رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التسامح ومواجهة العنف

 عقدت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية برئاسة الدكتور القس اندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية الأسبوع الماضي مؤتمرا كبيرا بالعين السخنة عنوانه التسامح ومواجهة العنف من المبدأ إلى التطبيق حضره نخبة من رجال الفكر والسياسة والإعلام ونواب البرلمان في الجلسة الافتتاحية تحدث الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف وقال إن قضية التسامح لا يقصد بها التسامح بين الأديان فقط، ولكنها تعنى منهجاً عاماً ومنهج حياة اى تسامح فى الأسرة بين الزوجين ، وبين الأبناء وبعضهم وبين الأباء والابناء وبين البائع والمشترى والقاضى والمتقاضى يعنى التسامح فى كل المعاملات وتشمل التسامح الدينى والوطنى والإنسانى .
وأوضح الوزير أن التسامح ليس قبول الآخر فقط ولكن يذهب لأبعد من ذلك وهو مراعاة مشاعر الآخر الى أعلى درجه .
 وقال الوزير ان خطبة الجمعة في الوقت الراهن، تتم بناء على معايير علمية، وكل من يتجاوز أو يتفوه بلفظ غير منضبط على المنابر يحاسب فوراً، دون إبطاء، موضحا أن الدولة ترعى جيداً الخطاب الديني، وهو الآن في مرحلة ناضجة جداً، وتؤتي ثمارها، سواء على مستوى المساجد أو الكنائس. 
 واوضح الوزير أن تجديد الخطاب الدينى يسير بشكل جيد وتغير للأفضل عما كان عليه قبل 2013 ، حيث كان مترهلاً ويتناول قضايا لتصفيه حسابات ودعاء على المخالفين فى العقيدة ،وانه سمع إمام أحد المساجد يقول "اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين واللهم  احفظ بلادنا وبلاد المسلمين"، وهو قول خاطئ ويدعو للتفرقة وعدم التسامح.
وأكد الوزير أن هذا الإمام معروف بوطنيته وقال تكلمت معه وقلت له وما المشكلة أن تدعو للجميع  وتكسب ثواب الجميع، ولا يجب أن تدعو بمثل هذه 
الدعوات التي تفرق ولا تجمع، ويجب مراعاة معنى الجمل التي تقال والتفكير في كل كلمة، تكتب أو تقال، فرجل الدين يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق
وأوضح وزير  وقال ان خطبة الجمعة في الوقت الراهن، تتم بناء على معايير علمية، وكل من يتجاوز أو يتفوه بلفظ غير منضبط على المنابر يحاسب فوراً، دون إبطاء، موضحا أن الدولة ترعى جيداً الخطاب الديني، وهو الآن في مرحلة ناضجة جداً، وتؤتي ثمارها، سواء على مستوى المساجد أو الكنائس. 
 وفي كلمته أشاد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الانجيلية ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية  بجهود وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة في قضيةِ التسامحِ، والدورِ الكبيرِ الذي تقومُ بهِ وزارةُ الأوقاف وقال قد تَشاركنا معه في العديدِ منَ المؤتمراتِ حولَ قضايا العيشِ المشتركِ والتسامحِ. كمَا أنَّ المتابِع لمقالاتِه، ومؤلَّفاتِه، وتصريحاتِهِ الصحفيةِ والإعلاميةِ، يجدُ اهتمامًا كبيرًا بقضيةِ التسامحْ. ومَنْ يتابعَ عملَ وَزارةِ الأوقافِ يجدُ نشاطًا كبيرًا في إصدارِ المؤلفاتِ التي تهتمُّ بالقضايا الوطنيَّةِ كالمواطنةِ والعيشِ المشتَرَكِ، والتركيزِ على دورِ المؤسسةِ الدينيةِ في خدمةِ المجتمعِ، وتعزيزِ السلمِ المجتمعيِّ، ونشرِ القيمِ المجتمعيةِ الإيجابيةِ ومواجهةِ التشددِ والتطرفِ.
