رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول للآثار القبطية (صور)

رئيس جامعة عين شمس
رئيس جامعة عين شمس

افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، اليوم، المؤتمر الدولي الأول للآثار القبطية (اللغة - العمارة - الفنون - المخطوطات) الذي تنظمه كلية الآثار بجامعة عين شمس بالتعاون مع جمعية الآثار القبطية والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، بقاعة الاحتفالات بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس.

IMG-20220924-WA0004

في كلمته أعرب البابا تواضروس الثاني عن سعادته البالغة لتواجده برحاب جامعة عين شمس للمشاركة في افتتاح المؤتمر، مقدماً التحية للجامعة التى استطاعت أن تجمع بين جمعية الآثار القبطية، والمعهد الفرنسى للآثار الشرقية.

IMG-20220924-WA0002

وأكد أن الحضارة المصرية غنية ويمكن أن نمثلها بكتاب مليء بالصفحات وغني بالتاريخ، وهذا المؤتمر يركز على صفحة في تاريخ مصر هى صفحة الحضارة القبطية.

وأضاف أن الحضارة المصرية امتدت عبر التاريخ في مراحل مختلفة، بدأت من الحضارة الفرعونية ثم الإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية ثم الحضارات العربية والافريقية وامتداد إلى حضارات البحر الأبيض المتوسط.

IMG-20220924-WA0003

وقال إن الاهتمام بالحضارة يعد اهتمام بالجذور، فالآثار هى جذورنا الحقيقة، وهذا التعاون بين هيئات محلية ودولية وجامعة عين شمس هو اهتمام يظهر قيمة مصر بين دول العالم، مشيرا إلي أن المؤتمر يؤكد أن مصر لها تميز وتفرد حضاري، يمثل مخزون ثقافي وحضارى للشعب المصرى نستمد منه منظومة من القيم والمبادئ الروحية والحضارية والوطنية لترسيخ أسس التعايش السلمى المشترك، وهذا الثراء الحضارى يدل على إرادة شعب صنع تاريخا مجيدا وحضارة عريقة وهو قادر علي بناء حاضره ومستقبله المشرق.

IMG-20220924-WA0005

كما تحدث قداسة البابا تواضروس عن سمات الشخصية المصرية، وكونها شخصية عميقة الجذور في التاريخ الذى يمتد عبر سبعة آلاف عام ، هذه الجذور الراسخة تمنحنا هوية حضارية عميقة وتعطي صلابة وثبات.

وأكد قداسة البابا على اهتمام القيادة السياسية والحكومة  والمؤسسات المصرية وكافة الهيئات المعنية بالتراث الحضاري بصفة عامة، والتراث القبطى والحضارة القبطية باعتبارهما جزء  أصيل من التاريخ المصرى ومكون من مكونات التراث والثقافة والحضارة المصرية، كما أن اللغة القبطية هى المفتاح الذي ساهم في حل رموز حجر رشيد، ومازالت تستخدم حتى في أسماء بعض المدن .

و أعرب قداسة البابا تواضروس الثانى عن سعادته باهتمام الدولة المصرية بمسار رحلة العائلة المقدسة الذي يمتد شرقا وغربا وشمالاً وجنوباً وتنفرد به مصر بين دول العالم  ، فالسيد المسيح والقديسة العذراء مريم والقديس يوسف النجار في بدايات القرن الأول الميلادي لم يجدوا ملجأ وأمانًا إلا في مصر وامتدت زيارتهم إلى ٣ سنوات و٦ أشهر و١٠ أيام زاروا فيها أماكن كثيرة وبصور عديدة مما يمثل بركة لأرض مصر على المستوى الدينى والروحانى أو السياحى أو الاقتصادى، وتنفرد به مصر دون بلدان العالم فهى ملجأ وبلاد أمان دائما .

وأضاف أن هذا المؤتمر يؤكد على ثراء وتنوع الآثار القبطية، منها ما هو ثابت كالأديرة والكنائس وغيرها، مشيرا إلى أن في مصر هناك عددا كبير من الأديرة العامرة، وكلمة العامرة تعني بها حياة رهبانية سواء أديرة الرهبان في الصحراء أو أديرة الراهبات على أطراف المدن.

