رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التاريخ كله هنا».. حكايات الحرب والحب فى متحف «عم محمد» بشارع المُعز (صور)

العم محمد في ورشة
العم محمد في ورشة التحف النادرة

داخل محل صغير لا تتعدى مساحته الأمتار القليلة.. وقف عم محمد وسط تُحف أثرية تُخلد حضارات العديد من البلدان، جمعها الرجل المحب للتاريخ والتراث هُنا في هذا المحل بشارع المُعز لدين الله الفاطمي بمنطقة الحسين وسط القاهرة.. ليتحول المحل إلى متحف صغير يضم العشرات من التحف التي تروى حكايات التاريخ على كوكبنا.

«محمد عواد» هو اسمه، يقضي عقده الخامس في محله للتحف الأثرية بشارع أمير الجيوش المتفرع من المُعز.. هواية وحب للمقتنيات النادرة قادته إلى أن يُصبح مسؤلًا عن متحف فني في نطاق صغير داخل المنطقة الأثرية بالقاهرة الفاطمية، ليُجمع خلالها مقتنيات من سنوات طويلة مضت، لتخطف أنظار المارة في الشارع التاريخي.

صور ومقتنيات قديمة على واجهة المحل تخطفك للبحث عن المزيد بداخله، فتجد نفسك بعد خطوات قليلة؛ وكأنك ركبت آلة الزمن وسافرت بها إلى الماضي.. هُنا ساعات تاريخية تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية.. بشكلها وتصميمها الأنيق؛ كانت شاهدًا على صناعة الألمان قديمًا قبل هزيمة هتلر ودمار ألمانيا آنذاك.. فلم تُعد مصانعها موجودة الآن، وليس لها وجود منذ الحرب العالمية الثانية، لذا؛ فإن هذه الساعات هي الأولى والأخيرة من هذا النوع، وتتفرد بأنها لم يُصنع مثلها من بعدها ـ يقول العم محمد لـ «الدستور».

وفي أحد أركان المتحف المُصغر، يوجد نجف صمم قديمًا بالأيدي، وأوان مستوردة من خارج مصر في بداية القرن العشرين، ومنبه من صنيع ألمانيا، ومجلات قديمة، وأدراج لحفظ الأواني كما هو «النيش الآن».

يحمل الرجل «برّاد» شاي قديم مصنوعا من النحاس.. وزنه ثقيل؟.. سألناه، قبل أن ينظر الرجل مبتسمًا بأن النحاس كان رخيصًا حينها لذلك فكانوا يكثرون من وضعه في مصنوعاتهم.

الكثير من الأشياء والمقتنيات التي مازل الرجل يحتفظ بها ويهتم لجمعها رغم قلة رواجها في السنوات الأخيرة ـ كما يقول ـ لكنها يعشق هذه الهواية التي يُمارسها منذ عشرات السنوات.