتور عبد الهادي القصبي يعمل بكل ما لديه من وسائل  ليحصل على أي مساعدات ودعم للطرق الصوفية من الدولة، نحن ناقشنا هذا الكلام في المجلس الجلسة السابقة، ونحاول أن نوجد أي وسائل لزيادة الدعم، وأنا أقول لك أن الدكتور عبد الهادي لم يتنصل أبداً من هذا  الأمر ، بل هو حريص عليه، إنما تقول لي أنه عُرض عليه، والدكتور عبد الهادي قال لانريد، هل هو سيصرف من جيبه مثلا على نشاط الطرق، أقول لك بأمانة، هو بالفعل أحيانا يصرف من جيبه الخاص، لكن لا يتحمل هو أن يصرف على كل التزامات المشيخة.

305673661_2899956886976306_7106008306418195112_n

لكن ماذا عن الطرق الصوفية الجديدة وهل تم الإعتراف مؤخراً بأكثر من طريقة وماذا ستضيف هذه الطرق للتصوف فى مصر؟

نعم ففى الفترة الأخيرة تم الاعتراف بأكثر من طريقة صوفية جديدة، ومنها : الرضوانية والصديقية، ويأتى الإعتراف بهذه الطرق من باب ضخ دماء جديدة فى الطرق الصوفية تعمل على إحياء التصوف ونشره من جديد، مثل الطريقة الصديقية التى يترأسها الدكتور على جمعة فهذه طريقة جديدة تعمل ليل نهار من أجل نشر المنهج الإسلامى الوسطى فى مصر وهذه الطريقة تعتبر إضافة للتصوف والصوفية، كما أن الطريقة الرضوانية الجديدة التى تم الإعتراف بها مؤخراً، مؤسسها هو الشيخ احمد رضوان ، وهو صوفى كبير في صعيد مصر ، ظهر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ،  وتحديداً فى في عهد الثورة حيث كان موجود ، وانتقل لرحمة الله ، وجاء بعده أبناؤه ، وأُشْهِرَتْ في عهد السيد زين العابدين احمد رضوان ، وهذا يؤكد أن هذه الطرق له أصل وأساس، يعني لا نعمل، وننشئ طرق من العدم فهي طرق أصلاً ليها وجود ، الدكتور علي جمعة عالم معروف مفتي مصر، معروف، له قيمة علمية كبيرة، في العالم كله، له أبحاثه ومؤلفاته واجتهاداته، فلا نقدر أن نقول أنه واحد وخلاص، لا نقدر أن نقل ذلك.

ماذا فعلتم مع أبناء الطرق الصوفية وشباب المتمردين على الوضع فى الطرق الصوفية؟ 

لا يوجد لدينا متمردين على الوضع فى الطرق الصوفية، لأن التصوف والصوفية، يلزم المريدين بطاعة شيوخهم وأى مريد أو شاب يخرج عن طاعة شيوخه فهو ليس صوفى من الأساس لأن الشيخ مثل الوالد وهو المربى لايجب على اى مريد أن يخرج عليه، كما أن هناك بعض الأشخاص خرجوا عن طاعة الشيوخ، فكيف سنقوم مثلا بإحتواء من تم عزله لأنه تطاول على شيوخ التصوف،  مثل المدعو "النادى عبدالرؤوف النادى" وهذا الشخص  كان في الطريقة الرفاعية، وتم عزله لسوء سلوكه الشديد ، فالطرق الصوفية ليست منظمة شباب .. ولا مركز شباب ولا نادي كورة ، وهذا لعيب جيد وهذا غير جيد  لا ، فالطرق الصوفية ليست كذلك، الطرق الصوفية لها معايير ولها قيم ومبادىء ومن يرفض الالتزام بمبادىء وأخلاق التصوف ليس له مكان بيننا .

305781636_844445003230153_5743352464095301904_n

الصوفية يقولون أن المريد بين يدي شيخه  كالميت بين يدي مغسله هل هذا الكلام يخالف الشرع؟

هذا الكلام غير مخالف لأنه طاعة المريد لشيخه لاتعنى أن الشيخ سلبه المريد إرداته والمريد الصوفى هو مسلم قبل أى شىء يعنى أذا أمره الشيخ بشيء يخالف الكتاب والسنة لاتكون هناك طاعة له، والسلفية تقول أن هذه الجملة غلط وبتخالف حرية الشخص، والقرآن قال ، وسلموا تسليماً ، ؟ أسلم لا أنالا أريد أن اسلم !! اسلم ماذا تعني ؟ أسلم نفسى ؟ أسلم نفسى بالكامل ، "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم"، ولا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ، ويسلموا تسليماً ، ربنا الذي يقول هذا.

