رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ذا ناشونال»: مقبرة أبوصير تكشف عن جوانب أكثر تقدمًا للفراعنة

مقبرة أبو صير
مقبرة أبو صير

سلطت مجلة  «ذا ناشونال» الإماراتية في نسختها الإنجليزية، الضوء على اكتشاف بعثة أثرية تشيكية تعمل بالقرب من هضبة الجيزة في منطقة أبوصير، مقبرة لمسئول عسكري مصري قديم كان يقود كتائب مكونة من جنود أجانب.

وقالت وزارة الآثار في مصر إن الاكتشاف دفع الخبراء إلى استنتاج أن مصر القديمة كانت أكثر عولمة مما كانوا يعتقدون في السابق.

وأشارت المجلة، إلى أن المقبرة يعتقد أنها تنتمي إلى واهبر ميريت نيث، الذي عاش بين أواخر الأسرة السادسة والعشرين وأوائل القرن السابع والعشرين حوالي عام 500 قبل الميلاد.

وتابعت أنه تم العثور على قبره على بعد حوالي 12 كيلومترًا جنوب شرق أهرامات الجيزة، وهو قريب جدًا من مخبأ التحنيط الذي تم اكتشافه في فبراير الماضي، والذي ينتمي أيضًا إلى واهبر ميريت نيث، وتم العثور على القبر بواسطة بعثة من قسم علم المصريات في جامعة تشارلز في براج، وهي واحدة من أقدم الجامعات في أوروبا.

 

قبر مثير للاهتمام

وأضافت أن القبر ينقسم إلى أجزاء منفصلة بواسطة جسور ضيقة مقطوعة في الصخر الطبيعي، وتبلغ مساحته 14 مترًا مربعًا، وكان عمق بئرها الرئيسي حوالي 6 أمتار، ومع ذلك، كما هو معتاد في مواقع الدفن القديمة منذ ذلك الوقت، كان هناك عمود أصغر وأعمق في منتصف البئر الرئيسي يؤدي إلى التابوت المزدوج حيث دفن واهبر ميريت نيث.

وأشارت إلى أنه في قاع البئر الأعمق، التي تبلغ مساحتها 6.5 × 3.3 متر، وعلى عمق حوالي 16 مترًا، عثرت البعثة على تابوتين، أحدهما داخل الآخر، كما أن التابوت الخارجي مصنوع من لوحين كبيرين من الحجر الجيري الأبيض، بينما التابوت الداخلي مصنوع من صخور البازلت على شكل جسم الإنسان، ونقش الجزء العلوي من تابوت البازلت بمقتطفات من الفصل الثاني والسبعين من كتاب الموتى المصري، وفقًا لبيان صادر عن رئيس البعثة الدكتور مارسلاف بارتا.

وأكد بارتا في بيان أن التابوت الحجري لم يكن يحتوي على مومياء، مما أدى بالمهمة إلى استنتاج أن المقبرة تعرضت للاقتحام في القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد.

قال إن فريقه تمكن من تحديد تاريخ السرقة تقريبًا بسبب وجود أوعية خزفية تُركت في البئر الرئيسية.

 وذكر بيان الوزارة أنه تم العثور على الجزء العلوي من تابوت البازلت محطمًا، مما يشير إلى أن هذا هو المكان الذي دخل فيه الحرفيون إلى المقبرة.

على الرغم من أن القبر لم يكن يحتوي على الكثير من الكنوز، فقد تمكنت البعثة من استخراج جعران منحوت بشكل معقد، وحوالي 400 تمثال أوشابتي مصنوع من القيشاني (مادة خزفية متكلسة من الكوارتز السائدة في مصر القديمة) واثنين من الجرار الكانوبية المرمر (حاويات كانت تحتوي على الجعران المنزوع الأحشاء) أعضاء المتوفى التي كانت جزءًا مهمًا من عادات الدفن القديمة).

وقال الدكتور محمد مجاهد، نائب رئيس البعثة التشيكية: إنه على الرغم من أن الحفريات الأثرية في مقبرة وايب رع ميري نيت لم تزودنا بالعديد من الاكتشافات الأثرية الهامة أو العناصر الجنائزية المعقدة، إلا أن هذه المقبرة تعتبر فريدة ومهمة.