رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنجازات دولة 30 يونيو.. مصر تشكل تحالفات دولية في مجال الطاقة

الغاز الطبيعي
الغاز الطبيعي

بعد مرور تسع سنوات كاملة على ثورة 30 يونيو 2013، والتي استعاد فيها الشعب المصري كلمته وزمام أموره، خاضت الدولة حروبًا ليس فقط ضد الإرهاب، ولكن ضد الفقر والجوع، وليس هذا فحسب بل أصبحت رائدة في قطاعات عدة، ومن بينها قطاع النفط والغاز الذي بفضله باتت مصر تحظى باهتمام دولي كبير.

ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمور البلاد تحولت مصر لمركز إقليمي؛ لتصدير الغاز الطبيعي المُسال فضلًا عن تصدير الهيدروجين الأخضر.

وفي التقرير التالي ترصد «الدستور»، جهود دولة «30 يونيو» في مجال الطاقة، ونجاح الثورة، في إعادة رسم ملفات الطاقة في المنطقة، وخلق تحالفات قوية في مجال الغاز، وفرض رؤيتها بمنطقة شرق المتوسط، ولجوء أوروبا اليها لحل أزمة الطاقة لديها.

 

اتفاقية الغاز بين الاتحاد الأوروبي ومصر وإسرائيل

لم تتوقف جهود مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013، في دعم قطاع الطاقة، ففي يونيو الجاري، وقعت مصر والاتحاد الأوروبي واسرائيل اتفاقية في مجال تجارة وتدوير الغاز، وسوف تكون هذه الاتفاقية  مظلة لمجموعة جديدة من الاتفاقيات؛ لأنها تمت بين مصر ومفوضة الاتحاد الأوروبي كاملًا وليس دولة واحدة فقط.

وتأتي الاتفاقية الثلاثية في وقت تسعى أوروبا؛ لتلبية احتياجاتها من الغاز من موارد شرق البحر المتوسط ​​في إطار خطة؛ لتقليل الاعتماد على واردات الغاز الروسي، التي تأثرت بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي ابريل 2018، مصر مع الاتحاد الأوروبي مُذكرة تفاهم تتضمن مزيدًا من الدعم في استراتيجيات تحسين كفاءة الطاقة، ودعم مصر في أن تصبح مركزًا إقليميا للطاقة، ودعم المجال في الطاقة الجديدة والمُتجددة، والدعم الفني والتكنولوجي.


تحالف «مصرى - إماراتى» لعقد أكبر صفقة فى الطاقة المتجددة 

في يونيو الجاري، أيضًا تم توقيع اتفاقية بين الإمارات ومصر؛ لشراء شركة «ليكيلا» الإفريقية للطاقة المتجددة، في صفقة تقارب قيمتها مليار دولار، حيث تعتبر الصفقة واحدة من أكبر صفقات الطاقة المُتجددة في جنوب إفريقيا، والتي جذبت اهتمام  العالم، بما في ذلك صندوق الدولة الصيني CNIC، وشركة الطاقة Globeleq التي تركز على إفريقيا، والمملوكة بنسبة 70٪ لمجموعة CDC Group لتمويل التنمية في المملكة المتحدة؛ شركة البترول الصينية العملاقة سينوبك، وشركة الفحم الجنوب أفريقية Exxaro من بين آخرين.

وستساعد هذا الاتفاقية في تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة، وتعزيز حضور مصر على مستوى القارة الافريقية في هذا المجال.

 

تحالف مصري سعودي لدعم الطاقة المتجددة

شهد يونيو الجاري أيضا، وتحت تحالف بقيادة أكوا باور السعودية، وشركة حسن علام القابضة، تم توقيع اتفاقية مشروع طاقة رياح في مصر بسعة 1.1 جيجاوات باستثمار يصل إلى 1.5 مليار دولار، وتم توقيع الاتفاقية خلال زيارة ولي العهد السعودي لمصر، وذلك في إطار توسع أكوا باور في مصر ليشمل ثلاثة مشروعات مهمة.

