رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضوى عاشور و«النقاش».. مثقفات متضامنات مع نصر حامد أبوزيد وابتهال يونس

نصر حامد أبوزيد وزوجته
نصر حامد أبوزيد وزوجته ابتهال يونس

صدر ضد الدكتور نصر حامد أبوزيد حكما قضائيًا بتفريقه عن زوجته الدكتورة ابتهال يونس بدعوى أنه مرتد عن الإسلام. وأيدت محكمة النقص حكم محكمة الاستئناف الحكم، ورُفضت الطعون الثلاثة التي قدموها وألزمتهم بمصاريف الدعوى ومصادرة كتاباته. 

أحدث الحكم غضبا واسعًا لدى المثقفين والكتاب في مصر، حيث اعتبرت الكاتبة فريدة النقاش، أن الحكم الصادر ضد الدكتور نصر حامد أبوزيد تهديدًا خطيرًا على حرية الفكر في المجتمع حتى بالمعنى الديني إذ يغلق باب الاجتهاد ويصادر الحريات. 

وطالبت فريدة النقاش ضرورة تصفية التشريعات المصرية التي تسمح للبعض برفع قضايا "الحسبة" في عصر يربغ فيه الجميع بالاتجاه نحو الديموقراطية، وأضافت: "قضية نصر أبوزيد قضية ليس منبتها الفكر الديني، لكن منبتها المرحلة الظلامية التي تقرأ قراءتها الخاصة بالفكر الديني وتترجمه ترجمة تعبر عن مصالح مالية كبيرة". 

وعبرت عن حزنها وأساها عن تدخل بعض الأشخاص في في العلاقة الشخصية والأسرية بين زوجين ويدسوا أنوفهم باسم الدين ويطالبون بتطليق زوجة من زوجها، ووصفت ذلك بالـ "فضيحة" على المجتمع وقواه المستنيرة التي لابد أن تتكاتف ضد هذه الممارسات من أن أجل تفادي نتائجها المدمرة. 

ومن جانبها، قالت الأديبة والكاتبة رضوى عاشور لـ "الأحرار" 1995، أن قرار المحكمة بتفريق بين نصر حامد أبوزيد وزوجته سابقة خطيرة، لها آثار كبيرة على المجتمع المصري كله، ليس من حق أحد أن يشهر سلاح التكفير على غيره لمجرد الخلاف في الرأي، كما أن "أبوزيد" أستاذ وباحث اجتماعي اجتهد في مجال تخصصه والحكم بمثابة تهديد لحرية الباحث يصيب الجامعة في صميم أهدافها. 

وأكدت أنها ترى أن الدكتور نصر حامد أبو زيد عالم إسلامي كبير، يصعب أن يوجد متفقها في مجال علمه يفوقه بما يسمح أن يقيم عمله ويحكم عليه، ووصف الحملة التي رفضت ترقيته وبالحكم الذي  أعقبه بأنها حملة "كريهة" تؤكد أن المناخ اختلط فيه "الحابل" بالـ "نابل" والدين بالشعوذة، قالت: "موقفي كان سيكون كموقف الدكتورة ابتهال التي تثق في زوجها وتعزز اجتهادها بمساندتها، أنه موقف واع وشجاع ومسئول". 

الدكتور هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع، أشارت أن المجتمع المصري متأخر كالعادة في أوضاع المستنيرين في مصر ورغم ذلك الناس تنظر للموضوع كأنه حادثة فريدة، رغم أنها تلخيص لموقف فكري يسود المجتمع كله. 

وشرحت "زكريا" أن الصراع يدور بين الفكر الإسلامي المستنير والفكر المتأسلم الرجعي القديم، لكن في ظروف يمتلك فيها المال من يفتقدون العلم بعدما تغيرت الخريطة في العالم العربي، إذ أصبح لبعض الدول سطوة من خلال المال وروجت لأفكارها الرجعية والمتخلفة. 

ورأت أن هذه الدول استخدمت المال لصالح ترسيخ الأفكار الرجعية، مضيفة: "ولصالح التاريخ المتقدم ينبغي أن ينتهي الصراع الحالي بين نصر وعبد الصبور، ولا نجاة لأوطاننا من هذا التخلف إلا بالفكر المستنير، فحتمية التاريخ تستدعي انتصار قوى التقدم في العالم العربي، وفي قلبها مصر".