رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوجه الآخر للروائى مجيد طوبيا.. كاتب الأطفال والرسام وصاحب شركة الإنتاج (وثائق)

مجيد طوبيا
مجيد طوبيا

لم يكن مجيد طوبيا روائيًا، فقط، لكنه كان مبدعًا متعدد المواهب، يرسم ويكتب للأطفال وصاحب شركة إنتاج سينمائي وكاتب مقالات في الأهرام، وغيرها الكثير من وجوه الإبداع، سوى أن روايته "تغريبة بني حتحوت" بأجزائها جعلت الجميع يعرفون طوبيا كمبدع وروائي قدير من جيل الستينيات العظيم، فما هي حكاية طوبيا مع المواهب المتعددة؟..

كاتب للأطفال

سبق لطوبيا أن كتب للأطفال، فقد صدر له عن المركز القومي للطفل التابع للمجلس الأعلى للثقافة كتاب "مغامرات عجيبة.. حكايات للأولاد والبنات"، وكان الكتاب من تأليفه ورسم الكاتبة الصحفية الكبيرة سناء البيسي، كما صدر له كتاب "كشك الموسيقى.. حكاية طويلة للبنات والأولاد" عن دار الثقافة الجديدة بالقاهرة.

الرسام

من ضمن هوايات مجيد طوبيا كانت هواية الرسم، وله 3 لوحات باقية من أعماله رسم إحداها بشكل سوريالي ينفتح على التأويل والدلالات المختلفة، وغيرها من رسوم من يراها يظن أنها لفنان تشكيلي كبير تداخلت فيها الألوان ونسجت بشكل معبر وأخرى بشكل عشوائي تشير للبعثرة وغيرها.

المشروع الأهم في حياة مجيد طوبيا

كتب مجيد طوبيا قصة وسيناريو وحوار فيلم "أبناء الصمت" عن قصة السنوات الست ما بين نكسة يونيو وحتى نصر أكتوبر المجيد، وعرض طوبيا الفيلم على شركة راضي فيلم للإنتاج والتي تحمست له وقرر محمد راضي إخراج الفيلم الذي يعد علامة من علامات أفلام الحروب المصرية، ويعرض كل عام مع ذكرى النصر، والفيلم كان من بطولة كل من محمود مرسي ونور الشريف ومديحة كامل وأحمد زكي ومحمد صبحي وسيد زيان والسيد راضي وفريدة سيف النصر وغيرهم.

وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وكان السبب في التفكير في الخطوة التالية، وهي شركة الإنتاج.

شركة رابيا فيلم

النجاح الواضح والملموس لفيلم أبناء الصمت في كل شىء، كتابة وقصة وديكور وإخراج جعل مجيد طوبيا يجتمع بمحمد راضي ويتناقشان في شركة إنتاج سينمائي يحمل اسمها آخر حرفين من اسم راضي وآخر حرفين من اسم طوبيا، ليصبح اسم الشركة رابيا فيلم للإنتاج السينمائي، وبناء عليه تم توقيع عقد الشراكة بينهما عام 1976، أما عن التفاصيل الكاملة للشركة فكما سيأتي.

تأسيس الشركة

كان حجم المبلغ الذي تم تأسيس شركة رابيا فيلم به هو 2000 جنيه مصري مقسمة بين محمد راضي ألف جنيه ومجيد طوبيا ألف جنيه، وكان أول عقد وآخر عقد للشركة هو إنتاج فيلم بعنوان صانع النجوم كان من تأليف السيناريست مجيد طوبيا، وكان اسم الشركة محمد متولي راضي وشريكه، وعرفت بالاسم التجاري رابيا فيلم، وعنوانها  24 شارع عبدالخالق ثروت وكان للاثنين حق الإدارة فيما اختص مجيد طوبيا بحق التوقيع.

IMG20220529204633
الوثيقة

إنتاج فيلم صانع النجوم

في يوم 6 يناير 1976 تم توقيع عقد الاتفاق بين شركة رابيا فيلم ويمثلها محمد راضي وبين مجيد طوبيا بصفته مؤلفًا وسيناريست على إنتاج فيلم صانع النجوم بمقابل مبلغ قدره 2500 جنيه تدفع لمجيد طوبيا بواقع 750 عند إمضاء العقد، 500 عند تسليم السيناريو، 500 عند موافقة الرقابة، 250 عند بدء التصوير، 250 عند منتصف التصوير، 250 بعد الانتهاء من التصوير، كما اشترط العقد على أن يضيف طوبيا ما يراه المخرج من تعديلات وإضافات، وتم الاتفاق على بدء تصوير الفيلم في شهر مارس من عام 1976.

تصوير فيلم صانع النجوم

كانت قصة فيلم صانع النجوم تدور حول النجمة الشهيرة والكبيرة سهام والتي قامت بدورها الفنانة الكبيرة سهير رمزي والتي تحضر عرضًا مسرحيًا، حيث تقابل الممثل سعيد، ويقعان في الحب ويتزوجان، وتدفعه سهام إلى عالم السينما كي يكون نجمًا شهيرًا، وبعد تعرضه ﻹحدى المشكلات في العمل، يختفي في إحدى القرى،  بينما يترك سيارته تسقط في النيل، ليظن الجميع أنه مات، وتتصاعد الأحداث.