كما أنه من الآثار ما هو منقول مثل القطع الصغيرة التى ممكن أن تنقل من مكان لآخر، وتنتشر الآثار القبطية في أماكن كثيرة على مستوى مصر وخارج مصر،  ففي ايرلندا توجد كنيسة الرهبان السبعة الأقباط وفي مدينة ميونخ في ألمانيا نجد ان الخاتم الرسمي لبلدية ميونخ صورة ثلاثة من الأقباط الذين استشهدوا هناك وفي سويسرا ، وفي بلدة قريبة من زيورخ توجد القدسية فرينيا وهى ممرضة قبطية من صعيد مصر رافقت الكتيبة الطيبية ( نسبة إلي طيبة ) واستشهدت هناك وقبل الاستشهاد قدمت معرفة الاستحمام وتمشيط الشعر، ويوجد في السفارة السويسرية بالقاهرة تمثال للقديسة فرينيا تمسك بوعاء ومشط في اليد الاخرى فهى من علمت الغرب الاستحمام بالماء وتمشيط الشعر.

واستهل الدكتور محمود المتيني رئيس الجامعة كلمته بالترحيب بقداسة البابا تواضروس، مؤكدا أن مشاركة قداسته في المؤتمر دلالة واضحة على مدى جدية المؤتمر وأن نتائجه وتوصياته سوف تمثل إضافة جديدة في مجال الحفاظ على التراث.

وأعرب المتيني عن سعادته بتدشين هذا المؤتمر والذي خصص لدراسة حقبة مهمة وغالية من تاريخ مصرنا الحبيبة، لافتا إلى أن المؤتمر يعد نتاجاً للتعاون ما بين كليه الآثار الوليدة والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة وجمعية الآثار القبطية، مشيرا إلى أن المؤتمر يؤكد على المسار الذي سبق أن اتخذته جامعة عين شمس بكافة مؤسساتها من الحرص على صون تراث مصر عبر عصورها المختلفة وهو ما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية للجامعة ورؤية مصر 2030 وهو الأمر الذي يسهم في توفير فهم أفضل للشخصية المصرية التي هي نتاجا لتراكم الخبرات والثقافات منذ قبل التاريخ وحتى الان.

وأضاف المتيني أن من مظاهر اهتمام الجامعة في توفير سبل أفضل لدراسة آثار مصرنا الحبيبه هو القيام بحفائر علمية منظمة في مواقع مختلفة من المواقع الأثرية المصرية ،مثل حفائر عرب الحصن بمنطقة المطرية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهو موقع للآثار المصرية القديمة، وحفائر شيخ العرب همام بمحافظة قنا بالتعاون مع وزاره السياحة والآثار والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة وهو موقع للآثار الاسلامي.

وأوضح أن تخصيص هذا المؤتمر لدراسة الآثار القبطية يؤكد على مدى اهتمام جامعة عين شمس بدراسة كافة الحقب المصرية القديمة ، مشيرا إلى أنه من اللافت للنظر أن من أهم خصائص التراث القبطي أنه كان نتاجا مباشرا وطرفا أصيلا من أطراف حضاراتنا المصرية القديمة وكلما نهلنا منه ومن فمونه وآدابه نجد أنفسنا نغوص أكثر وأكثر في فهم تراثنا وحضاراتنا وذاتنا ولا يقتصر ذلك على الآثار فقط بل يمتد أثره إلى الآداب والعادات والتقاليد.

وفي كلمته تقدم الدكتور حسام طنطاوى القائم بعمل عميد كلية الآثار بكل الشكر والعرفان لجميع الحضور الكريم من ضيوف الكلية والجامعة على تشريفهم المؤتمر الدولي الأول للآثار القبطية، واخص بالشكر قداسة البابا تواضروس الثاني قائلا قداسة البابا فإذا كان الكتاب المقدس ينص على أن "الله محبة" فتشريفكم اليوم والوفد المرافق لكم هذا المؤتمر صورة حية لهذه المحبة التى أدخلت السرور إلى قلوب كل محبيكم ومحبي الدراسات القبطية في مصر والعالم، ولا يخفى على الجميع ما يعكسه حضوركم  هذا من رعاية وعناية قداستكم للعلم والعلماء.