 هذا هو المعنى من مقولة "الميت بين يدي مغسله"، مثلاً القميص هذا لا يعجبني  ، أقول لك اترك هذا القميص ، أتتدخل في حريتي الشخصية يا أخي؟ أناألبس ما أريده، هذا ليس تصوف يا أستاذى ، فالشيخ يرى مريده من الداخل ويعرف كل ما يدور فى خاطره.

ما حقيقة رفض بعض الطرق الصوفية الاعتراف بالمرأة كمريدة داخلها؟ 

فى الواقع هذا الكلام غير صحيح، لأن الطرق الصوفية تتعامل مع المرأة والرجل بشكل متساوى، لان الإسلام جاء للجميع، وليس خاص بالرجال دون النساء مثلا، وهذا كلام مخالف تماماً لما يحدث فى الطرق الصوفية، فالمريدات فى الطرق الصوفية بالملايين وياخذون العهد تماماً مثلهم مثل الرجال ولكن من يعطى العهد للمرأة زوجها أو أبنها أو أخوها فهى لاتأخذ العهد من الشيخ يداً بيد، وغالبية المريدات داخل الطرق الصوفية تقوم بدور هام ومحورى وهذا يعرفه القاصى والدانى . 

لكن ماذا عن مشكلة العشيرة المحمدية والصراع المشتعل على قيادة الطريقة المحمدية؟ 

فى الواقع، أن المشيخة الصوفية اختارت شيخ للطريقة المحمدية، أو ما تعرف بالعشيرة المحمدية، خلال الفترة الماضية هو حفيد الإمام الرائد ومؤسس العشيرة المحمدية الشيخ زكى الدين إبراهيم، ولكن والدة الشيخ المتوفى رفضت إختيار المشيخة الصوفية، وقامت برفع قضية أمام مجلس الدولة حيث طالبت بتولى نجل إبنتها مشيخة الطريقة، والله هذه مشكلة ، فالقاضي ليس له غير الورق ، لا هو له علاقة بالتصوف و لا بالنهج الصوفي ولا بالأعراف الصوفية ولا تقاليد التصوف ، ولا هذا الكلام ، هو له ورق ، وهذه مشكلة نقابلها ، ممكن جداً واحد يتعين شيخ طريقة ، بحكم محكمة ويُنفذ الحكم ، لكن هو ليس أهلً لذلك  ، ولايصلح من الأساس أن يكون شيخ ، مثلا عينا السيد زكى الدين جمال الدين ، فلماذا عيننا زكي الدين ؟ لأنه اقرب الأشخاص من حيث العصب من شيخ الطريقة الراحل ، هذه نقطة ممكن نختلف فيها مع المحكمة ، أننا نأخذ بالعصب ، أما بالنسبة للأخ كريم النجدى الذى يطالب بتولى مشيخة الطريقة  ، هو ابن أخت الشيخ الراحل ، من أمه وليس من أبوه  ، يعني ابن بنت زوجة الشيخ الراحل ، بعيدة عن الشيخ محمد زكي إبراهيم الذي أسس الطريقة ، بعيداً عن الصلب ، بعيدة عن الدم  فلن ينتقل له أبداً المدد الروحي الذي نحن نقول عليه إنما الورق شيء آخر ، ممكن يكون أحضر ورق من دار الإفتاء ، أنه أقرب من فلان  ، هذا بالنسبة للميراث ، وليس بالنسبة للتصوف ، هذا حصل فعلاً ، الطرق الصوفية لا تورث ، كون أننا نقول الابن ، لإن الابن هو الأجدر ، أو المأمول ، أنه يحمل الطريقة بشكل صحيح ويحافظ عليها ، وهذا نناقشه دائما ونقوله للسادة المشايخ ذلك حتى تبقى طرقهم مستمرة تنشر المنهج الإسلامى المعتدل بين الناس.