رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية عنوان «جندى يهدد معجبا بالرصاص» فى حفل أم كلثوم بحديقة أنطونيادس

أم كلثوم
أم كلثوم

 ضمن العديد من الحفلات التي أحيتها كوكب الشرق أم كلثوم، الحفل الذي أقيم في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية، ونشرت عنه جريدة الأهرام، بتاريخ 31 مايو 1952، تنويها يفيد بأن الحفل تحت عنوان “حفلة خفر السواحل”.

 

في هذا الحفل غنت أم كلثوم ثلاثة وصلات وهي: “سهران لوحدي”، “ولد الهدي”، و"أنا في انتظارك". وفي عددها المنشور بتاريخ 17 يونيو 1952، نشرت مجلة الكواكب تغطية لحفل أم كلثوم تحت عنوان “السحر والسحور مع أم كلثوم .. جندي يهدد معجبا بالرصاص”.

 

ويستهل المحرر تغطيته لحفل أم كلثوم في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية، مشيرا إلي أنه: "أتاح اللواء "وحيد شوقي بك" مدير عام مصلحة خفر السواحل، لـ أم كلثوم مواجهة خمسين ألف نسمة في سرادق واحد بالإسكندرية .. لتغني لهم حتي مطلع الفجر.. فقد أقام حفلة خصص دخلها لصالح مؤسسات مبرة مصلحة خفر السواحل، وأقام سرادقا لا نهاية له في حدائق أنطونيادس بالإسكندرية.

ــ شوق جمهور الإسكندرية إلي صوت أم كلثوم 

ويلفت المحرر إلي أنه: "ويظهر أن أهالي الإسكندرية كانوا في أشد الشوق إلي أم كلثوم، فخرجوا علي بكرة أبيهم لسماعها شخصيا.. حتى علق أحد الظرفاء وهو يسرح ببصره في أرجاء الحدائق والجماهير الكثيرة التي انتشرت فيها بقوله: "ولماذا تذيع الإذاعة الحفلة ؟" إن الشعب كله قد ترك الراديو وجاء إلي هنا ليسمعها."

 

وكانت أم كلثوم بادية السرور، حتي أنها خرجت لأول مرة عن طبيعتها بعد انتهاء الوصلة الأولي من الحفل ــ وصلة غنت فيها أغنية "سهران لوحدي" ــ ففتحت الستارة بيديها وخرجت إلي الناس تحييهم .. ثم أقفلت الستارة وظلت علي خشبة المسرح والستارة مقفلة خلفها فترة من الوقت.

 

وكان دورها في الوصلة الأولي "سهران لوحدي" .. وظلت تبدع فيها ساعة ونصف ساعة حتي صاح أحد المتفرجين من بعيد يقول: "لوحدي أزاي معاك خمسين ألف أهم" وضحكت أم كلثوم لأول مرة.

 

وكانت أم كلثوم كعهدنا بها بادية الأناقة .. فكانت ترتدي فستانا من الحرير الأبيض المشغول باليد، بالحرير البني، وتمسك في يدها "إيشارب" من الحرير بني اللون، وكانت ترصع صدرها وذراعها وشعرها بالجواهر الماسية.

 

ويلفت المحرر إلي أنه من بين حضور حفل  أم كلثوم في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية، المليونير "فرغلي" باشا والذي ظهر في الحفل بين قرينته وكريمته وقد أجبراه علي سماع أم كلثوم، وهو الذي لا يطرب إلا للأصوات المنبعثة من بورصة العقود. ومن حضور الحفل أيضا، أسرة “شكري القوتلي” رئيس الجمهورية السورية السابق، والمعروف عن كريمات السيد شكري أنهن لا تفوتن حفلة لأم كلثوم في الإسكندرية.

 

ــ جندي يهدد معجب بـ "أم كلثوم"  بالرصاص

ومن المشاهد التي رصدها محرر الحفل رغبة أحد المعجبين بأم كلثوم من جمهور الحفل بلقائها وتحيتها، إلا أن أحد الجنود أوقفه: "وأراد أحد المعجبين بفن أم كلثوم أن يقتحم المكان في الاستراحة .. فوقف في وجهه جندي من خفر السواحل وقال له: "أضربك بالرصاص لو أقتربت.. عندي أوامر بخصم 5 أيام من مرتبي لو دخل عليها أحد" وخاف المعجب وانصرف.

 

وذهب إليها اللواء وحيد شوقي بك وقال لها: "لقد أسكرت الناس"، فأجابت: "ما هو أنت مانع عنهم "الكيف" فلا بد من السكر" وأراد أحد المصورين أن يلتقط لها صورة وهي منهمكة في الغناء، فأشارت إليه بإصبعها "أن لا"، فظن أنها تناديه، فتحرك نحوها، فأشارت إليه بيديها أن "أبعد .. أبعد"، فابتعد وابتسمت هي عندما رأته "يتكعبل" ويقع علي الأرض.

 

وسمعت وهي تغني أصواتا من بعيد تقول: "كرموز تحييك يا أم كلثوم"، وإذا بأصوات أخري تقول: "المنشية تحييك يا كوكب الشرق"، فاضطرت إلي التوقف عن الغناء حتي تنتهي مباراة الأحياء الوطنية في الإسكندرية.

أم كلثوم
أم كلثوم