رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخاوف من انتشار الكوليرا فى سوريا.. وخبراء يكشفون طبيعة الأوضاع

الكوليرا فى سوريا
الكوليرا فى سوريا

أثار تفشى وباء الكوليرا فى 6 محافظات سورية، ووفاة 23 شخصا حتى الآن وإصابة 253 اخرين بالعدوى، الخوف والهلع من انتشار الوباء إلى الدول المجاورة عن طريق مصادر المياه.

وكان وزير الصحة السوري الدكتور حسن الغباش قال فى تصريحات سابقة، إن الوضع الوبائي لانتشار الكوليرا تحت السيطرة.

وقال الغباش خلال اجتماع عقده مع ممثلي وكالات الأمم المتحدة ومنظمات صحية غير حكومية عاملة في سوريا، إن الحكومة ركزت في محاربة الوباء على محاور الصحة والمياه والوعي المجتمعي.

والتقت “الدستور” بمجموعة من الخبراء والنواب لمعرفة تطورات الأوضاع عن قرب، بجانب إجراءات الحكومة السورية لمواجهة الوباء الفتاك.

مسؤول سوري: هناك عينات للكوليرا وجدت فى مياه الصرف الصحى

قال الدكتور هيثم قربي، طبيب بمستشفي الجامعة السورية، وعضو اللجنة الوزارية المسؤولة عن متابعة وعلاج حالات كورونا، أستاذ الشعبة الصدرية في كلية الطب، إن وباء الكوليرا هو منتقل بالمياه، مشيرا إلى أنه وجدت عينات إيجابية في مياه الصرف الصحي، ومعامل صنع قطع الجليد.

وأكد قربى فى تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن المنظمة العالمية سوف تدعم سوريا.

ولفت قربى إلى أن السبب وراء عودة المرض، هو تردى البنى التحتية للصرف الصحي في مدينة حلب نتيجة الدمار بعد الحرب.

وتابع قربى "أعتقد أن المصدر الذي قدمت منه الجرثومة إلى الأراضى السورية جاء من العراق.

وأوضح قربى أن الوباء ينتشر خاصة في البيئات الفقيرة، متابعا "ولكننا نشاهد حالات في البيئات الأخرى".

وأكد قربى أن الكوليرا ليس شديد الانتشار في مدينة حلب، لافتا إلى أن عدد الاصابات ليس كبيرا ومعظمها يعالج في المنازل، والوفيات نادرة.

وتابع قربى "لا يمكن القول أن وباء ينتشر في المدينة إذ هناك حالات أكثر من المعتاد في السنوات السابقة و لكنها تحت السيطرة، وأعتقد أن الايام القادمة ستظهر تراجعاً في عدد الحالات".

واختتم قربى تصريحاته قائلاً: "يرجى التنويه إلى عدم وجود وباء بالمعنى الدقيق للكلمة بل عدد أكبر من المعتاد، والوضع تحت سيطرة مديرية الصحة".

بؤر الكوليرا الأساسية هى حلب والرقة ودير الزور والحسكة

من جانبه، قال رضا الباشا صيدلى سوري، عن طريق مراقبة بؤر الكوليرا فى سوريا: لاحظنا أن البؤر الاساسية هى حلب، الرقة، دير الزور والحسكة، والرابط المشترك بينه المحافظات الاربع لانتشار الكوليرا فى سوريا، هو نهر الفرات.

وأوضح الباشا فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه خلال العام الحالى كان هناك انخفاض كبير فى منسوب المياه نتيجة تخفيض نسبة سوريا والعراق من نهر الفرات اقل من 200 متر مكعب فى السنة، وهذا التخفيض خلق حالة من المستنقعات وانتشار الجفاف، كما انعكس أيضا انخفاض منسوب مياه الفرات على مياه الرى ومياه الشرب وخاصة أن المحافظات الاربعة تعتمد على نهر الفرات فى مياه الشرب، مع انخفاض المنسوب والتلوث البيئى خلال فترة الحرب حولت بعض المناطق مجرور الصرف الصحى الى نهر الفرات، مما أدى إلى ظهور وباء الكوليرا.

وأشار الباشا إلى أنه من المتوقع انتشار اكثر لوباء الكوليرا خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أنه حتى اليوم لم يتم الاعتراف بانتشار الوباء بشكل حقيقى وإنما يتم التعامل مع الوباء على أنه مرض، وكأن السلطات الصحية خجولة من انتشار الكوليرا فى سوريا.

وأكد الباشا أنه لا يوجد تقصير من السلطات السورية فى مواجهة الوباء، ولكن السبب الرئيسي هو تخفيض مياه نهر الفرات.

وطالب الباشا بضرورة وجود موقف عربى داعم لكل من سوريا والعراق لاسترجاع حقوهم فى نهر الفرات.

ولفت الباشا إلى أن هناك ضعفا فى الامكانيات لمواجهة الوباء نتيجة العقوبات الأمريكية ونقص المختبرات المتخصصة فى تشخيص الوباء، مشيرا إلى أن مدينة حلب لا يوجد بها مختبر مختص فى تشخيص الكوليرا ويتم إرسال العينات الى دمشق، مما يؤدى الى تأخر التشخيص السليم للمرض وتأخير الكشف والعلاج وإجراء الإختبارات اللازمة.

وأوضح أن هناك حلا للقضاء على الكوليرا فى حال قدوم فصل الشتاء، إذ يساعد فصل الشتاء فى تحسين الوضع المائى فى سوريا ويكون المشهد حينها مختلفا.

وأكد الباشا أن إمكانية العلاج بطبيعة الحال سوريا لديها الكوادر الطبية، بجانب أن علاج الكوليرا لحسن الحظ ليس معقدا، ويعتمد على السيرومات بشكل أساسى ومضادات حيوية بالدرجة الثانية وكل هذا متوفر فى سوريا، لافتا إلى أن هناك سحبا شديدا لعلاج السيروم من المستشفيات والصيدليات، لأن مصاب الكوليرا يصاب بحالة إسهال وحالة قىء ويفضل السيروم لتعويض الاملاح والفيتامينات وغيرها، لافتا إلى وجوب وجود دعم سريع للتخفيف قدر المستطاع من أعداد المصابين والتخفيف ايضا من الفترة الزمنية للعلاج.