رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا يستقبل المشاركين في المجمع العام لرهبنة السيسترسيان

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في الفاتيكان المشاركين في المجمع العام لرهبنة السيسترسيان التي تتبع ما يُعرف بالالتزام العادي Comune Osservanza، ووجه لضيوفه خطابًا شجعهم فيه على متابعة السير وراء الرب على الرغم من كل الصعوبات، متحدثا عن التنوع في مواهب الروح القدس الذي يشكل سيمفونية كنسية عظيمة.

استهل البابا كلمته متوقفا عند عبارة "عادي" التي تحمل الأشخاص على التفكير، وهي تحمل معنى غنياً، يدل على علاقات الشركة التي هي واقع أساسي يجعل منا كنيسة، بفضل هبة الله الواحد والثالوث وهبة كوننا في المسيح. مضى البابا إلى القول إن الالتزام العادي هو السير وراء الرب يسوع، كي نكون معه ونصغي إليه ونراقبه، تماماً كطفل يراقب أباه، أو صديقه المفضل. لا بد من أن نراقب الرب، طريقة تصرفه ووجهه المليء بالحب والسلام، والذي يتألم أحياناً إزاء الرياء والانغلاق.

وهذا النشاط، تابع البابا قائلا، لا بد أن يقوم به الرهبان معاً، لا بطريقة فردية بل ضمن الجماعة، شأن الرسل الاثني عشر الذين مكثوا مع يسوع وساروا معه. لم يختاروا أنفسهم، إذ اختارهم هو. ولم يكن من السهل أن يتفقوا مع بعضهم البعض لأنهم كانوا مختلفين فيما بينهم. ولفت فرنسيس إلى أن هذا الواقع ينطبق علينا أيضا، وليس من السهل بالنسبة لنا أن نسير في إطار الشركة.

مع ذلك ما تزال هذه العطية التي نلناها، أي أن نعيش بشركة، تدهشنا وتُفرحنا. إننا لسنا أشخاصا كاملين أو متجانسين، لكن دُعينا إلى السير معاً كجماعة وراء الرب. في هذا السياق شجع البابا ضيوفه على إعادة إحياء الرغبة في متابعة السير في هذه الدرب.

بعدها لفت الحبر الأعظم إلى أهمية الالتزام المثابر في الارتداد من الانغلاق على الذات إلى الانفتاح على الآخرين، من القلب الأناني إلى القلب الذي يذهب لملاقاة الآخر. وهذا الواقع ينطبق أيضا على الجماعة المدعوة إلى عيش الانفتاح والضيافة والرسالة. وقال إن هذا ما يسعى الروح القدس إلى تحقيقه داخل الكنيسة، من خلال العمل مع كل فرد وجماعة ومؤسسة. 

وأشار البابا إلى أن الروح القدس نفسه أحدث ويُحدث اليوم أيضا تنوعاً كبيراً في المواهب وأشكال الحياة، ويحقق سيمفونية عظيمة.

 فالأشكال تختلف عن بعضها البعض، لكن كي تكون جزءا من هذه السيمفونية الكنسية، عليها أن تطيع الدعوة إلى الخروج والسير معاً بطريقة منظمة، يحركها قلب الكنيسة الذي هو محبة، كما كانت تقول القديسة تيريزيا الطفل يسوع.

هذا ثم تطرق البابا إلى التنوع في الثقافات الذي يميز الرهبنة إذ ينتمي أعضاؤها من الرجال والنساء إلى مختلف القارات، وشكر الحاضرين على إسهامهم في الجهود التي تبذلها الكنيسة، موضحا أن خبرة اللقاء اليوم مع ما هو مختلف ليست إلا علامة من علامات الأزمنة. وقال إن ضيوفه يقدمون خدمة ثمينة، خصوصا وأنهم يعيشون الاختلافات على المستوى الداخلي، وفي الصلاة والحوار الروحي.

في ختام كلمته توقف البابا فرنسيس عند الفقر الذي يعيشه أعضاء رهبنة السيسترسيان، على الصعيد الروحي والمادي، كي يكونوا أكثر استعدادا لخدمة الرب، وشدد على ضرورة أن نسبح الله دائماً على كل شيء، محذرا من مغبة فقدان الرجاء، ومذكراً بأن الفقر الإنجيلي مفعم بالرجاء المرتكز إلى وعد الرب القائل: طوبى لكم أيها الفقراء، فإن لكم ملكوت الله".