رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تم اختزاله في غناء الرفض».. «حكايات» تروى لأول مرة عن الشيخ إمام

الشيخ إمام عيسى
الشيخ إمام عيسى

أحد أبرز وأشهر فناني ومُلحني العالم العربي، اشتهر بارتباطه الوثيق بالأحداث السياسية والتاريخية التي مرت بها مصر خلال الفترة التي عاش فيها، فقد كان بمثابة صوت الغناء الرافض، وظلت أغانيه باقية حتى يومنا هذا.. 

الشيخ إمام عيسى، ولد في الثاني من يوليو عام 1918، بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة، لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله 7 أولاد، ثم ولد من بعده أخًا وأخت، واسمه بالكامل إمام محمد أحمد عيسى.

فقد الشيخ إمام بصره في السنة الأولى من حياته، بعدما أصيب بالرمد الحبيبي، وتم علاجه بشكل خاطئ، أتم حفظ القرآن وهو في الثانية عشر من عمره، وبدأ في تعلم مبادئ الموسيقى والموشحات والعزف على العود، فأصبح فنان متكاملًا.

قدم “الشيخ إمام” مئات الأغاني التي لاتزال باقية إلى يومنا هذا ومن أشهرها“ يا مصر قومي وشدي الحيل”، "أهو ده  اللي  صار"، "البحر بيضحك ليه" وغيرها.

الدستور يرصد في السطور التالية أهم المحطات في حياة الشيخ إمام.. 

قال عنه الكاتب الصحفي والشاعر إبراهيم داود، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «تعرفت على الشيخ إمام في فترة مُبكرة من حياتي، وذلك قبل إقامتي بالقاهرة، حيث كان الشيخ إمام يتردد على الشاعر الكبير محمد جاد الرب، وهو أحد أبرز الشعراء المُثقفين، وفي تلك الفترة عرفت الشيخ إمام بشكل شخصي، وزار بيتنا أكثر من مرة، ثم كانت إقامتي في القاهرة ببيت الشاعر أحمد فؤاد نجم، وفي تلك الفترة التي كان هناك  خلاف بين الشيخ إمام، وأحمد فؤاد نجم».

وأضاف: «خلال الفترة من 1986 وحتى 1990، كنت من الحريصين على البعد عن حالة الصدام بين فؤاد نجم والشيخ إمام، خاصة أن كل واحد فيهما له رواية لا تصدق، مع أن كلاهما كان يحب الأخر حب كبير وحقيقي، ومن ضمن الوقائع التي تشير إلى تلك  المحبة الغير مشروطة بينهما ما شاهدته شخصيا عقب رحيل الشيخ إمام، ففي عزائه بحوش قدم، كان الحضور من أصدقاء الشيخ إمام، وكان «نجم» يجلس على مقهى جانبي بالقرب من العزاء مشغولًا بلعب الطاولة، وكلما ذهبت إليه؛ ليقف  ليأخذ العزاء ويكون في مُقدمة الحضور كان  يقول لي «روح أنت وأنا هاجي وراك»، وعندما جاءت «صافيناز كاظم» ذهبت إليه على المقهى، وعاد معي؛ ليأخذ العزاء، وبعد ذلك خرج «نجم»، وبحثت عنه؛ لأجده في أحد البيوت المُجاورة؛ لمكان العزاء وقد اجهش بالبكاء حزنًا على رفيق دربه، وظل يردد «ليه يا كده يا إمام».

وتابع: «في فترة التسعينيات كان الشيخ إمام يعتمد اعتماد كلي على حفلاته الضيقة لمحبي فنه من الأسر الميسورة، خاصة بعد خفوت ما يمكن تسميته بـ «الهبة الثورية»، وكان يعتمد عليَّ في  التواصل مع هذه الأسر حول الاتفاقات المادية، وكان يقوم بإعادة نفس أغانيه الثورية».

مكتب الشيخ ومحل «الأسطى كامل»

كان محل «الأسطى كامل» هو مكتب الشيخ إمام، وللمصادفة كان كامل هو ابن الشيخ عبد السميع بيومي، أحد أعظم قراء القرآن الكريم، وكان الشيخ إمام أحد تلاميذه، وكان ابنه كامل يعمل ترزيًا، وكان أحد مُحبي الشيخ إمام، وكان الشيخ إمام يُجري اتصالاته من هاتف المحل .

وكان أصدقاء الشيخ إمام المُقربين في السنوات الأخيرة من حياته معدودين، والحقيقة أن الشيخ إمام قد ظُلم فقد تم اختزاله في غناء الرفض، وللأسف الناس لم تسمع صوته في الأدوار والموشحات وكذلك صوته في قراءة القرآن الكريم.

وقال «داود»: «كُنت محظوظًا بالاقتراب من الشيخ إمام، وكنت ومازلت أرى في رحلته ومشواره من أعظم مواهب مصر، فقد كان ومازال الشيخ إمام نموذجًا لصناعة الغناء، وأمل أن يتم استعادة وتوزيع أغنيات الشيخ إمام بتوزيع حديث، فهو ابن مدرسة حديثة في الغناء اللحن العربي، كما أمل أن يتم إحياء موسيقى الشيخ إمام عبر المؤسسات الرسمية  للدولة، خاصة وأن الرجل خرج في لحظات حرجة من تاريخنا، وهو جزء من تاريخنا نأمل ألا يضيع».