رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميقاتي يقدم كشف حساب حكومته خلال 8 أشهر: أنجزنا الانتخابات

ميقاتي
ميقاتي

قدم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي كشف حساب بما قدمته حكومته على مدار 8 أشهر منذ حصولها على ثقة مجلس النواب في 20 سبتمبر الماضي حتى اليوم الذي يعد اليوم قبل الأخير في عمر حكومته قبل تحولها إلى تسيير الأعمال منتصف ليل الغد بالتزامن مع انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي وبدء ولاية مجلس النواب الجديد الذي تم انتخابه قبل أيام.
وقال ميقاتي، في كلمة وجهها للشعب اللبناني مساء اليوم بمناسبة انتهاء ولاية حكومته، إن الحكومة انتهت من إتمام الاستحقاق الانتخابي في موعدها بشفافية وحيادية مطلقة شهد لها العالم وكافة الهيئات الرقابية، مشيرا إلى أن الاستحقاق لم يكن سهلا ضمن الظروف الاقتصادية الموجودة، ومتوجها بالشكر للموظفين والإداريين ووزارتي الداخلية والعدل والجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة وللقضاة جميعا.
وأضاف أنه على الصعيد الاقتصادي والمالي وما يتّصل بخطة التعافي المالي والاقتصادي، قامت الحكومة بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ووقعت بالأحرف الأولى على ما يسمى "اتفاق الموظفين" الذي يشكل خارطة طريق للحل والتعافي، على أن يستكمل التفاوض في المرحلة المقبلة لإنجاز الاتفاق النهائي الذي سيفضي إلى التعافي الكامل.
وأوضح أن الهم الأساسي للحكومة كان وقف الانهيار والحفاظ على المقومات التي تساعد على التعافي، وبشكل أساسي، إلى حماية حقوق المودعين، وتمكين كل القطاعات ومن ضمنها القطاع المصرفي، من النهوض مجددا، مشيرا إلى أن الخطة تضمن ودائع صغار المودعين بسقف يصل إلى مائة ألف دولار، موضحا أن الحكومة الحكومة بصدد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لضمان ودائع كبار المودعين.
وأكد أن الحكومة تريد أن تحمي المصارف؛ لأنه لا اقتصاد دون مصارف، معتبرا أن مصرف لبنان عليه أن يقوم بوضع المعايير المطلوبة، لكي تعمل المصارف بطريقة سليمة، لكي تساهم في نمو الاقتصاد، مشددا على أنه من دون الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لن تكون فرص الإنقاذ المنشود متاحة، موضحا أنه المعبر الأساسي للإنقاذ.
وأشار إلى أن الحكومة أرسلت الى مجلس النواب عددا من مشاريع القوانين ذات الصلة بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وأهمها الموازنة، وللمجلس الكلمة الفصل في ما يراه مناسبا في هذا الصدد.
وأوضح أن الحكومة تمكنت من تصويب وتصحيح الشوائب التي اعترت علاقات لبنان مع اشقائه العرب وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، وأصدقاء في العالم والمجتمع الدولي.
وعبر ميقاتي عن تفهمه لغضب المواطنين مؤكدا أنه بالتعاون المخلص بين كل الإرادات اللبنانية ستبدأ مرحلة التعافي التدريجي بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن الحكومة أطلقت برنامج" أمان" للمساعدات الاجتماعية واستفاد منه حتى 45 الف عائلة يتقاضون بين مئة ومئة وأربعين دولار كل شهر نقدا، والمخطط له مع نهاية يوينو أن يصل إلى دعم 150 ألف عائلة. كما استفادت 60 الف عائلة من البرنامج الوطني للأسر الأكثر فقرا في لبنان، إضافة إلى تقديم مساعدات نقدية شتوية لأبناء المناطق الجبلية ما فوق 700 متر ووصلت المساعدة إلى ما مجموعه 48 ألف عائلة، نالت كل عائلة منهم مبلغا بالدولار الأمريكي.
واستعرض ميقاتي ما تم إنجازه على مستوى التعليم عبر تأمين إعادة فتح المدارس في كل لبنان ودفع الحوافز المالية للأساتذة العاملين في التعليم العام والمهني الرسمي والتي تقدر بحوالى 500 مليار ليرة لبنان. كما جرى دعم صناديق المدارس الرسمية بحوالى 335 مليار ليرة.
واعتبر ميقاتي أن ملف الكهرباء هو السبب الأساسي لنزيف الخزينة وجيوب اللبنانيين، مشيرا إلى أن الحكومة باشرت منذ يومها الأول تنفيذ خطة ثلاثية لهذا القطاع تبدأ بتأمين الحد الأدنى من الطاقة عبر الاتفاق مع الحكومة العراقية لتأمين الوقود مؤكدا أن الاتفاق لا يزال ساريا.
واستطرد قائلا إن المرحلة الثانية من الخطة تقضي استيراد الكهرباء من الأردن وتزويد لبنان بالغاز من مصر، موضحا أن هذه المرحلة لا تزال مرتبطة بأمور تتعلق بالقانون الدولي وبإنجاز الاتفاقات بين لبنان والدول الثلاث لتمرير استيراد الكهرباء والغاز عبر سوريا، قبل إقرار القرض الخاص بهذه المرحلة من قبل البنك الدولي.
واكد أنه على المدى الطويل، قرر مجلس الوزراء في جلسة سابقة التفاوض مع أربع شركات دولية لإمكان تزويد لبنان بالمولدات اللازمة لإنتاج الكهرباء بمعدل 24 ساعة وبصورة دائمة.
واستعرض ما أنجزته وزارات البيئة والسياحة ووزيرة التنمية الإدارية التي عملت على إقرار ملف السياسة الرقمية ومكافحة الفساد ووضع خارطة لإعادة استنهاض الإدارة اللبنانية، وكذلك وزير الأشغال العامة.
وختم ميقاتي كلمته قائلا: "لن أكون شاهد زور إزاء محاولات رهن البلد مجددا بمصالح شخصية، أو التعاطي مع الملفات الحيوية بمنطق الشخصانية الذي كلف الخزينة أعباء باهظة منذ سنوات"، معتبرا أن "معا للإنقاذ" لم يكن مجرد عنوان لحكومته بل كان فعلا مستمرا، إيمانا بهذا الوطن وبشعبه الأبي الصامد.