رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يختار المريد الصوفي شيخه؟..أستاذ بجامعة الأزهر يجيب

د. محمد ابراهيم العشماوى
د. محمد ابراهيم العشماوى

قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوى، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إذا لم تصادفك عناية الله، وتَخْتَرْ لك شيخك، وتَجْمَعْك به من غير ترتيب - كما جرى لكبار أئمة الطريق - فاعلم أنه يجب عليك طلب الشيخ المربي الذي يأخذ بيدك في طريق الله عز وجل، وعلى قدر صدقك في طلبه؛ يُهَيِّئْهُ الله لك، واعلم أنك صورة شيخك، فكما يكون تكون، فإن كان شيخك من العلماء؛ حبب إليك العلم، وإن كان من الدعاة؛ حبب إليك الدعوة، وإن كان من أرباب الحقائق؛ حببها إليك، وإن كان من أصحاب الدعاوى؛ حببها إليك، وإن كان من عشاق المراسم والمظاهر؛ حببها إليك، وإن كان من الآخذين بالعزائم؛ حببها إليك، وإن كان من الآخذين بالرُّخَص؛ حببها إليك، فلا تزال نفسك تتشبه به في كل شيء؛ حتى تصير صورة له، والواقع خير شاهدٍ، في المريدين الذين يقلدون شيوخهم حذو النعل بالنعل، فاعتبر به.

وأضاف " العشماوى" عبر صفحته الرسمية قائلا : فأحرص على أن تختار شيخك لصلاح دينك ودنياك، فاسأل عنه الثقات الأمناء من أهل الله، وَقِسْ أحواله بأحوال صاحب الشريعة، وليس من شرطه العصمة، ولكن من شرطه التحفظ من الخطأ بِقَدْرِ الوُسْع، وليس من شرطه أن يكون مشهورا، أو كثير الأتباع؛ فإن أكثر الصادقين من أهل الله؛ أهل خفاء وغربة، وليس من شرطه أن يعطي عهدا، أو يلقن وِردا، فمنهم من يربي بالحال، وليس من شرطه أن يكون عالما من علماء الظاهر، بل يمكن أن يكون من العلماء بالله، ويقبح به الجهل بأحكام الشريعة الظاهرة التي يعلمها عوام المسلمين، ويقبح به وقوع المنكرات في مجلسه من غير إنكار، ويقبح به ادعاء الولاية والكرامة من غير موجب، ويقبح به تناول الشبهات، فضلا عن الحرام، ويقبح به أن يكون أكثر كلامه عن الدنيا وأهلها، وألا يُذَكِّرَك بالله.