رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصيب فى الحرب العالمية وأسره الجيش الأمريكى.. حكايات عميد الأدب الألمانى هاينريش بول

عميد الأدب الألمانى
عميد الأدب الألمانى هاينريش بول

يعتبر الروائي الألماني هاينريش بول، والذي تحل ذكرى وفاته غدًا حيث توفى في 15 يوليو من عام 1985، واحدًا من أهم الأدباء الألمان، وهو الذي وضع جنبًا إلى جنب مع جونترجراس ألمانيا على صعيد الأدب العالمي بعد فوزه بجائزة نوبل.

ولد هاينريش بول في مدينة كولونيا الألمانية عام 1917، وعانى كثيرًا في طفولته سنوات كثيرة من الجوع والحرمان والمعاناة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى ثم الحرب العالمية الثانية والتي كان أحد جنودها، وشاهد عيان على بشاعتها من واقع معيشته اليومية في الجبهة، وهو الأمر الذي انعكس على أدبه فيما بعد.

أدب ما بعد الحرب

إن كان الكثيرين قد كتبوا عن الحرب العالمية فإن هاينريش بول منح الأدب الألماني اعترافًا عالميًا، كما قال كاتب سيرته الذاتية هاينريش فومفينج:" لم يثر أي أديب ألماني بهذه الصورة في الأدب الألماني في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كما فعل هاينريش بول"، كما أنه لم يحدث أن فهم العالم أي أديب ألماني وأحبه مثله".

هتلر وبول

في عام 1933، والذي وصل فيه هتلر للسلطة كان هاينريش بول في ريعان شبابه، عقب حصوله على الثانوية العامة التحق بدورة تأهيلية في علم المكتبات لكنه لم يكملها بسبب الخدمة العامة، وفي عام 1939 التحق بالجامعة ولكن تم استدعاه للخدمة العسكرية ورغم محاولاته للهروب بادعاء المرض وتقديم تقارير مزورة أو بحجة الدراسة لكنه أجبر على المشاركة في الحرب العالمية الثانية في مختلف الجبهات مثل بولندا والاتحاد السوفيتي ورومانيا وهنغاريا، وكان يكتب رسائل شبه يومية لأسرته وصديقته آنا ماريا سيش التي أصبحت زوجته فيما بعد، وأصيب بول أكثر من مرة، وتم أسره من قبل الجيش الأمريكي وأطلق سراحه عام 1945.

الأدب في حياة هاينريش بول

بدأ بكتابة القصة القصيرة متأثرًا بأسلوب أرنست هيمنجواي، وكانت قصصه تعبر عن الحرب بعيون الجندي الذي يكرهها، وكيف خلفت الحرب الموت والأنقاض وغيرها.

ومن أجمل ما قال هاينريش بول يصف كتابته:" حاولت الكتابة في وقت مبكر من حياتي لكني وجدت الكلمات فيما بعد".

وفي بي هاينريش بول عثر على قصاصات تقول أنه تعود الكتابة عام 1936 غير أن أول إنتاجه الأدبي كان في عام 1947، ومن يومناه منح هاينريش بول العديد من الجوائز أهمها جائزة نوبل عام 1972، وعرف برجل المواقف السياسية المعلنة والصريحة ضد الحرب، وتولى مناصب فخرية كثيرة، كما منح درجة الأستاذية الفخرية.

من أهم روايات هاينريش بول" شرف كاترينا بلوم الضائع" التي حولها المخرج فولكر شلوندورف إلى فيلم لقي رواجًا كبيرًا، ورواية "آراء مهرج" والتي تحولت لفيلم أيضًا ورواية "صورة جماعية مع سيدة" وشيئًا فشيئًا تحول هاينريش بول للمعبر عن ضمير الامة الألمانية وكانت مشكلة النقاد معه هو أن أدبه يناقش قضايا مرتبطة بعصره لذلك يشعر القارئ بتقادم ما يقرأ"، حسبما ذكر عبد الرحمن زلكي في مقال له نشر بمجلة الرافد.