رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد يوسف: الدولة تشجع على إنتاج المحاصيل العضوية لتوفير غذاء صحى وآمن للمواطنين

المحاصيل العضوية
المحاصيل العضوية

قال الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، إن القيادة السياسية تحرص على زيادة الرقعة وتوسيعها أفقيًا ورأسيًا، فضلًا عن زيادة حجم المشروعات الإنتاجية بهدف سد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج وتقليل الاستيراد من الخارج، فى ظل الزيادة السكانية والتغيرات المناخية العالمية.

وقال «يوسف» إن الأمل فى تحسين وضعنا الزراعى كان مفقودًا، إلى أن جاءت قيادة حكيمة لها رؤية مستقبلية ثاقبة فى القطاع، ووضعت على رأس أولوياتها التصديق على قانون الزراعة العضوية، لكى تتيح الفرصة للتوسع فى إنتاج المحاصيل «الأورجانيك»، أملًا فى توفير غذاء صحى آمن يخلو من متبقيات المبيدات الحشرية، ويصلح للاستهلاك المحلى والتصدير إلى الخارج لتوفير العملة الصعبة.

وذكر أن الكثيرين يعتقدون أن الزراعة النظيفة والزراعة التقليدية شىء واحد، لكن هناك اختلافات جوهرية بين النوعين، فالأولى هى أحد أنواع الزراعة التى يُطبق فيها استخدام الكيماويات فى الحدود المسموح بها، وفق توصيات لجنة المبيدات التابعة لوزارة الزراعة.

وبيّن أن الزراعة التقليدية تتم باستخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية ومنظِّمات النمو والهرمونات الزراعية، بصورة عشوائية دون رقابة من المرشد الزراعى أو حتى لجنة المبيدات، ولا تطبق فيها «فترة التحريم»، وهى الفترة التى تبدأ منذ رش المبيد على المحصول، وتنتهى بأول حصاد له، متابعًا: «لكل مبيد فترة التحريم الخاصة به، وهذا النوع من الزراعة هو المتبع فى أغلب المزارع حاليًا».

وأكمل: «أما الزراعة العضوية فهى عبارة عن نظام متكامل يسمح باستخدام الأسمدة الحيوية، والمخصبات العضوية والمركبات الحيوية والمستخلصات النباتية، إضافة للطفيليات والمفترسات الحشرية النافعة بهدف إنتاج غذاء نظيف صحى له جدوى اقتصادية دون الإخلال بالنظام البيئى».

وقال: «يعتبر المصريون القدماء أول من وضعوا أسس الزراعة العضوية منذ سبعة آلاف سنة، فكانت الزراعة تعتمد على التسميد بالمواد العضوية والطمى الناتج عن فيضان النيل، واستمرت هى المتبعة فى مصر إلى عام ١٨٠٠ ميلاديًا».

وأردف أنه بسبب زيادة السكان وتناقص الرقعة، وفى ظل الطلب المتزايد على المنتجات، كان من الضرورى التوسع الرأسى فى الإنتاج حتى لا تحدث مجاعات، فبدأ الاستخدام المكثف للمبيدات والأسمدة الكيماوية، فضلًا عن استخدام الهرمونات المصنعة ومنظمات النمو، حتى أصبحت الصبغة الكيماوية من سمات الزراعة المصرية، ونتيجة الاستخدام غير الرشيد لتلك الكيماويات، ظهرت مشكلات لا حصر لها باتت تهدد البيئة المصرية. 

وأشار إلى أن هناك فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية كثيرة للزراعات العضوية، منها أنها تعطى فرصة كبيرة لنمو وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة النافعة فى التربة الزراعية، كما أنها تعطى الفرصة لزيادة أعداد المفترسات والطفيليات الحشرية النافعة التى تقلل من كميات الآفات الحشرية دون استخدام المبيدات، كما أنها تقلل من المخاطر التى قد يتعرض لها المزارعون أثناء تداول المبيدات.

وبيّن أن المنتج العضوى يتميز بأنه يمكن حفظه وتخزينه فترات زمنية طويلة دون فساد أو تلف، لأن درجة امتصاصه الماء قليلة جدًا، وبالتالى نسبة الماء داخل الثمار ضعيفة، وهذا ينعكس على طول فترة التخزين، كما يتسم بأن لونه وطعمه وحجمه فى الحدود الطبيعية.

وشرح أن الزراعة العضوية تلعب دورًا مهمًا فى زيادة العملة الصعبة والدخل القومى اللازم لعملية التنمية، وتقليل تلوث الهواء والتربة بالمبيدات السامة، وتقليل الانبعاث الحرارى «الاحتباس الحرارى»، ومن ثم الحفاظ على الصحة العامة للإنسان.