رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستديرة العبرية.. قصة الفريق الإسرائيلى "هبوعيل القدس" بين الكرة والسياسة

هبوعيل القدس
هبوعيل القدس

يصعب وصف الإثارة الهائلة  في عالم الرياضة، العديد من الانتصارات والخسائر المؤلمة، والفرق تفوز بالبطولات وتهبط وتخسر ​​الألقاب، ومثل العديد من البلدان حول العالم، كرة القدم تتصدر اهتمام الجمهور الإسرائيلي، لكن في ذات الوقت لا يمكن فصل قصة الكرة العبرية عن الأحداث السياسية.

هبوعيل القدس

قصة نادي هبوعيل القدس هو حدث غير مسبوق في إسرائيل، وهناك القليل مثله في تاريخ كرة القدم في العالم، فالتطورات كالتالي: في القدس كان هناك فريقان رئيسيان لكرة القدم، هبوعيل، الذي كان مهيمناً في المدينة حتى أواخر السبعينيات، وبيتار، الذي سيطر على المدينة منذ ذلك الحين.

نقطة الانهيار في فريق هبوعيل، الذي كان أحد أكثر الفرق تألقًا في البلاد، حدثت في أواخر عام 1979 ، عندما باع نشطاء حزب ماباي والهستدروت ملعب كرة القدم الأسطوري في حي القطمون إلى متعاقدين من القطاع الخاص، ثم تم الإستيلاء على هبوعيل من قبل عائلة من المقاولين الذين لم يكونوا مهتمين بالرياضة فكان الاستثمار معدومًا، وكان الموقف محبطًا، وتدهور الفريق، وهبط ودوريًا آخر وغادرته جماهيره بعد خيبة أملهم، وبقى في القدس فقط نادي بيتار المحسوب على اليمين وخاصة الليكود.

في عام 2007 ، حاول يوري شيريتزكي، وهو صحفي رياضي مخضرم ولاعب كرة قدم متحمس، ورئيس تحرير القسم الرياضي في صحيفة تابعة لصحيفة معاريف باسم"كل الوقت"، ووصف رؤيته في عمود نشره في الصفحة الأخيرة كتبه: فريق قدم سيُبنى من الصفر، من أموال الجماهير، وتحت إدارة الجماهير. سيبدأ الفريق طريقه في أدنى مكان في كرة القدم الإسرائيلية ، ويصعد في الدوريات حتى يصل إلى هدفه ، حتى لو استغرق الأمر خمسين عامًا.

تحولت هبوعيل قطمون إلى منظمة مجتمعية تعمل في الأحياء، وتؤسس مجموعات نسائية وأطفال وتشجع الشباب، وبعضهم أصبحوا نجومًا في فئة الكبار، بينما غرق بيتار في العنصرية السوداء ولوح بلافتات تحمل كراهية وعنصرية نحو العرب، بينما كان هبوعيل قطمون يجمع داخله كل القطاعات والأجناس: اليهود والعرب والإسرائيليون والأجانب.

أصبح هبوعيل القدس نادي يمثل اليسار الإسرائيلي المتسامح الذي يقبل الآخر، وبيتار القدس يمثل اليمين المتطرف الذي يحمل عنصرية وعدوانية تجاه الآخر.

العام الماضي، استطاع هبوعيل القدس الوصول الدوري الانجليزي الممتاز بعد 21 عامًا  مختلف تمامًا ، فريد من نوعه ، في مشهد مختلف في كرة القدم الإسرائيلية ، في مشهد يمثل صورة جديدة للعناد الأيدولوجي بين اليمن واليسار في تل أبيب، وفضلاً عن ذلك أصبح لديه 4 لاعبون في منتخب الشباب الإسرائيلي بينهم عرب.

خلال الأيام الأخيرة تصدر هبوعيل القدس العناوين الرئيسية، إذ كان الخلاف مرتبط بشكل ما بالسياسية، حيث نشبت خلافات بين جمهور هبوعيل من اليهود والعرب حول استخدام اللغة العربية؛ إذ يتم استخدام اللغة العبرية ثم اللغة العربية في التعليق على المباريات وعرض الفريق وأسماء اللاعبين، فنشبت خلافات بين مجموعتين من الجمهور، الجزء اليميني رفض أن يتم إطلاق اسم "هبوعيل القدس" على الفريق، وتمسكوا باسم "هبوعيل يورشليم" بينما المجموعة الأخرى كان تريد استخدام الاسم العربي "هبوعيل القدس"، وفي النهاية تمت التسوية أن يتم استخدام اللغة العربية خلال التعليق على المباريات ولكن اسم الفريق يظل "هبوعيل يورشليم" بدون “تعريب”.

 تاريخ كرة القدم الإسرائيلية

كرة القدم الإسرائيلية سبقت قيام إسرائيل عام 1948، فقد بدأ لعب كرة القدم منذ بداية القرن العشرين، على مر السنين، تم تطوير عدد من الفرق، وفي الثلاثينات تم تأسيس أول فريق إسرائيلي، وتم إنشاء الدوري الأول، وأنشأت رابطة أرض إسرائيل، من قبل ممثلي الانتداب البريطاني، والموسم الأول الذي تم لعبه بالكامل كان موسم 1931/1932 في الدوري الوطني ، وتم تأسيس الدوري B وكان ثاني أهم دوري في كرة القدم على أرض فلسطين، ولعبوا فيه اعتبارًا من موسم 1937 .

بعد قيام إسرائيل عام 1948 تحول أول فريق إسرائيلي إلى الفريق القومي الإسرائيلي،  في البداية كان الفريق ضعيفًا للغاية، وأول بطولة مهمة شارك فيها كانت تصفيات كأس العالم 1934، حيث خسر 2-11 في مباراتين إجمالاً ضد مصر.