رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تنظيم منبوذ».. ألمانيا تقييد الإخوان: الجماعة منهارة داخليًا وأيدلوجيتها متطرفة

جريدة الدستور

لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تبحث لنفسها عن ملاذ آمن، لكنها -في حقيقة الأمر- تواجه اندثارا حتميًا، حيث ترفضها كل دولة تتقصى حقيقة كونهم تنظيم قائم على العنف والقتل وإشاعة الفوضى، خاصة بعد سقوطهم عام 2014 في مصر.

وحاول تنظيم الإخوان أن يتخفى خلف أذرعه وجمعياته داخل الدول الأوروبية، خاصة بعد سقوطهم في مصر، لكنهم اصطدموا بقرارات تلك الدول لتقييد تحركاتهم، وشلها بالكامل.

ورصد موقع "عين أوروبية على التطرف" مراحل توجه نظام الإخوان إلى ألمانيا، وكذلك القرارات التي اتخذتها برلين مؤخرًا لتقييد وجود الجماعة على أراضيها.

التنظيم يسعى لتغلغل داخل المجتمعات الأوروبية

وبحسب "عين أوروبية على التطرف"، فإن تعامل ألمانيا مع جماعة الإخوان مر بعدة مراحل، أخرها بدأ عام 2014 - وقت سقوط التنظيم في مصر - فلم تركز برلين فقط على النشاط غير القانوني للإخوان، بل تسعى إلى تضييق مساحاتها.

وقال الموقع:" تتمثل المشكلة المستمرة -ليس فقط داخل ألمانيا- في تحديد جماعة الإخوان، حيث أن هيكلها في أوروبا مُصمم لإخفاء وجودها، بغض النظر عن أيديولوجيتها وأنشطتها"، مشيرًا إلى أن المجتمعات الأوروبية تخلق صعوبات هائلة لدى السلطات في تحديد الشبكات والروابط المالية، وناشري خطاب الكراهية، وما تبقى منها.

وأوضح الموقع الأوروبي أن تنظيم الإخوان يقدم نفسه كحركة سياسية يفترض أنها تعتمد على الحوار والتكيف مع المجتمع الذي تعمل فيه، لكن في الوقت ذاته، يتم اتخاذ خطوات سرية تشير إلى استراتيجية طويلة الأجل للانتشار والتسلل واكتساب النفوذ السياسي داخل الدول.

وتابع: "تتضمن أدوات تنظيم الإخوان إنشاء نوادي ومنظمات جديدة، ففي ألمانيا لا يتسلل الإخوان إلى مؤسسات الدولة فحسب، بل يتغلغلون أيضًا في الجمعيات التعليمية وجمعيات الرفاهية وغيرها".

ألمانيا تقييد وجود الإخوان

ويسعى تنظيم الإخوان إلى الاستحواذ على المؤسسات داخل ألمانيا، خاصة التي لها تأثير شعبي، وهي أيدولوجية تتبعها الجماعة داخل أي مجتمع تتسلل إليه، ويساعدها في ذلك دوائر التمويل الخارجي لها، سواء للدعم السياسي أو المسلح.

وبدأت ألمانيا، خلال العام الجاري، خطوات أكثر صرامة ضد التنظيم، حيث أبرزت المخابرات الألمانية علنًا مخاوفها بشأن جماعة الإخوان، كما قرر المجلس المركزي للمسلمين طرد أحد أذرع الجماعة لديها، وهو ما وصفه "عين أوروبية على التطرف" بـ"السير في الطريق الصحيح".

وأشار الموقع الأوروبي إلى أنه من الواضح أن ألمانيا تتبع النموذج الذي وضعته النمسا وفرنسا في اتباع طرقًا متطورة لتحديد هيكل جماعة الإخوان، فضلاً عن وسائل أكثر حدة وفعالية للغاية لقطع الطريق على الممولين، وعدم وجود المتطرفين على أرضها.

وتتحرك السلطات الألمانية وسط إجماع أوروبي على تقييد تنظيم الإخوان، في الوقت الذي تنهار فيه الجماعة، ما يعني أن اية جهود، حتى وإن كانت قليلة نسبيًا يمكن أن يكون لها تأثير قوي في إضعاف خطة الإخوان لنشر أيديولوجيتهم المتطرفة.