رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكنيسة»: الصلاة الربانية يجب أن تصلي بتواضع

 نيقولا أنطونيو
نيقولا أنطونيو

طرح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، دراسة حول الصلاة الربانية وحلل خلالها جملة «لا تدخلنا في تجربة».

وقال في دراسته التي أطلق جزء منها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «هذه العبارة في الصلاة لله الآب، "أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" ، يمكننا أن نترجمها من النصّ اليوناني هكذا: "لا تجعلنا، أو لا تدعنا، ندخل في تجربة".

وأضاف: «علمنا المسيح أن نصلي إلى الله الآب بتواضع وبلجم تكبرنا كي لا يسمح بأن ندخل في التجارب، هذا تمامًا لأننا ضعفاء ومرضى، لأن كل المشقات التي تحدث في حياتنا هي استمرار لنتائج الخطيئة للجديّن الأوليّن اللذين قبِلا التجربة الكبرى في الفردوس، هذيّن انصاعا للتجربة بالرغم من أنهما كانا يملكان نعمة الله، وكانا في شركة معه، فكم بالأحرى يحدث هذا معنا نحن الذين لنا جسد فان سقيم وشهواني وكل ما ينجم عن ذلك».

وتابع: «إن الأمور المختلفة في الحياة، من أفكار وتخيلات، وإثارة للحواس، والتي بها يجربنا ويضايقنا الشيطان ويحاول أن يبعدنا عن الله هي التجارب، التجارب هي بحسب تعليم آباء الكنيسة نوعان: الأولى تلك التي تأتي من اللذة، والثانية تلك التي تأتي من الألم. التجارب الشهوانيّة الأولى، هي إرادية طالما أننا نهيّجها ونتلمسها بحريتنا ونُسر بها، أما التجارب الألاميّة الثانية، فترتبط بالمرض والألم والفقر وموت الأشخاص الذين نحبهم، ونحن لا نطلبها بل تأتي إلينا بسبب فساد طبيعتنا».

وأكمل: «تتفاوت التجارب الشهوانية الإرادية عن التجارب الألاميّة اللاإرادية، علينا تجنب التجارب الشهوانية الإرادية، حتى النظر والسمع وكل ما يثير الشهوة لدينا.  أما بالنسبة للتجارب الألاميّة، فعلينا أن نصلي كي لا تأتي إلينا، لكن في حال إيتيانها علينا أن نصبر بجلادة وأن نطلب من الله المساعدة».

واختتم: «بهذه الطلبة للصلاة الربانية، يعلّمنا المسيح أن نطلب من الله أن يخلّصنا من الشرير، فالشيطان لديه قوة كبيرة وخبرة كثيرة، أما الإنسان فضعيف وعديم القوة، الله وحده يستطيع أن يساعدنا في هذه الحرب طالما أن المسيح انتصر على الشيطان وأعطى الإمكانية لكل إنسان بإرادته أن ينتصر عليه».