وأضاف 
إنَّ قيمةَ التسامحِ ذاتَ قوةٍ كبيرةٍ، وهي ليستْ مجرَّدَ إطارٍ نظريٍّ للبحثِ والقراءةْ، بَلْ منهجٌ للحياةْ. وهذهِ هي الرؤيةُ التي نحتاجُها عندَ الحديثِ عنْ قيمةِ التسامحِ في المجتمعْ؛ أنْ يترسخَ ليصبحَ هو الأمرَ المألوفَ في المجتمعِ وليسَ بالأمرِ غيرِ الطبيعيِّ أو غيرِ الدارجْ، في التعاملِ معَ الآخرْ، في قبوله، احترامه، إنصافه، وكذلكَ في البيعِ والشراءِ وكافةِ الأنشطةِ والمعاملاتِ المجتمعيةْ. وهذهِ بالفعلِ هي المحاورُ الرئيسةُ في مفهومِ التسامحْ. 
ولعلَّ ما رأيناهُ في حادثِ كنيسةِ أبي سيفينْ في منطقةِ الورَّاق، يبرزُ هذا المفهومَ لدى المصريين، فرأَيْنا مَن تسارعوا للكنيسةِ لإنقاذِ المصلِّينَ الذينَ كانوا بالداخلِ مِن مُنطَلَقٍ إنسانيٍّ طبيعيّ، يتميزُ بهِ نموذجُ العيشِ المشتركِ في مِصرَنَا الحبيبةْ، ويَمتازُ به الشعبُ المصريُّ، الذي لديهِ مخزونٌ حضاريٌّ عريقٌ، يدركُ قيمةَ سيادةِ روحِ التسامحِ والمحبةِ والعملِ معًا من أجلِ رفعةِ الوطنْ. 
إنَّ نموذجَ العيشِ المشتركِ في مِصرَ، بكلِّ إيجابياته وما يُواجِهُه من تحدياتٍ، هو نموذجٌ فريدٌ من نوعِه، نشكرُ اللهَ عليهِ، ونفتخِرُ بهِ ونحرصُ على تدعيمِه.
وان التسامحِ، يشتمل على الرحمةِ والسماحةِ والمغفرةِ والصُّلحِ واليُسرِ والاستواءِ، والكرمِ والرفقْ.
 كما أكد على أن  التسامحَ بأنَّهُ المساحةُ التي تتجاوزُ المشتركَ إلى حقِّ الاختلافِ، وهنا يكونُ هناكَ مكانٌ للآخرِ المختلفْ. 
لهذا، فإنَّ تعريفَ المصطلحِ بدقةٍ، هو خطوةٌ لمعرفةِ الذاتِ والآخرْ، والقواسمِ والأرضيةِ المشتركةِ بينَنَا وكيفَ نتعاونُ سويًّا. 
وعن 
التسامحُ في الأديانْ قال 
 تؤكدُ كلُّ الأديانِ أنَّ الناسَ جميعًا أبناءُ العائلةِ الإنسانيةْ، وكلَّهم لهمُ الحقُّ في العيشِ والكرامةِ دونَ استثناءٍ أو تمييزْ؛ فالإنسانُ، هو خليقةُ اللهِ، وهو مكرَّمٌ في كلِّ الأديانْ، بصرفِ النظرِ عن جنسِهِ أو لونِهِ أو انتمائِه، وعليهِ مسؤوليةٌ في إعمارِ الأرضْ. هذا الإعمارُ لنْ يتحققَ إلا بسيادةِ مبدأ التسامحِ والتعاونِ والتكاملْ. فالاختلافُ لا يجبُ أنْ يكونَ سببًا للتنافرِ والعداوةْ، بل للتعارفِ والتلاقي على الخيرِ والمصلحةِ المشتركةْ.
وشدد الحاضرون على أهمية أن تقوم المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية بدورها الإيجابي في نشر قيمة التسامح ونبذ خطاب الكراهية.