رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«دخان ينهش قلبك».. حكاية أشهر مقالات الراحل صلاح منتصر

صلاح منتصر
صلاح منتصر

«التدخين سم قاتل ببطء.. التدخين عقوبة مؤجلة ستدفع ثمنها بعد أن ينهش الدخان قلبك ورئتيك وكل أجهزتك السليمة.. التدخين هو السلعة الوحيدة التى يقبض منتجها ثمنها ويقول إنها ستقتلك»، بهذه الكلمات بدأ الكاتب الراحل صلاح منتصر مقاله الشهير الذي كان يُدرس لفترات طويلة لطلاب المرحلة الثانوية خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي.

ففي يوم 7 من فبراير سنة 1991م، كتب صلاح منتصر، هذه المقالة بعنوان "أنت سيد قرارك"، ليهيئ الأذهان بدعوته لترك التدخين التي حدد لها يوم التاسع من فبراير من كل عام، وهذه الدعوة إلى عدم التدخين والإقلاع عنه لما فيه من أضرار صحية ونفسية ومادية للمدخن ولمن حوله.

ويعد المقال من أشهر المقالات التي كتبها منتصر، لذا تم تدريسه في إحدى المراحل التعليمية، وأعيد نشره في أكثر من منصة إلكترونية، ويعتبر من المقالات التوعوية والإرشادية والتوجيهية لخطورة التدخين والآثار المترتبة عليه.

وأكد “منتصر” أن الإنسان هو صاحب الرأي الأول والأخير في اتخاذ قرار الامتناع عن التدخين بمحض إرادته وليس لأحد سلطان أو تأثير عليه ليمنعه عن التدخين سوى نفسه، كما جاء في هذه الكلمات "أنت سيدُ قرارك؛ فبكلمة منك تستطيع أن تخرج من هذا السجن اللعين الذي أصبحت فيه عبدًا للسيجارة، وحقلًا خصبًا لكل الكوارث والمصائب التي تفعلها في صدرك وقلبك، وضغطك ومفاصلك، وأعصابك".

وأشار إلى أن الكثير من المدخنين يريدون التخلص من هذه السيجارة ولكنهم لا يملكون الإرادة القوية لاتخاذ هذه الخطوة كما جاء في قوله: "هناك مدخنون يتمنون أن يأتي اليوم الذي يستطيعون فيه التخلص من السيجارة، هؤلاء المدخنون يعتقدون أن الامتناع عن التدخين مستحيل".

ووجه صلاح نداءً لكل من يريد التخلص من التدخين وأكد أن هذه المسألة ليست صعبة ولا مستحيلة، وهذا ما أوضحه فى كلماته، قائلًا:" إن مئات الآلاف استطاعوا أن يفعلوا ما يحلمون هم بتحقيقه، وهو ما يعني أن الامتناع عن التدخين قد يكون صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا".

"أنت في حاجة إلى أن تكره السيجارة، وأن تنظر إلى أصابعك إذا لم تغسلها من آثار النيكوتين، وأن تتصور منظر رئتيك، وأن تستعيد شريط كل الذين عرفتهم وكانوا يدخنون، كيف رأيتهم بعد ذلك في أَسِرة المرض"، وهنا يقول "منتصر" للمدخنين أن يفكروا ولو للحظة في الأضرار التي ستعود عليهم من خلال التدخين والأمراض التي لاحقتهم جراء هذا الفعل السيئ.

"أنت وحدك سيد قرارك، ولن تكسب أي شيء إذا لم تكترث بدعوتنا وأعطيتنا ظهرك، فلن نخسر نحن شيئًا، ولكنك أنت الذي ستخسر"، وفي هذه العبارات يؤكد الكاتب صلاح منتصر أن المدخن وحده هو الخاسر في النهاية ولن يتحمل تبعيات فعله إلا هو، لذا فهو سيد الموقف وهو الذي في النهاية يحدد مع من يكون مدخن أم يقلع عنه حتى ينجو من أضرار التدخين.

الكاتب صلاح منتصر رحل عن عالمنا مساء اليوم الأحد، عن عمر ناهز الـ87 عامًا، بعد مسيرة مهنية حافلة، فقد نشرت له جريدة الأهرام العديد من المقالات في عمود يومي بعنوان "مجرد رأى".