رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير البابوى فى كييف: البابا يطالب بسلام عادل لا يقتصر على المظاهر

السفير البابوي في
السفير البابوي في كييف

عبر السفير البابوي في أوكرانيا المطران «Visvaldas Kulbokas»، عن ألمه حيال ما يجري، خصوصا أنه يدرك أن كل قذيفة تسفر عن مقتل الأشخاص وتُلحق المزيد من الدمار، مؤكدا أن السلاح الوحيد الذي تبقى للأوكرانيين هو الصلاة.

وأضاف السفير البابوي في أوكرانيا وفقًا لحوار أجراه موقع الفاتيكان نيوز، أنه بعد حوالي ثمانية أشهر من القتال بات الناس معتادين على الحرب، من الناحية النفسية، لكن الألم يبقى لأن القذائف والقنابل تحصد المزيد من الضحايا يوميا وتُسبب أضرارا جسيمة، مضيفا أن المؤمنين كرسوا شهر أكتوبر للصلاة، وقد وضعوا ثقتهم بالعذراء مريم طالبين منها أن تشفع بهم كي يمنحهم الله هبة السلام لأوكرانيا وللعالم كله.

ردا على سؤال بشأن الأوضاع الراهنة اليوم في أوكرانيا، قال الدبلوماسي الفاتيكاني إن الناس يتوقعون هجمات جديدة كل يوم، موضحا أن عشرات المدن والبلدات تُهاجم يوميا ولفت إلى أن الحصول على معلومات بشأن الخسائر بات صعبا نظرا لانقطاع خطوط الهاتف مع مدن شأن ليوبولي وتيرنوبيل، لكن من الواضح أن القصف ألحق أضرارا جسيمة بالبنى التحتية هناك.

في سياق حديثه عن شهر أكتوبر المخصص للصلاة على نية السلام، أكد أن المؤمنين الأوكرانيين لم يتوقفوا عن رفع الصلوات، وهم يعيشون، بسبب الصراع المسلح، خبرة روحية حملتهم على الارتداد، وعلى الاتحاد أكثر من الله. 

ولفت إلى معاناة الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وأزواجهن أو احتُجزوا كرهائن، مضيفا أنهن يبكين باستمرار، ويفكرن بأن أي لحظة قد تكون اللحظة الأخيرة من حياتهم. ومن هذا المنطلق لا يجدن ملاذا آخر أمامهن سوى الصلاة، وهذا الاتكال على الله يبقى مثابرا ومستمرا على الرغم من كل شيء. وأوضح سيادته أن هذه الخبرة الروحية قد لا تنطبق على الجميع لكنه اطلع على الكثير من الشهادات التي تندرج في هذا السياق. وعبر عن أمله بأن يتحد المؤمنون وغير المؤمنين في العالم كله ليرفعوا الصلاة إلى الله على نية السلام.

لم تخلُ كلمات السفير البابوي في كييف من الحديث عن الجهود التي تبذلها الكنيسة المحلية من أجل التخفيف من آلام الأشخاص ومعاناتهم، وأشار على سبيل المثال إلى أن الكهنة فتحوا الطوابق السفلى للكنائس والكاتدرائيات ليلجأ إليها المواطنون عندما تنطلق صفارات الإنذار التي يمكن أن تستوعب أعدادا كبيرة من الأشخاص، وهم يحذرون المؤمنين من المخاطر التي تترتب على تجوالهم في بعض المناطق التي يمكن أن تتعرض للقصف. واعتبر سيادته أنه بهذا الشكل تصبح الكنائس في أوكرانيا جزءا من منظومة الدفاع المدني. بالإضافة طبعا إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها الرعايا للسكان المحتاجين.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أشار المطران كولبوكاس إلى أن أمهات المخطوفين والمفقودين توجهن إلى البابا فرنسيس كي يتدخل من أجل الإفراج عن أبنائهن، وذكّر بأن البابا يطالب بسلام عادل، لا يقتصر على المظاهر وحسب، وهذا الأمر- أكد أنه يتطلب ارتداد القلب، لا سيما قلب من بدأ هذه الحرب.