رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال حماد يروي كواليس ليلة ثورة 23 يوليو وإذاعة البيان الأول

جمال حماد
جمال حماد

اللواء جمال حماد أحد الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة 23 يوليو 1952 حكى ما جرى ليلتها وكيف جرت الأمور يومها إلى أن أذيع البيان الأول للثورة.

قال جمال حماد في حواره لمجلة “آخر ساعة” 1990، إن خطة الثورة كانت تتميز بالبساطة والواقعية حُددت فيها الواجبات وفقا للإمكانيات المتاحة، وهو ما ساعد على تنفيذها ونجاحها وتحقيق المفاجأة المدوية للملك والحكومة في الإسكندرية عندما استمعوا للبيان الأول للحركة صباح يوم 23 يوليو 1952.

في الساعة الثالثة بعد ظهر الثلاثاء يوم 22 يوليو اجتمع في منزل خالد محيي الدين بشارع فوزي المطيعي بمصر الجديدة عشرة من الضباط الأحرار، ستة منهم أعضاء لجنة القيادة وهم جمال عبد الناصر وعبد اللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم وخالد محيي الدين وعبد الحكيم عامر الذي كان يعمل برئاسة الفرقة برفح وقتها، كما حضر الاجتماع أربعة ضباط من خارج اللجنة، وكان موعد اللقاء محددا من قبل لإصدار أمر العمليات في كل حدة كما هو متبع في فن التكتيك الحربي. 

كان من المفترض وقتها أن يقرأ جمال عبد الناصر بصفته الرئيس المنتخب للجنة القيادة مهمة قراءة الخطة على زملائه الحاضرين، ولكن قرأها بدلا منه زكريا محيي الدين لأنه أقدم منه في الرتبة، وبعد الانتهاء من قراءة الخطة رد: "كويس، على بركة الله" ثم وضع الورقة في جيبه. حسبما روي جمال حماد.

في الاجتماع حُددت ساعة الصفر لبدء التحركات وفي الساعة الواحدة صباح 23 يوليو اختيرت كلمة السر للعملية وكانت "نصر"، وكانت مراحل تنفيذ الخطة تستهدف في المرحلة الأولى في ليلة 23 يوليو الاستيلاء والسيطرة الكاملة على مبنى القوات المسلحة وعلى الإذاعة، وكان تنفيذها يبدأ في الساعة الواحدة صباحا تتحركة سرية مشاة من الكتيبة 13 من معسكر العباسية لاحتلال مبنى رئاسة الجيش بكوبري القبة، وعينت مقدمة كتيبة مدافع الماكينة الأولى المشاة القادمة من معسكر الهايكستيب لتكون قوة احتياطة للمعاونة في تنفيذ ذلك.

في الرابعة صباح ليلة 23 يوليو كان مكتب اللواء محمد نجيب بمبنى رئاسة الجيش الذي تم الاستيلاء عليه أشبه بخلية النحل، وقتها انسحب جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وجمال حماد ودخلوا غرفة المؤتمرات لكتابة البيان الأول للثورة الذي سيوجهه اللواء محمد نجيب للشعب المصري من دار الإذاعة في السابعة صباحا. 

اتفق الثلاثة على النقاط الأساسية التي ينبغي أن يتضمنها البيان، ثم خرج عبد الحكيم عامر وعكف جمال حماد على صياغة البيان وفقا لما اتفقوا عليه وبعد عدة مسودات عرض البيان على اللواء محمد نجيب فوافق على الصيغة وعدل عبارة واحدة في البيان كان أصلها "وأني أؤكد أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن مجردا من أية غاية" فأصبحت بعد التعديل :وأني أؤكد للشعب المصري أن الجيس اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور".

كان من المتفق عليه بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر أن يتولى جمال حماد إذاعة بيان الثورة بنفسه لكن الظروف تغيرت وطلب زكريا محي الدين من "حماد" أن يتأهب للتحرك لمعسكر اللواء السابع المشاة بالعباسية لوصول أبناء تحركات تقوم بها القوات البريطانية على طريق السويس في اتجاه القاهرة، ورفص "محي الدين" أن يظل "حماد" لإذاعة البيان، واتفق جمال عبد الناصر لتكليف ضابط آخر ليقوم بمهمة إذاعة بيان الثورة، وتسلمه أنور السادات ليذيعه، وكان من المفترض أن يذيعه في السابعة صباح يوم 23 يوليو لكنه أذيع في السابعة والنصف لتعطل الإرسال أكثر من مرة. 

ولم يتم تسجيل البيان عند إلقائه لأول مرة لدى الإذاعة المصرية، إذ لم يكن نظام التسجيل بالأشرطة البلاستيك لدى الإذاعة المصرية معروفا.