رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من بينها الملك توت.. هل تحل السكتة الدماغية غموض أشهر المومياوات الفرعونية؟

العلاج في عهد الفراعنة
العلاج في عهد الفراعنة

قالت مجلة "إنشنت أورجنيز" الاسترالية، أن الفحص الطبي التفصيلي لبقايا مومياء مصرية أدى إلى اكتشاف مفاجئ وغير مسبوق، حيث وجد فريق من الباحثين من جامعة نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة الكالا في إسبانيا، والجامعة الأمريكية في القاهرة أدلة قوية ومقنعة على أن أحد المومياوات الفرعونية عانت في مرحلة ما من حياتها من إصابة دماغية معيقة وكان في الواقع ضحية سكتة دماغية.

وكتب مؤلفو الدراسة في مقال لهم، "مومياء هذه المرأة التي عاشت في مصر القديمة عانت من سكتة دماغية، وأدى ذلك إلى إصابة نصف دماغها الأيسر بالشلل، وعاشت مع هذه الحالة لعدة سنوات، وهذا النوع من إصابات الدماغ مألوف جدًا للأطباء في العصر الحديث".

-  إصابة مومياء من 2700 عام بالسكتة الدماغية اكتشاف فريد من نوعه

وتابعت المجلة، أن هذا استنتاج رائع، حيث لم يتم العثور على دليل واضح على الضرر المرتبط بالسكتة الدماغية في أي هيكل عظمي قديم آخر، من مصر أو في أي مكان آخر، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2017 على بقايا هيكل عظمي لكاهن إيطالي من القرن الثامن عشر يُدعى دون جيوفاني أركانجيلي أنه أصيب بسكتة دماغية قبل وفاته، وكان حتى الآن أقدم هيكل عظمي تم التعرف عليه على أنه ينتمي إلى ضحية سكتة دماغية.

وأضافت أن تم اكتشاف نفس الحالة ولكن في مومياء فرعونية، تعود لأمرأة يتراوح عمرها وقت الوفاة ما بين 25 وحتى 40 عامًا، عاشت قبل 2700 عام، ما يجعلها أحد الرعاة في الأسرة الـ 25، وعثرت البعثة الأثرية الإسبانية على بقايا المرأة المحنطة في درة أبو النجا، موقع المقبرة القديمة، التي كانت تجري حفريات على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من الأقصر على مدى العقدين الماضيين.

وتابعت أن العلماء درسوا البقايا المحنطة بالأشعة السينية للحصول على مزيد من المعلومات حول بنية العظام وخصائص الهيكل العظمي الأخرى، لكن الفحص البدني المباشر للمومياء هو الذي أدى إلى اكتشافهم المذهل.

وقالت عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمؤلفة المشاركة في الدراسة سليمة إكرام، "هذا هو أول دليل يُبلّغ عنه على إصابة شخص من مصر القديمة بسكتة دماغية إقفارية، حيث وجدت هذه الدراسة دليلاً قوياً على أن هذه المرأة  أصيبت بجلطة دماغية عندما كانت صغيرة، وهو ما جعلها معاقة جزئيًا، لكن العناية الوثيقة بأسرتها وأصدقائها ساعدتها على البقاء على قيد الحياة حتى سن الشيخوخة ".

وأشارت المجلة، إلى أن تشوهات هيكلها العظمي هي التي كشفت أسرار حياتها، فقد كان كتفي المرأة متقلصين ورأسها متجهًا لأسفل وكأنها مجبرة على ذلك الاتجاه، بينما كانت ذراعها اليمنى ممدودة إلى جانب الجسم، لكن ذراعها اليسرى كانت مثنية عند الكوع مع وضع الساعد على الصدر مع وضع اليد اليسرى في وضع شديد الانثناء، وكانت الأرجل مستقيمة وموجودة معًا، لكن كان هناك انحراف بسيط في القدم اليسرى واضحًا.

وكتب مؤلفو الدراسة: "يشير وضع الكتفين ، والرأس ، والذراع المثنية ، وبدرجة أقل ، الانعطاف المحتمل للقدم اليسرى إلى الداخل ، إلى أن المرأة كانت تعاني من إهانة في الدماغ الأيمن"، وأشاروا إلى أن كل هذه التشوهات قد لوحظت في ضحايا السكتات الدماغية الحديثة.

- هل الملك توت أصيب بسكتة دماغية؟

وأثناء إجراء عملية التحنيط ، حاول المحنطون تصحيح الوضع المشوه لرأس المرأة وصدرها، وفعلوا ذلك عن طريق وضع زوج من العصي خلف ظهرها، مما حوّل وضعيتها إلى وضع أكثر استقامة مما كان يمكن أن يكون واضحًا عندما كانت تعيش. كما تم وضع عصا خشبية أخرى على شكل عكاز بجانب جسدها، ربما لأنها كانت بحاجة إلى عكاز للمشي بعد تعرضها لإصابات ناجمة عن سكتة دماغية.

وأكدت المجلة، أن اكتشاف العصي في قبر المرأة قد يكون ذا أهمية خاصة، فقد يجبر هذا الاكتشاف علماء الآثار وعلماء المصريات على إعادة تقييم القطع الأثرية المماثلة المكتشفة في الحفريات الإقليمية الأخرى على مر السنين. 

 فقد كانت إحدى المقابر التي تحتوي على قطع متعددة من الخشب المشكل هي مقبرة توت عنخ آمون أو الملك توت، حيث تم العثور على أكثر من 100 عصا للمشي في مكان دفنه، وأظهر مسح لهيكله العظمي أنه قد يكون يعاني من حالة طبية ما أثرت على عظامه، كان يُفترض أن هذا كان نوعًا من الأمراض النادرة، ولكن يبدو الآن أنه من الممكن أن يكون الملك الصبي قد أصيب بسكتة دماغية.