رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بلومبرج: الجفاف هذا العام يهدد إمدادات الغذاء عالميًا

الجفاف
الجفاف

قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، في تقرير لها، إن الجفاف هذا العام تسبب في تراجع إنتاج المحاصيل بحزام المزارع في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حوض نهر اليانغتسي في الصين، وهو ما يزيد المخاوف بشأن إمدادات الغذاء عالميًا ويؤثر على توقعات التضخم.

وأوضح التقرير أن آخر تحذير من الغرب الأوسط الأمريكي انطلق، حيث تعاني بعض أعواد الذرة من جفاف شديد وضعف الحبوب، كما عانت حبوب فول الصويا كونها أقل وأصغر من المعتاد.

وفي الوقت الذي يحتاج فيه العالم بشدة لتجديد احتياطيات الحبوب، التي تقلصت بسبب الاضطرابات التجارية في بحر البلطيق والطقس السيئ في بعض أكبر مناطق النمو، أعلنت جولة لمسئولي القطاع في الحقول الأمريكية خلال الأسبوع الماضي عن نتائج أذهلت المشاركين في السوق- الذين كانوا أكثر تفاؤلًا- لما تضمنته من أضرار جسيمة للمحاصيل بسبب الحرارة الشديدة ونقص المياه.

وأشار التقرير إلى أن الجفاف تسبب فى خسائر بمناطق بأوروبا والصين والهند، بينما يصعب التنبؤ بآفاق صادرات أوكرانيا، المصدر الرئيسي للذرة والزيوت النباتية، بسبب الغزو الروسي.

ويراقب المتداولون دائمًا تنبؤات الطقس باهتمام، وزاد ذلك الاهتمام هذا العام، حيث أصبح كل مكيال حبوب مهمًا، وفي الوقت الذي تراجعت فيه أسعار الذرة والقمح وفول الصويا عن مستوياتها القياسية أو التي كانت قريبة منها في وقت سابق من العام الجاري، لا تزال العقود الآجلة شديدة التذبذب، وقد تؤدي مفاجآت الطقس السيئ إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى حتى انتهاء موسم الحصاد.

وشرح التقرير أن مؤشر الحبوب وفول الصويا يتداول بما يزيد بنحو 40% عن متوسط ​​خمس سنوات، فيما كان الارتفاع بأسعار الحبوب سببًا رئيسيًا في التضخم العالمي، كما أسهم نقص الغذاء في سقوط حكومة سريلانكا في وقت سابق من هذا العام عقب نفاد احتياطي النقد الأجنبي اللازم لشراء الواردات.

ففي الولايات المتحدة، حيث يمثل الذرة المحصول الرئيسي والأوسع انتشارًا، يصبح لضعف الإنتاج آثار متراكمة عبر سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية، ما يزيد الضغط على أمريكا الجنوبية لإنتاج محاصيل وفيرة مطلع العام المقبل، وقد يزداد الأمر سوءًا إذا اضطرت الصين، التي تعاني من أسوأ جفاف منذ مطلع الستينيات، إلى استيراد مزيد من الحبوب لإطعام قطعان الماشية الضخم وتعزيز المخزونات المحلية.

وتثير التوقعات الزراعية عالميًا حتى مطلع 2023 قلق مراقبي السوق، حيث يواجه العالم نقصًا في الإنتاج للعام الثالث على التوالي لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا، بسبب ظاهرة النينا- برودة المحيط الهادئ الاستوائي وتسبب ذلك في ردة فعل من الغلاف الجوي فوقه- ما قد تكون له عواقب وخيمة تتعلق بالجفاف بكافة أنحاء الولايات المتحدة ومناطق المحاصيل الحيوية في البرازيل والأرجنتين.

وتقلصت مناطق زراعة الأرز في الهند هذا الموسم بنسبة 8%، بسبب قلة الأمطار في بعض المناطق، بينما تناقش الحكومة هناك فرض قيود على صادرات ما يسمى بالأرز المكسور، المستخدم بشكل رئيسي في علف الحيوانات أو لإنتاج الإيثانول، وتعد الصين من أكبر مستورديه، التي تستخدمها في الغالب لتغذية المواشي، وكذلك بعض الدول الإفريقية التي تستورد الحبوب كغذاء، وتسهم الهند بنحو 40% من تجارة الأرز العالمية، حيث تُعدّ أكبر الدول المصدرة في العالم.