رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جوزيف كونراد روائى بريطانى من أصل بولندى بدأ حياته بحارا وأنهاها كأديب

جوزيف كونراد
جوزيف كونراد

جوزيف كونراد والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1924، ولد بمدينة برديشيف في أوكرانيا، لوالدين بولنديين، فهو بولندي الأصل، لكنه يصنف كروائي وقاص بريطاني بولندي الأصل. 

 

كان والد جوزيف كونراد من النبلاء وناشطا سياسيا يعمل في الصحافة والترجمة. وقد تعلم جوزيف كونراد من والده حب الأدب والقصص الرومانسية. 

وتوفيت والدة كونراد وهو في الثامنة من عمره، وتوفي والده بعدها بأربع أعوام. ليتولي عمه بعد ذلك رعايته.

 

رحل جوزيف كونراد علي ظهر سفينة فرنسية في العام 1848، ليعمل بحارا علي متنها لمدة عشرين عاما. حيث تعلم اللغة الإنجليزية خلال السنوات العشر الأولي من عمله في البحر، والتي قد استخدمها فيما بعد في كل كتاباته الأدبية.

 

نال جوزيف كونراد شهادة قبطان وحصل علي الجنسية البريطانية. كان أول إبحار له كقبطان سنة 1884، وقد تقاعد بعد عشر سنوات.

 

نشر جوزيف كونراد روايته الأولي “حماقة آلماير” عام 1895و تلتها سلسلة من الروايات والقصص القصيرة. ومن روايات جوزيف كونراد: قلب الظلام، منبوذ من الجزر، إعصار، لورد جيم، العميل السري، فرصة، تحت عيون غريبة، المتجول، سهم من الذهب وغيرها.

ــ  جوزيف كونراد.. ورفضه المفاضلة بين أعماله الإبداعية

ذاع بين جمهور قراء جوزيف كونراد، أن روايته “لورد جيم”، هي عمله الإبداعي الأدبي الأقرب إلي قلبه، وفي هذا الصدد يقول جوزيف كونراد: لقد سئلت أكثر من مرة هل هذا الكتاب هو الأقرب إلي قلبي بين مؤلفاتي، وأني أجيب بأني أكره المحسوبية، سواء أكانت في الحياة العامة أم الخاصة، أو حتي في تلك الصلة الدقيقة بين المؤلف وأعماله. وعلي هذا فأني أرفض المفاضلة من حيث المبدأ. 

ولكن ليس معني هذا أنني من التزمت بحيث أشعر بالحزن أو الضيق، إن كان بعض الناس يفضلون “لورد جيم” علي بقية أعمالي. أو حتي لا أقول أنني لا أستطيع فهم ذلك. 

 

وإن كان قد حدث لي مرة أنني أحسست، في مناسبة ما، بشعور قوي من الحيرة والدهشة بسبب هذا الكتاب. فقد كان لي صديق حين رجوعه من إيطاليا، أخبرني أنه قابل سيدة هناك ــ إيطاليا ــ لم يعجبها هذا الكتاب “لورد جيم”، ولقد أسفت لذلك بالطبع، ولكن الذي أدهشني هو سبب عدم رضاءها عن “لورد جيم”، فلقد أخبرني صديقي أنها قالت له: “ألا تري أن كل ما فيهشذوذ وانحراف؟” . 

 

ويوضح جوزيف كونراد في مقدمته لروايته “لورد جيم”: ولقد أسلمني هذا الرأي إلي التفكير القلق زهاء ساعة، وأخيرا وبعد أن أخذت في اعتباري غرابة موضوع هذا الكتاب علي طبيعة المرأة. 

وصلت إلي نتيجة منطقية حاسمة، وهي أن السيدة التي أبدت هذا الرأي لا يمكن أن تكون إيطالية، بل أن من المشكوك فيه إمكان كونها أوروبية علي الإطلاق. 

ــ “لورد جيم” بدأت كقصة وانتهت رواية

ويتابع جوزيف كونراد، عن روايته “لورد جيم”: حين صدرت هذه القصة في هيئة كتاب، شاعت بين الناس فكرة تقول أن القلم قد جمح بي، وقال بعض من نقدوا هذا الكتاب أنه بدأ قصة قصيرة، لكن الزمام أفلت بعد ذلك من يد المؤلف ــ ولقد كان ــ مصدر تسلية لبعض هؤلاء النقاد، أنه خيل إليهم أنهم قد أكتشفوا الدليل، علي أن ما يقولونه من صميم الكتابة نفسه، فأشاروا إلي أن هناك حدودا لا يمكن لراوية القصة أن يتعداها. 

وعلي ذلك فقد كان من المستحيل في نظرهم أن تتوقع أن يستمر أحد طوال هذا الوقت في رواية قصة، أو أن يجد أحدا ينصت إليه طوال هذه المدة، لأن ذلك شئ لا يقبله العقل.