رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا نيقولا يوضح معنى النص الإنجيلى «وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه»

نيقولا أنطونيو
نيقولا أنطونيو

أصدر الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي لكنيسة الروم الأرثوذكس، دراسة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فسر خلالها النص الإنجيلي: «وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلّٰهِ أَبِيهِ».

وقال: «يقول يوحنا عن يسوع المسيح: "وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلّٰهِ أَبِيهِ"، في العهد القديم يقول الرب لموسى في بني إسرائيل: "هكَذَا تَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ، وَتُخْبِرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ... وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً" لكنهم لأجل عدم إيمانهم بيسوع المسيح وصلبهم له فقد حُرموا مواهب الله التي كانوا قد حصلوا عليها قبلًا التي هي: "المُلك" و"الكهنوت" و"النبوة"، وانتقل هذا الوعد إلى المؤمنين بيسوع المسيح، الذين أحبهم وحرَّرهم من خطاياهم بدمه، وأصبحوا كلهم كهنةً لله الآب».

أاضاف: «لا يجب الخلط بين "كهنوت يسوع المسيح"، الذي يتأصل (الكهنوت) في كيانه نفسه ويجعل منه الوسيط المثالي، وبين "كهنوت الشعب المسيح"، فيسوع يظهر كاهنًا بتقدمة ذبيحته وبخدمة الكلمة، بصفته الكاهن الأوحد والأبدي الذي قرب ذاته ذبيحته مرةً واحدةً في الزمن، ذبيحةً مثالية عملًا كهنوتيًا بكامل المعنى؛ لأن يسوع المسيح هو في الوقت نفسه "إنسان حقيقي" و"ابن الله الحقيقي"».  

وتابع: «أما الشعب المسيحي فلا يمكنه أن ينادي الله الآب "أبانا" بالروح القدس، كما علَّم يسوع المسيح، إن لم يكن أبنًا للمسيح ومنضويًا تحت عباءته؛ لأن المسيح هو ابن الله بالطبيعة، والمسيحيون به يكونوا أبناء لله الآب بالتبني، هكذا أيضًا لا يمكن للمسيحيين أن يكونوا كهنةً لله الآب إن لم يكن كهنوتهم مستمدًّا من كهنوت يسوع المسيح، وذلك بإشراك يسوع لهم في كهنوته، وذلك عندما يُقدمون الحياة المسيحية باعتبارها طقسية، أي كمشاركة في كهنوت الكاهن الأوحد، وذلك بتقديم أجسادهم "ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ"».

وأكمل: «كما أنه لا يجدر الخلط بين "الكهنوت الملوكي"، أي "الكهنوت الليتورجي"، وبين "الكهنوت العام"، فالأول، والذي لا يُشكل طبقةً ذات امتيازات، يناله المعمدون الذين تكرسوا مُفرَزين للخدمة بسر الكهنوت خلال القداس الإلهي، لذلك يرتبط بسر الكنيسة، لهذا السبب يكاد سر الكنيسة وسر الكهنوت يكونان مترادفان، وعلى ذلك، فلكل منهما فروقاته المميزة».

وأردف: «أما الثاني فيناله جميع المؤمنين بسر المعمودية المقدسة وسر الميرون المقدس؛ لأن المعمَّدين بلبسهم المسيح يصبحون منتسبين لملك الملوك ورب الأرباب رئيس الكهنة الأعظم ويُجعلوا ملوكًا وكهنة لله، ذلك كما يُرتَّل في خدمة سر المعمودية في طقس الكنيسة الأرثوذكسية: «أنتم الذين في المسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم»، كما أن هذان الكهنوتان يتصلان من أجل رفع الخبز المقدس إلى الله، فالمؤمن بكهنوته العام يُهيء ويُقدم التقدمة، الخبز والنبيذ، من أجل التكريس؛ والكاهن باستخدام كهنوته الليتورجي يُقرب عطية المؤمن ويُتمم الذبيحة الإلهية غير الدموية، لذلك على الذين ينالون "الكهنوت الملوكي" والذين ينالون "الكهنوت العام" تقديم ذواتهم ذبيحة حية روحية بتسلطهم على أهوائهم المعابة؛ لأن حفاظ كل منهم على كهنوته يتطلب العمل بجهاد واجتهاد».