رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تاريخ الأدب العربى الحديث».. كتاب يؤرخ للحركة الأدبية فى ثلاث عصور

 تاريخ الأدب العربي
تاريخ الأدب العربي الحديث

 يأتي كتاب "تاريخ الأدب العربي الحديث" الصادر عن المركز القومي للترجمة، ومن تحرير محمد مصطفي بدوي ومن ترجمة عبد المقصود عبدالكريم كواحد من أبرز الكتب التي تؤرخ وتقدم رؤية شاملة حول وعن تاريخ الأدب العربي الحديث وتحولاته ومساراته ومدارسه المختلفة.

 

يأتي الكتاب في 700 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن بيلوجرافيا للمصادر باللغة الإنجليزية تقترب من الـ50 ورقة، ويتناول الكتاب تاريخ للأدب العربي للحديث بدءا من الترجمة والتعريب مرورا بالشعراء العرب الكلاسيكيون ومن ثم الرومانسيون وصولا إلى بدايات الرواية العربية من ثم يأتي الحديث عن الرواية العربية الناضجة خارج مصر.

 

يحمل الكتاب داخله رؤى ودراسات نقدية لكبار النقاد على مستوى العالم مصريين وأجانب منهم صبري حافظ، هيلاري كلياتريك جامعية بيرن، على الراعي، روجر ألن وغيرهم.

 

أشار المحرر دكتور محمد مصطفي بدوي أستاذ الأدب العربي بجامعة أكسفور عبر مقدمته للكتاب والتي جاءت تحت عنوان "الخلفية" إلى أن النهضة مقارنة بالعصور الأولي للأدب يتطلب العصر الحديث، ويشار إليه بالعربية بعصر "النهضة" مقاربة أبس وأكثر تعقيدا في الوقت ذاته. بينما يمكن باطمئنان إعتبار الأدب العربي الكلاسيكي سلسلة متصلة بالأساس، يشكل الأدب الحديث من بعض الجوانب المهمة رحلة جديدة تماما، حتى لو تمت المبالغة أحيانا في انقطاعا عن الكلاسكيكي، لأن الحديث رغم استعرته أشكالا أوروبية من قبيل الدراما والرواية، لم يقطع بشكل كامل ارتباطه بماضيه.

 

ويلفت إلى أن "كانت النهضة في الحقيقة نتاجا لالتقاء مثمر بين قوتين: التقاليد الأصلية والأشكال الأوروبية الوافدة. بالإضافة إلى ذلك، كان التحول عن الماضي بطيئا جدا وتدريجيا.

 

ويجيب محمد مصطفي بدوي عن سؤال هل ثمة أدب في العصر العثماني بـ"أن العصر العثماني يمثل حضيض الأدب العربي. وعلى الرغم من احتمال مبالغة مؤرخي الأدب في التدهور، فلاشك أن العصر يتميز بغياب الإبداع وعدم الحماس. ويوصف عادة بأنه عصر التعليقات والملخصات؛ لأن جزءا كبيرا من إنتاج الكتاب والدارسين كان تعليقات على النصوص، وتعليقات على التعليقات.

 

 يشير الكتاب إلى دور الحملة الفرنسية في إيقاظ الأدب العربي من غفوته ورضاه عن ذاته "صحيح أن الاحتلال الفرنسي لم يستمر إلا ثلاث سنوات، وأن احتكاك المصريين بالمعرفية والعلوم الغربية، وأيضا الحكم الذاتي التمثيلي، كان أقصر من يكون له معنى، لكن الحملة أنهت عزلة العالم العربي عن الغرب، أشارت الى عملية التوسع الغربي والاستعمار، الذي بمرور الوقت إلى خضوع العالم العربي كله تحت هيمنة القوى الغربية، وخاصة فرنسا وبريطانيا.

 

 يشير الكتاب إلى ان كانت للمطبعة العربية ميلاد لحركة الترجمة والصحافة، وقد لعبت مطبعة محمد على والتي عرفت فيما بعد بالمطبعة الأميرية دورا ثقافيا مهما في العالم الإسلامي العربي :طبعت ترجمات لأعمال أوروبية كما طبعت الكلاسكيات العربية مثل أعمال ابن خلدون.

 

ولفت بدوي إلى أن ثلاثة عصور رئيسية في تطور الأدب العربي الحديث وهي: الأول من 1834 حتى 19214 وهو عصر الترجمة والتعريب وأيضا الكلاسكيكية الجديدة، والثاني عصر ما بين الحربين ويمكن وصفة بالرومانسية والقومية؛ والثالث من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى الآن.

 

ومما يلفت الانتباه إلى أن الكتاب قدم دراسة مهمة حول شعر العامية قدمها مارلين بوث بدات بتعريف شعر العامية وأنواعه.

 

 ويشير بوث إلى أن حيوية شعر العامية لم يقابلها اهتمام الدارسين. لا يقع في عالم اللولكلور أو في دراسة الأدب العربي حاليا، ويحظي باهتمام ضئيل نسبيا في المجلات الأدبية والدراسات النقدية والمختارات.

 

ولم يغفل بوث الاهتمام النقدي بشعر فؤاد حداد وصلاح جاهيم  بعد رحيلهما، وقبول الفن الشعبي حقلا للدراسة الأكاديمية.