وفي أكتوبر 2021، أعلنت وزارة الطاقة السعودية عن توقيع المملكة ومصر اتفاقيات مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، والذي تبلغ تكلفته الإجمالية 1.8 مليار دولار، من أجل تبادل كمية تصل إلى 3000 ميجاوات من الكهرباء بين الدولتين. 

ويهدف الربط الكهربائي المصري السعودي؛ إلى أن يكون محورًا أساسيًا فى الشبكة الكهربائية التي ستربط الدول العربية ببعضها البعض تمهيدًا؛ لإنشاء سوق مشتركة للكهرباء.

 

اتفاقيات مصرية روسية لدعم صناعة الغاز

في يونيو 2021، وقعت مصر وروسيا محضر اجتماع الدورة الثالثة عشر للجنة المصرية الروسية المُشتركة، وتم التأكيد على إمكانية توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة الروسية، ووزارة البترول المصرية في مجال استخدام الغاز المضغوط، والتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الروسي المصري الحالي في قطاع الطاقة وتطوير التعاون المُتبادل في مجال تجارة البترول والغاز والغاز الطبيعي المُسال، وقد يشمل هذا التعاون ندوات وورش عمل؛ لتبادل المعرفة حول اتجاهات سوق الغاز والغاز الطبيعي المُسال.

 كما دعت القاهرة، الشركات والمؤسسات الروسية للمشاركة في العطاءات الدولية؛ للتنقيب عن حقول البترول والغاز الطبيعي واستغلالها في الأراضي المصرية، وفي المشروعات المُقترحة للاستثمار في قطاع البترول والغاز.

 

اتفاقيات مصرية إيطالية بشأن الغاز

في ديسيمبر 2021، وقعت شركة الطاقة الإيطالية العملاقة «إيني» اتفاقيات تمهد الطريق أمام استئناف تشغيل محطة دمياط؛ لإسالة الغاز الطبيعي في مصر، خلال الربع الأول من العام المُقبل، والتوصل إلى تسوية مُرضية؛ للخلافات القائمة مع شركتي يونيون فينوسا جاز وإس.إي.جاز.

وبحسب الاتفاق ستنتقل حصة يونيون فينوسا جاز في محطة دمياط، والبالغة 80% إلى شركة «إيني» التي ستحصل على 50% فيما تحصل شركة إيجاس المصرية التابعة للدولة على 30% من الأسهم، ووفقًا لهذا الاتفاق ستصبح محطة دمياط لإسالة الغاز الطبيعي مملوكة لكل من إيني بنسبة 50% وإيجاس بنسبة 40% والهيئة المصرية العامة للبترول بنسبة 10%.

ويدعم هذا الاتفاق الاتفاقيات السابقة مع شركة إيني، والتي تمارس أعمال التنقيب في البحر المتوسط وخاصة عملها في حقل ظهر، أكبر حقول الغاز المصرية بجانب حقول أخرى تدعم انتاج مصر من الطاقة النظيفة.

 

مصر توقع اتفاق ثلاثي مع لبنان وسوريا لتصدير الغاز

ووقعت الحكومة اللبنانية، مع مصر وسوريا، الشهر الجاري، اتفاقًا لاستجرار الغاز من القاهرة عبر دمشق، وفق اتفاق بين الدول الثلاث.

وبحسب الاتفاقية الموقعة بين لبنان وسوريا ومصر، فإنه من المُقرر نقل 650 مليون متر مكعب من الغاز كل عام من القاهرة إلى بيروت عبر دمشق.

وأكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، أن مصر تبنت المشروع من اللحظة الأولى، ودعمت كل مراحله وصولًا إلى تأمين زيادة للكمية، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يوفر تغذية كهربائية تصل إلى 4 ساعات يومية إضافية في لبنان.

فيما قالت سوريا إنهم جاهزون؛ لتمرير الغاز المصري إلى لبنان دون أي تأخير، ولا يوجد أي مُشكلة قانونية أو تجارية أمام تنفيذ الاتفاقية، وبحسب السفير المصري لدى لبنان ياسر علوي، فإن السعر الذي تم الاتفاق عليه؛ لتوريد الغاز المصري إلى لبنان أقل بنسبة 30% من سعر السوق العالمية.