الفيلم كان من إخراج محمد راضي وتأليف وقصة وسيناريو وحوار مجيد طوبيا، وكان طاقم العمل يتكون من محمود ياسين، وسهير رمزي، وسعيد صالح، السيد راضي، منى جبر، يونس شلبي، أحمد زكي، وتكلف الفيلم مبلغًا وقدره 33 ألف جنيه وعرض فيلم صانع النجوم لأول مرة عام 14 نوفمبر 1977.

الوثيقة

أفلام إيهاب الليثي

قرر مجيد طوبيا ومحمد راضي توكيل عقد توزيع فيلم صانع النجوم عربيًا ودوليًا لشركة أفلام إيهاب الليثي والتي يمثلها إيهاب فؤاد الليثي، وتم تحرير عقد ينص على حق التوزيع لإيهاب الليثي ويحق له استغلال الفيلم بكافة الطرق من بيع وعرض بالنسبة المئوية سواء كان ذلك في السينما أو الإذاعة والتليفزيون أو النوادي دون استثناء، وقبل مجيد طوبيا ومحمد راضي وتم الاتفاق على هذا الأمر.

إيرادات فيلم صانع النجوم

خلال 12 عامًا تم خلالها توزيع فيلم صانع النجوم لم يحقق الفيلم إيرادات سوى 17804 جنيهات مصرية، وكان عام 1979 هو العام الأكثر دخلًا للإيرادات، حيث بلغت 6455 جنيهًا مصريًا، وكان أقل الأعوام هو عام 1984 وعام 1985 حيث بلغت الإيرادات صفرًا، وبعدها منذ عام 1986 وحتى 1991 لم يحرز الفيلم أي تقدم وكان الصفر هو الإيراد أيضًا.

وبالنظر للإيرادات من تكاليف إنتاج الفيلم يتبين مدى خسارة الشركة من إنتاج فيلمها الأول.

 

الوثيقة

كيف وقف الفنانون بجوار مجيد طوبيا

كان هناك عدد من الفنانين الذين تنازلوا عن بعض أجورهم من الفيلم، وذلك بعد أن ثبت أن هناك تكلفة عالية في الإنتاج عندما بدأ التصوير، فقد تنازل النجم أحمد زكي عن مبلغ وقدره 200 جنيه من أجره عن القيام بدور مصطفى في فيلم "صانع النجوم".

وكتب النجم الراحل أحمد زكي يقول: "أقر أنا أحمد زكي عبدالرحمن أنني تنازلت تنازلًا نهائيًا لا رجوع فيه عن مبلغ "200" جنيه فقط مائتي جنيه لا غير من قيمة العقد المبرم بيني وبين شركة رابيا فيلم التي يمثلها في العقد السيد مجيد طوبيا عن القيام بدور ممدوح في فيلم صانع النجوم".

فيما تنازلت النجمة سهير رمزي عن 1500 جنيه من مستحقاتها عن القيام بالبطولة النسائية في الفيلم، وكتبت رمزي تقول: "أقر أنا سهير رمزي أنني تنازلت تنازلًا نهائيًا لا رجوع فيه عن مبلغ "1500" جنيه فقط ألف وخمسمائة جنيه مصري لا غير من قيمة العقد المبرم بيني وبين شركة رابيا فيلم التي يمثلها في العقد السيد مجيد طوبيا عن القيام بتمثيل البطولة النسائية في فيلم صانع النجوم إخراج السيد محمد راضي".

سهير رمزي بتاريخ 12 يناير 1976

كما تنازل مساعد المخرج محمد ماهر السيسي عن مبلغ وقدره 100 جنيه من مستحقاته في العمل بفيلم "صانع النجوم"، وكتب السيسي يقول: "أقر أنا محمد ماهر السيسي أنني تنازلت تنازلًا نهائيًا لا رجوع فيه عن مبلغ 100 جنيه فقط من قيمة الأجر المتفق عليه في العقد المبرم بيني وبين شركة رابيا فيلم ويمثلها في العقد السيد مجيد طوبيا، وذلك عن القيام بمهمة مساعد المخرج الأول في فيلم صانع النجوم إخراج محمد راضي".

المقر بما فيه محمد ماهر السيسي بتاريخ 3 فبراير 1976

 

عقد فسخ الشركة

الوثيقة

تم فسخ التعاقد بين الشريكين مجيد طوبيا ومحمد راضي عام 1991، وجاء في مذكرة الفسخ أنه في أول فبراير من عام 1991 تحرر هذا العقد بين كل من مجيد طوبيا ومحمد راضي، وبموجب عقد تكوين شركة تضامن ثابت التاريخ تكونت شركة تضامن باسم محمد متولي راضي وشريكه، وبالاسم التجاري رابيا فيلم بغرض إنتاج وتوزيع الأفلام الروائية برأس مال قدره 2000 جنيه ونظرًا لأن نشاط الشركة منذ تاريخ تكوينها اقتصر على إنتاج فيلم واحد هو صانع النجوم ولم يحقق الفيلم أي أرباح طوال هذه السنتين فقد تم الاتفاق بين الشريكين على فسخ وتصفية الشراكة القائمة بينهما.